انجاز المغاربة وقناع مورينيو النرجسي!
بات حارس المرمى المغربي ياسين بونو ومواطنه المهاجم يوسف النصيري أول لاعبين عربيين يتوجان بلقبين قاريين بعدما ساهما في فوز اشبيلية بلقب الدوري الاوربي للمرة الثانية بعد الفوز على روما الذي يديره «المتعجرف» جوزيه مورينيو.
هذا هو اللقب الثاني للنجمين العربيين بعد موسم 2019-2020، وهو امتداد للتألق مع «اسود الاطلس» في مونديال قطر 2022 عندما وصل المنتخب المغربي الى نصف النهائي وحل رابعاً على العالم. فيما أكد فريقهما الأندلسي أنه ملك المسابقة بلقب سابع فيها، في سابع مباراة نهائية. وفي المقابل حرم اشبيلية المدرب البرتغالي مورينيو من الظفر باللقب القاري السادس في سادس مباراة نهائية، لكن رغم شعور كثيرين من المشجعين بالتعاطف، الا انه أسقط مجدداً قناع الرزانة والكبرياء، ليظهر بمظهر «البلطجي» والفاقد للكرامة وللحس الرياضي، لأنه مجده الشخصي تحطم، متهما الحكم الانكليزي أندي تايلر بأنه السبب، وطبعاً لن يكون تكتيكه البائد والعقلية الدفاعية في تحضير لاعبيه لخوض المباراة أمام فريق عادي عانى كثيراً هذا الموسم في الدوري الاسباني، وطبعا سيكون هناك الآلاف من عشاق «مورينيو اف سي» مستعدين للدفاع عنه، وايجاد الأعذار له بدل تعرية الحقيقة وانتقاده بشكل بناء والاعتراف بأن أساليبه الكروية صارت قديمة، والانكى ان «السبيشال وان»، وهو اللقب الذي نعت به نفسه، كان يدافع طيلة الـ120 دقيقة خلال المباراة أمام اشبيلية، لكنه كان يهاجم بضراوة في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، بل ادعى انه وفريقه خسرا المباراة لكنهما احتفظا بكرامتهما. طبعاً هذا كان في المؤتمر الصحفي أمام أعين الكاميرات والصحفيين، لكن بمجرد انتهاء هذا المؤتمر، نزع رداء «العفة» وأسقط قناع «البطل»، وتحول الى هذا الرجل النرجسي المتعجرف فلاحق الحكم الانكليزي الى موقف السيارات وانتظره قبل ركوب حافلته ليقذفه بوابل من الكلمات المهينة بالانكليزية والايطالية والبرتغالية، ليؤجج الكراهية اتجاهه، ما قاد العشرات من أنصار نادي روما الى انتظار الحكم الانكليزي المصحوب بعائلته، في المطار لتبدأ حفلة جديدة من اللعن والشتم وقذف الكراسي والعصائر على رأس من كان في محيط تايلر وعائلته الذي سارع الى دخول غرفة خاصة.
هذا التصرف لما كان سيحدث لولا اصرار مورينيو على ان الحكم تغاضى عن ركلة جزاء، أصلا كانت «كرة الى يد» وليست العكس، او تغاضيه عن منح بطاقة صفراء للاميلا كانت قد تصبح حمراء، علما أن لاعبيه حصلوا على سبع منها وست للاعبي اشبيلية في مباراة اشتهرت بخشونتها وقباحتها، أكثر من أي فنيات أخرى، بل كانت مباراة تقليدية لفريق يدربه مورينيو، ومع ذلك لم يخطر على بال مورينيو أن يشتكي عندما سجل فريقه هدفاً عبر ديبالا في الشوط الأول من خطأ في وسط الملعب على لاعب اشبيلية، لكن الحكم تايلر لم يحتسبه، الى درجة أن كل لاعبي واداريي روما احتفلوا ما عدا مورينيو الذي اعتقد ان «الفار» سيلغي الهدف، أي انه استفاد من هكذا قرار، وأن اللعبة فيها من الاحتمالات ما يرقى الى الشبهات لكنها تفاصيل صغيرة جداً، ومع ذلك وضع مورينيو كل اللوم على الحكم، ولا شيء عليه هو.
في الواقع المدرب البالغ 60 عاماً، يدرك محدودية قدراته كـ»كوتش» أو كمدرب مطور للاعبين ولفنياتهم، فهو مدرب «حماسي» و«نفسي»، وهكذا أصلا تعلم فنون اللعبة منذ كان مترجما لبوبي روبسون، قبل ان يرتقي الى مساعد لروبسون ولاحقا لفان خال في برشلونة، حيث كانت مهمته تقوم على مصادقة اللاعبين لمعرفة مشاكلهم وبماذا يفكرون، لينقل الصورة كاملة للمدرب، فأجاد هذا العمل، ولهذا السبب هو دائماً يفضل اللاعبين الجاهزين ممن هم في الـ29 من العمر أو أكبر، أي في عز عطائهم، وهذا يحصل عادة مع الأندية المستعدة للانفاق بلا حساب، وليس مع اندية محدودة الدخل والانفاق مثل روما، ولهذا قال للصحافيين عقب الهزيمة: «أريد البقاء لكن لاعبي فريقي يستحقون المزيد، أنا أستحق المزيد. لا أريد أن أقاتل بعد الآن. لقد سئمت أن أكون مدربا، ومتحدثا، وناطقا باسم النادي». لكن لا غبار على ادعاء هذا المدرب الداهية، فهو يعرف ماذا يقول للصحفيين، من عشق لأنديته ولجماهيرهم، وهو في الواقع لا يعشق سوى مجده الشخصي، وفي حين انطلى ما جرى هذا الموسم على روما فانه لم ينطل على دانييل ليفي رئيس نادي توتنهام قبل عامين، الذي أقاله قبل المباراة النهائية لكأس المحترفين بستة أيام، لأن المدرب البرتغالي آثر اراحة نجومه في مباريات الدوري، حيث كان الفريق يصارع للحصول على المركز الرابع، والذي يعني التأهل الى دوري الأبطال وحل مشكلة مادية كان النادي بأمس الحاجة لها عقب جائحة كورونا، لان مورينيو ببساطة كان يبحث عن مجده الشخصي وليس عن مصلحة النادي. لكن في روما فانهم عشقوه بصورة عمياء وصدقوا كا ما قاله، حتى عندما أنفق 130 مليون يورو في انتقالات الموسم الماضي، وهو المبلع الأعلى بين كل الاندية الايطالية، فانه مركزه لم يتحسن في الدوري سوى مركز (من السابع الى السادس) ونقطة (من 62 الى 63)، وحتى هذا الموسم، ورغم تبجحه بعدم صرف سوى 7 ملايين يورو، فانه عقد 5 صفقات مجانية مع مخضرمين أمثال ديبالا وفينالدوم ويورينتي وبيلوتي وماتيتش، كلفوا خزينة النادي الكثير بالرواتب والعمولات، ما زال في المركز السادس بـ60 نقطة قبل جولة على النهاية بل ضحى بفرص روما في دوري الأبطال بفقدانه فرصة الفوز في الدوري في آخر 7 مباريات، قبل خوض نصف نهائي ونهائي الدوري الأوروبي، بحثاً عن المجد الشخصي، وهذا ببساطة هو مورينيو.