حقائق حول ما يجري في الخرطوم ووجود قوات الدعم السريع في المدينة

لقد اتضح للجميع من خلال المعطيات الميدانية المباشرة أن قوات الدعم السريع تسيطر على ولاية الخرطوم وكل الشوارع والمواقع الاستراتيجية . ولقد حان الوقت لتبيان حقائق أخرى للشعب السوداني حول بعض المغالطات التي يتداولها بعض الإعلام المنحاز حول استيلاء قوات الدعم على بيوت الناس وممتلكاتهم وغير ذلك من الأباطيل التي تلصق زورا وبهتانا بقوات الدعم السريع.

ليس الغرض من هذا التقرير نفي وقوع هذه الوقائع المؤسفة ولكن توضيح الأيادي الخفية وراءها وهي مجموعة أخرى لا يعرف الناس هويتها بدأت في التواجد داخل مدينة الخرطوم قبيل بداية الحربالغادرة وترتدي زي الدعم السريع تمويها وتدليسا وغالبية افرادها من دارفور بل من ذات المكون الاجتماعي الذي ينتمي اليه قائد قوات الدعم السريع (حميدتي).

لقد بدأ البرهان ومن معه التخطيط لهذه الحرب الغادرة بإعادة قوات هيئة العمليات التي كانت تتبع لجهاز الأمن والتي أسسها المجرم صلاح قوش بإمكانيات كبيرة وتدريب عالي وتم اختيار جميع ضباطها من منطقة صلاح قوش وقبيلته.

أيضًا تم إعادة قوات الدفاع الشعبي وتسميتها بقوات الاحتياط، كذلك أعيدت قوات حرس الحدود التي كانت تتبع لموسى هلال والتي كان البرهان قائداً لها في منطقة وسط دارفور إبان حرب دارفور والآن يتواجد أحد ضباطها في مكان واحد مع البرهان.

المهم هنا هو أن قوات حرس الحدود أو ما كانت تعرف بمليشيا الجنجويد وهي قوات أسسها عوض ابن عوف في عام 2003 ونواتها الأولى مما عرف بالتائبين معظمهم مجرمين عليهم بلاغات قتل ونهب مسلح تم اصدار عفو شامل لهم مقابل القتال في صف الجيش وكان عوض ابن عوف وقتها قائدًا لاستخبارات الجيش وأطلق عليهم اسم استخبارات حرس الحدود. لقد توسعت تلك القوة بعد اخراج موسى هلال من سجن بورتسودان والاتفاق معه على أن يعمل على تجنيد شباب القبائل العربية للقتال في صف الحكومة بمقابل مادي.

لقد تمت المساومة على سعر الملتحقين بهذه القوة بمبلغ 500 جنيه سوداني مما مكن موسى هلال عبر وكلاء في كل دارفور بالتحنبد خارج إطار القانون والإجراءات العسكرية في اكبر عملية سمسرة في التاريخ. إن موسى هلال هو واجهة فقط يتم تقديمها لقيادة تلك القوة، لكنها في الواقع ظلت تحت إدارة ضباط استخبارات الجيش بهدف إعطاء الحرب صبغة قبلية واستغلال رمزية موسى هلال كرجل إدارة أهلية ليرمز لانحياز القبائل لصف الحكومة. وتلك قصة طويلة.

الوضع الراهن في الخرطوم:

منذ ما يقارب 7 اشهر كلف البرهان وبإشراف ومتابعة من اللواء محمد أحمد صبير وهو رئيس هيئة استخبارات الجيش كلف المقدم بحرس الحدود قوني علي عسيل من منطقة صولبا والعقيد محمد صالح يونس من منطقة دوماية، بتجميع قوة قوامها 30 الف من أبناء القبائل العربية. الغرض الظاهر منها في ذلك الوقت هو زعزعة الاستقرار في افريقيا الوسطى وتغيير النظام هناك. وبالفعل بدأ هؤلاء عمليات تجنيد واسعة ووفرت لهم الاستخبارات العسكرية إمكانيات بما في ذلك طائرة هليكوبتر للتحرك في ولايات دارفور.

بدأ هؤلاء في عبور الحدود الى داخل افريقيا الوسطى واستطاع نحو أربعة آلاف مرتزق من هذه القوة الوصول الى شمال شرق افريقيا الوسطى. لقد أثار قائد الدعم السريع هذه القضية في اجتماع قيادة الجيش لكنهم أنكروا ذلك. حينها تحركت قوات الدعم السريع وأغلقت الحدود مع افريقيا الوسطى ومنعت تسللهم وتحدث قائد الدعم السريع عن ذلك علنا بانه يرفض تحويل مواطنين سودانيين لمرتزقة وتجربة ليبيا كفيلة بان يتعظ السودانيون من التورط أو يصبحوا وقودا في حروب داخل دول الجوار. 


ظل
المقدم قوني علي عسيل والعقيد محمد صالح يونس يعملان في بناء قواتهم بغرب دارفور وشرق دارفور، والهدف المعلن هو إعادة قوات حرس الحدود وتبعيتها للقوات البرية وهو ما صدر به قرار من البرهان في اليوم الثاني للحرب 16 ابريل 2023.

قبل انطلاق الحرب بثلاثة أسابيع تم استدعاء المقدم حدود قونيعلي عسيل والعقيد محمد صالح يونس الى الخرطوم ومعهم 270 فرد وظلوا متواجدين بالخرطوم حتى تم ادخالهم القيادة العامة يوم 14 ابريل مساءاً وبإشراف مباشر من قائد الحرس الرئاسي اللواء نادر ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن هم متواجدين بالقيادة العامة ضمن حراسات بالإضافة لقوات الحرس الرئاسي والقوات الأخرى.

بعد الحرب باقل من أسبوع أشرفت استخبارات الجيش على احضار عدد 3100 فرد يتبعون للمقدم قوني عسيل والعقيد محمد صالح يونس الى الخرطوم بملابس الدعم السريع وسيارات عليها لوحات (ق د س )قوات الدعم السريع. كان الهدف الأول من هذا التدليس هو اختراق قوات الدعم السريع لان جميع هذه القوات من ذات المكون الاجتماعي لقائد قوات الدعم السريع كما أن غالبية قوات الدعم السريع المتواجدة بالخرطوم من ذات المكون وبالفعل كان اختلاط هذه القوات بقوات الدعم السريع سهلاً وتم توزيعهم للعبور عبر ارتكازات الدعم السريع دون اثارة أي شكوك وتم زرع ضباط من الاستخبارات العسكرية وسطهم. وحين شارفت قوات الدعم السريع على السيطرة على معظم مناطق العاصمة انتشر هؤلاء وبتوجيهات من ضباط الاستخبارات وبدأوا في اثارة الهلع وترويع المواطنين وأيضا السرقات للسيارات المدنية وتحول الامر لكسر البنوك والمؤسسات المالية وإشاعة الفوضى وربط كل ذلك بقوات الدعم السريع لتشويه صورتها واحداث قطيعة بينها والمواطنين.

نصب هؤلاء ارتكازات وهمية داخل الاحياء بحيث يتم فيها اذلال ونهب المواطنين المسالمين، مستغلين انشغال ضباط وجنود الدعم السريع في المعارك والمواجهات.

منذ اليوم الأول، قام هؤلاء باستهداف السفارات الأجنبية وحين تم تبليغ قوات الدعم السريع بذلك قامت بمواجهتهم واشتبكت معهم في عدد من المواقع قتل عددٍ منهم وقامت بتأمين السفارات الاجنبية بوضع حراسات مسلحة لحمايتها.

تحولت هذه المجموعات الى مهاجمة المنظمات الأجنبية بما في ذلك مقر الصليب الأحمر وأيضا قامت قوات الدعم السريع بالتصدي لهم وقبضت بعضهم امام مقر الصليب الأحمر بعد ان استولوا على عربات هذه المنظمة وغيرها.

واصلت هذه المجموعات خطتها التخريبية بدخول بيوت المواطنين والاستقرار فيها وتحويلها الى سكن وأيضًا مهاجمة بعض المستشفيات تنفيذا لخطة الاستخبارات العسكرية وفق خطة لتشويه الدعم السريع. هذا الخطة التي لا تستقيم عقلا ومنطقا حيث أن الدعم السريع يسيطر على كافة المقار الحكومية ومقار الجيش وليس بحاجة لتحويل المستشفيات أو غيرها لمقرات عسكرية.

لقد قامت الاستخبارات العسكرية بإحضار المجرم المعروف عيسى المسيح وعصابته من دارفور وهو شخص شهير بإجرامه في ولاية شمال دارفور وترويع سكان تلك الولاية لسنوات ومحترف في القتل والسرقات. لقد تم استقدام هذا المجرم وعصابته وتوفير زي الدعم السريع لهم وتمركزوا في مزارع بغرب ام درمان وحولوها الى موقع لنقل المسروقات من عربات المدنيين وكسر البنوك والمحال التجارية وبإشراف مباشر من ضابط الاستخبارات العسكرية ابوبكر ود العسيلات الذي خدم في شمال دارفور لسنوات وعلى علاقة وطيدة بهذه العصابة. لقد طاردت قوات الدعم السريع المجرم عيسى المسيح واشتبكت مع عصابته في أكثر من موقع وقبضت على أربعة من حراسه الشخصيين لكنه فلت وما زالت المطاردة جارية وما زال هؤلاء يرتكبون الكثير من الجرائم وبإشراف كامل من استخبارات الجيش، وهناك عدد من أفراد الاستخبارات العسكرية منتحلي صفة القوات مقبوضين لدى الدعم السريع وقد سجلوا اعترافات موثقة وأرشدوا على من يشرفون عليهم من ضباط الجيش.

بعد أن تجمعت هذه الحقائق لدى قوات الدعم السريع كونت قوة حماية المدنيين والممتلكات وضبط التفلتات العسكرية وهي قوة تعمل بتوجيه مباشر من قيادة قوات الدعم السريع. وقد أصدرت القيادة أوامر حاسمة لهذه القوة بالقضاء على كافة مظاهر النهب والسرقات وضبطالمجرمين واخراجهم من البيوت والقبض عليهم ومحاسبتهم.

ولغاية كتابة هذه الأسطر، هناك العشرات من الأشخاص المتورطينمحتجزين لدى قوات الدعم السريع إضافة إلى كميات كبيرة من المسروقات وممتلكات المواطنين في عهدة الدعم السريع.

إضافة لهؤلاء المجرمين القادمين من خارج العاصمة، توفرت معلومات مؤكدة عن تعاون الاستخبارات العسكرية مع عصابات معروفة داخل الخرطوم ترشدهم الى مواقع البنوك والشركات لنهبها وتتقاسم معهم المسروقات.

ان واقع الحرب التي فرضت على سكان العاصمة وعلى قوات الدعم السريع تتطلب مجهودات مشتركة من الجميع لتصحيح الوضع الحالي حيث أن العصابة التي اختطفت الجيش متورطة في الإجرام ومتجردة من أي أخلاق ويمكن ان تقوم بأي عمل يحافظ على بقائها في السلطة بعد أن خسرت المعارك والمواجهات المسلحة.

إنه من نافلة القول، التذكير بأن قوات الدعم السريع ليس لديها مصلحة في نهب او سلب او مهاجمة مستشفيات وان جنودها ومنذ ان اطلقت العصابة حربها يعملون ليل نهار في المعارك ولا يلتفتون لمثل هذه الاعمال القذرة والا لخسروا معركتهم الأساسية والتي يعرف الجميع انهم انتصروا فيها بشرف، كما ان قوات الدعم السريع لم تخطط لحرب داخل الخرطوم ولم تكن يوما تتوقع ان تكون مسيطرة على العاصمة ولذلك لم تتلقى تدريبا لمواجهة مثل هذا الوضع ولا تستبقه بخطة لإدارة شؤون العاصمة ولكن مجريات الحرب وضعتها في هذا الموقف ومع ذلك قد تعلم ضباطها وأفرادها كل يوم أساليب جديدة لحماية المدنيين والممتلكات وسط واقع معقد وعدو يحاول ويعمد بمكيدة على تشويه صورة قوات الدعم السريع بارتكاب ابشع أنواع الجرائم لحرمانها من تضامن فئات الشعب السوداني معها.

كما ان قوات الدعم السريع تتعامل مع الاخبار المنشورة عن عمليات اغتصاب داخل الخرطوم بكل حسم حيث فتحت تحقيقا في كل ما يثار لكن واقع الحال ان هذه الجريمة المشينة لو ارتكبت بالفعل لن تكون من قبل قوات الدعم السريع ليس لأنهم منزهين عن مثل هذه الأفعاللكن من عاش في دارفور يعرف التنشئة الاجتماعية التي تربى عليها غالبية الجنود وهي تنشئة تضع مثل هذه الافعال في قمة المحرمات.

بينما كل الشواهد والادلة تؤكد ان العصابة المجرمة هي من تقوم بارتكاب هذا النوع من الجرائم المخزية والتاريخ سجل العديد من الجرائم التي ارتكبها منسوبون لتلك العصابة ومحاولة إلصاقها بقوات الدعم السريع لتشويهها ودمغها بجرائم ليس من فعلها.

أخيرا، إن قوات الدعم السريع تعمل ليل نهار لمحاربة هذه العصابات والقبض على رؤوسها وقياداتها المتمثلة في قوني عسيل ومحمد يونس المتواجدين مع البرهان.

ولا تنفي قوات الدعم السريع بشكل مطلق عدم وقوع بعض المخالفات من بعض العناصر، وهذا من طبيعة الحروب التي جاء القانون الدولي الإنساني بتنظيمها. إن قيادة الدعم السريع حرصتعلى تدريب جنودها على شرف الانضباط العسكري وتخضع جميع قواتها للمحاسبة والمراقبة اللصيقة وهناك محكمة ميدان تقوم بعمل متواصل لتقويم أي جنوح أو عدم انضباط.

تسعى قوات الدعم السريع بحزم وعزم للقبضعلى تلك المجرمين وتقديمهم للعدالة لنكشف لشعبنا وللعالم هذه العصابات المجرمة بقيادة ضباط استخبارات الجيش الذين تجاوزوا كل اعراف الحرب وعتوا في الأرض فسادا.

إننا نبشر الجميع بأن الحرب التي اشعلتها هذه العصابة وخسرتها ستتوقف وتنتهي بهزيمتهم. إن غاية قوات الدعم السريع هو إفشال انقلاب علي كرتي والمتآمرين معه من قيادات الجيش وأن تعيد الأمانة إلى الشعب السوداني حتى يعود لممارسة حياته العادية وينعم في بالأمن والهدوء في جميع أرجاء الوطن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: