استغلال العاملات المغربيات بإسبانيا
استنكر ائتلاف حقوقي يضم 8 منظمات وجمعيات مغربية ودولية “الاستغلال البشع للعاملات المغربيات الموسميات بحقول ويلبا بإقليم الأندلس وباقي المناطق، واستمرار معاناة أزيد من 600 ألف مهاجر غير نظامي باسبانيا، وظروف اشتغالهم وعملهم الكارثية واستعبادهم”.
جاء ذلك في بيان أدانت فيه المنظمات الحقوقية نفسها ما وصفته بـ”سياسة الكيل بمكيالين لحكومة بيدرو سانشيز”، وذلك بعد أن عرضت مساعدتها على الولايات المتحدة الأمريكية لاستقبال العديد من المهاجرين وطالبي اللجوء لحل الأزمة الحدودية مع المكسيك، مستغربة “بحث إسبانيا حل أزمة بعيدة جغرافيا على حساب أزمة خانقة محليا وإقليميا”.
وانتقدت المنظمات الموقّعة على البيان “تجاهل إسبانيا ملف العديد من المهاجرين العالقين بالحدود مع دول الجنوب (المغرب والجزائر)، ومسلسل الترحيلات التعسفية والفورية للشباب المغاربيين والأفارقة جنوب الصحراء من إسبانيا نحو بلدانهم، فضلا عن غض الطرف عن ملف آلاف الجثث والغرقى والمفقودين بالحدود البحرية ومعاناة عائلاتهم وأسرهم دون معرفة الحقيقة، وتناسيها الحريق المهول الذي عرفته المنطقة الصناعية San Jorge بويلبا يوم 13 ماي الأخير، الذي أتى على معدات وممتلكات المهاجرين بأزيد من 40 مسكنا”.
ودعا البيان الدولة الإسبانية إلى “احترام وصيانة حقوق العاملات الموسميات المغربيات بويلبا ومختلف المناطق، والقضاء على نظام الاستغلال البشع والاتجار بالبشر، والتسوية الفورية والعاجلة للوضعية القانونية لآلاف المهاجرين بإسبانيا وصيانة حقوقهم وكرامتهم”، وندّد في سياق متّصل بـ”خطابات الكراهية والعنصرية، وواقع انتهاكات حقوق المهاجرين والمهاجرات التي تمارسها أنظمة الحكم بالأقطار المغاربية وكذا حكومات الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال في كلّ من ليبيا وتونس والجزائر”.
وشدّدت الوثيقة ذاتها على “ضرورة الاستجابة لمطالب آلاف من عائلات وأسر المفقودين لمعرفة مصير أبنائهم، وإنصافهم كضحايا للسياسات الأوروبية القاتلة والمميتة، والكشف عن مراكز احتجاز المهاجرين بأوربا وإغلاقها، وإجراء بحث مستقل يكشف المتسببين الفعليين في هذه المآسي بعيدا عن أي محاولات للإفلات من العقاب”.
كما أكد الائتلاف الحقوقي أن ملف الهجرة والمهاجرين يعرف “جدلا واسعا في أوساط المجتمع السياسي والحقوقي، خاصة بعد الحادث المأساوي للمهاجرين يوم 24 يونيو 2022 ‘الجمعة الأسود’ بين مدينتي الناظور ومليلية بمنطقة ‘باريو تشينو’، وكذا الوضعية المأساوية لآلاف المهاجرين المرحلين قسرا نحو الحدود مع النيجر من الجزائر في ظروف قاسية ولا إنسانية، والتصاعد المهول لعدد الغرقى والمتوفين والمفقودين العابرين عبر ‘زوارق الموت’ للمحيط الأطلسي والبحر المتوسط عبر الشواطئ المغربية والجزائرية”.