هل يفلح نظام الجزائر في تبرير نكساته بـ”منتخب وهمي” لكرة القدم؟
يبدو أن النظام الحاكم في الجزائر بصدد تجريب كل الخطط المتاحة وغير المتاحة، وكل الأساليب رغم سذاجة بعضها، من أجل إقناع المنتظم الدولي بأن ثمة دولة اسمها الجمهورية العربية الصحراوية، ولو كلفها ذلك الكثير من المال الذي يُسرق من الشعب ويُوجّه لجنرالات وهميين في تندوف.
آخر تحركات الجارة الشرقية إعلانها إجراء مقابلة ودية في كرة القدم، قال إعلام نظامها إن منتخب ما يسمى بـ “الجمهورية الصحراوية” سيقابل فيها مولودية الجزائر يوم السبت القادم على أرضية ملعب نلسون مانديلا، تزامنا مع المباراة النهائية التي يخوضها المنتخب المغربي لأقل من 17 عاما أمام نظيره السينغالي.
ترسبات التألق المغربي
محمد عطيف، الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس في الرباط، قال إن التألق المغربي على المستويين العالمي والقاري، كان لابد له أن يجعل النظام الجزائري مستمرا في مسلسل استفزازاته.
ولفت “عطيف” في تصريح لـه، إلى أن التألق الأخير لفتيان المغرب في بطولة الناشئين القارية وفوزهم على البلد المنظم ثم مالي وبلوغهم النهائي، قض مضجع النظام الجزائري الذي اختار البحث عن أشخاص من مناطق متفرقة في محاولة منه لإيهام الجميع بأنه منتخب يمثل الصحراء، في حين أن الأمر يبقى في دائرة المستحيل في ظل غياب دولة قائمة الأركان إلا في عقول الجنرالات.
وبحسب المتحدث للموقع فأساليب الاستفزاز التي تلجأ إليها الجارة الشرقية لا تقتصر على الرياضة فقط، بل تمتد إلى مجالات أخرى، قال إن الغرض منها هو تكريس الحقد تجاه المغرب وتسويق أخبار ومنجزات مغلوطة لإيهام الجزائريين.
نظام لا يقنع
ويعيش “نظام تبون” وفق الباحث في العلاقات الدولية اضمحلالا، بحيث لم يعد قادرا على إقناع أحد، مبررا ذلك بعدم قدرته على تدبير الأزمة التي يعيشها داخليا منذ سنوات.
وزاد عطيف متسائلا: “كيف يمكن لنظام فشل في تدبير أزماته الداخلية أن يقنع المجتمع الدولي للاعتراف بالكيان المزعوم”، لافتا إلى أن ما يزعج الجزائر اليوم هو الأدوار الريادية للمملكة المغربية قاريا وعالميا، في إطار عدد من التحالفات التي يقيمها مع مجموعة من الدول في طليعتها دول ذات ثقل اقتصادي وسياسي، في الوقت الذي يعيش فيه الجنرالات وهما لم يستوعبوا معه بعد أن العلاقات الدولية والمنظومة الدولية تغيرت بشكل كامل.
طرف في النزاع المفتعل
وزادت الجزائر بخطوتها الأخيرة بحسب محمد عطيف لتوكد أنها طرف في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وأضاف الباحث في العلاقات الدولية أن الأمر ليس بجديد عليها حيث تعتبرها عدد من المنظمات الدولية في مقدمتها الأمم المتحدث عبر قرارات مجلس الأمن بأنها طرف في النزاع ولو بشكل ضمني.
وشدد المتحدث ، على أن الجارة الشرقية مدعوة لعدم التهرب من الأمر الواقع، وزاد أنها من يعرقل بشكل مستمر عملية تسوية النزاع المفتعل وإشهارها لورقة التماطل إرضا لأطراف تعرفها.