هاهي ذي سنة انتخابية جديدة تلوح في أفق بلجيكا. وبوادر حملتها الدعائية قد بدت وتجلت في خرجات الجمعيات المدعمة من طرف المنتخبين، جماعيين كانوا اوبرلمانيين جهويين. وأولى تلك البوادر هي تكاثر ما يصطلح عليها بحفلات الأحياء وحفلات الجيران. ناهيك عن الأماسي الراقصة وما شابهها من أنشطه ترفيهية. فهذه الأنشطة وتلك تعرف إقبالا نسويا كبيرا؛ نساء مغربيات غالبيتهن محجبات، نساء تشكلن كتلة انتخابية جد مهمة بعائلاتهن لحزب بعينه في أهم جماعات بروكسل العاصمة. الحزب الذي يعد في صفوف منتخبيه وفي عموم المجالس على أكبر عدد من المغاربة. الحزب الراعي والمدافع الشرس على المثليين، الحزب الذي شرَّع زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وخول لهم حق التبني. الحزب العلماني الذي يحارب الأديان وكل مظاهر التدين وعلى رأسها الحجاب. الحزب الذي ألغى تدريس مادة الديانات.
هذا الحزب العلماني والمعروف بعدائه للتدين، كلما ازداد عدد منتخبيه من ابناء الجالية المسلمة، كلما ازداد تضييقا على الممارسات الدينية ، وآخرها منع الذبح حفاظا على كرامة ونفسية الحيوان. فلا ذبح دون صعق بالكهرباء. موضوع اثار ضجة وصخبا في اوساط الجاليتين المسلمة واليهودية. ويوم مناقشة هذا القانون لم نر في البرلمان ولا منتخب مسلم واحد. فقط اليهود من اتوا للبرلمان دفاعا عن الذبح الشعائري. ولم يكن اولئك اليهود منتخبون.
يبقى السؤال المطروح هو : ماذا قدم هؤلاء المنتخبون من اصول مغربية للجالية المغربية؟ مادا يقدمون باستثناء الحفلات والأماسي الراقصة؟ لماذا لا يتطوقن وبطريقة مباشرة لمشاكل مغاربة بلجيكا علما أنهم الوعاء الانتخابي الاهم في بروكسل العاصمة؟