أوكرانيا تنضم إلى قائمة الدول الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه

ماموني

أعلن وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا أن بلاده تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي وترى فيه “أساسا جادا من أجل تسوية مشكل الصحراء ونزاعها بشكل ناجح”، في خطوة تظهر نجاح المغرب في توسيع قائمة الدول التي تعترف بسيادته على صحرائه.

ويرى مراقبون مغاربة أنه مع تقدم الوقت تظهر بلادهم قدرة كبيرة على جذب الدعم لمقاربتها لحل أزمة الصحراء من دون أن تقدم أيّ تنازلات عن مواقفها الثابتة التي تقوم على احترام السيادة والوحدة الترابية لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهي المقاربة التي مكنتها من كسب دعم كلّ من أوكرانيا وروسيا.

ووصل ديميترو كوليبا إلى المغرب في زيارة رسمية تعد الأولى لوزير خارجية أوكرانيا منذ اندلاع النزاع الروسي – الأوكراني.

 

هشام معتضد: زيارة كوليبا تعكس نجاح المغرب في موازنة علاقاته مع روسيا وأوكرانيا
هشام معتضد: زيارة كوليبا تعكس نجاح المغرب في موازنة علاقاته مع روسيا وأوكرانيا

 

وشدد كوليبا في ندوة صحفية مشتركة مع ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في العاصمة الرباط، أن بلاده تعي جيدا المكانة التي تحوزها الصحراء في قلوب المغاربة.

وأشار الوزير الأوكراني إلى أن اختياره القدوم إلى المغرب كان “مقصودا جدا” بالنظر إلى كل ما يجمع البلدين، معربا عن سعيه لفتح الباب أمام المؤسسات الحكومية المغربية والمؤسسات الحكومية الأوكرانية لتعزيز العلاقات والعمل سويا.

وأوضح كوليبا أن بلاده الساعية لإصلاح أخطاء الماضي في تهميش العلاقات الأوكرانية – المغربية تجد أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب هو الأكثر جدية لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى الصّحراء المغربية ستيفان دي ميستورا، دون أن يعرب عمّا يمكن أن يعكر مزاج صناع القرار في الرباط.

وجدد بوريطة تأكيده على أن المغرب يتعامل مع النزاع الروسي – الأوكراني كقضية تؤثر على السلم والأمن الدوليين، وأن موقف المغرب كان واضحا منذ البداية، وهو أن المملكة ليست معنية بهذا النزاع وليست طرفا فيه، ولم تساهم فيه بأيّ شكل من الأشكال.

وبيّن بوريطة أن المغرب كان دائما يدافع في المحافل الدولية عن مبدأ عدم استعمال القوة واللجوء إلى الحلول السلمية للنزاعات، خاصة بين الجيران، بالإضافة إلى احترام المرجعيات الموجودة في قرارات الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة حول الحرب.

وأكد محمد سالم عبدالفتاح رئيس المركز الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أن المغرب يجني ثمار مواقفه المتوازنة في القضايا الدولية لاسيما في الأزمة الروسية – الأوكرانية، حيث أبدت كييف موقفا داعما لسيادة المغرب على صحرائه، وكلا طرفي الأزمة الروسية – الأوكرانية يتقاطعان في دعم الوحدة الترابية للمغرب وتبني احترام سيادة الدول.

 

محمد سالم عبدالفتاح: المغرب يجني ثمار مواقفه المتوازنة في القضايا الدولية
محمد سالم عبدالفتاح: المغرب يجني ثمار مواقفه المتوازنة في القضايا الدولية

 

وأوضح عبدالفتاح  أن الحضور الدبلوماسي الوازن للمغرب في الساحة الدولية، إلى جانب صرامة المقاربة الدبلوماسية الملكية التي تضع قضية الصحراء في جوهر السياسة الخارجية للمغرب ، عنصران فرضا على الدول الراغبة في التموقع في المنطقة وتعميق العلاقات مع المغرب إبداء مواقف صريحة داعمة للسيادة المغربية على الصحراء.

ويعتقد هشام معتضد الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية والإستراتيجية أن زيارة وزير الخارجية الأوكراني تعتبر مؤشرا إيجابيا يعكس نجاح المغرب في موازنة علاقاته مع روسيا وأوكرانيا رغم الظرفية الجيو- سياسية الدقيقة التي تمر منها التقلبات الإستراتيجية في مناطق مختلفة من العالم، وعلى رأسها التبعات السياسية للحرب الروسية – الأوكرانية، مبرزا أن أوكرانيا وروسيا واعيتان بأهمية المغرب في شمال أفريقيا.

وأكد معتضد لـه أن الدعم الأوكراني، بعد مواقف مدريد والبرتغال، يعتبر مكسبا دبلوماسيا لقضية الصحراء وتكريسا للتوجه الدولي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وحدد وزير الخارجية الأوكراني ثلاث مهام رئيسية خلال زيارته إلى المغرب، أولها إشراك أكبر عدد ممكن من البلدان في دعم صيغة السلام التي يقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب الروسية على بلاده، وهي الصيغة التي دعا المغرب إلى دعمها يوم الجمعة الماضي ضمن دول جامعة الدول العربية خلال مشاركته في القمة التي احتضنتها مدينة جدة السعودية.

ولهذا علق معتضد في تصريح لـه أن “العلاقة المبنية على قاعدة رابح/رابح التي أسس لها المغرب في علاقته الخارجية، والتي استوعبها سريعا صناع القرار الأوكراني كما سبقهم إلى ذلك الروس، بدأت تعطي ثمارها في تدبير العلاقات الإستراتيجية الثنائية، خاصة بعدما أبانت الرباط في العديد من المحطات السياسية الحساسة على المستوى الدولي تبنّيها مواقف مبنية على احترام شركائها الدوليين بعيدًا عن الحسابات السياسية المنحازة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: