تنسيق بين مخابرات المغرب ونيجيريا يفضي إلى تحرير رهينتين مغربيتين
نجحت الاستخبارات المغربية بالتنسيق والتعاون مع نظيرتها النيجيرية في تحرير رهينتين مغربيتين بأمان بعد أن كانت قد اختطفتهما مجموعة مسلحة في أبريل الماضي في منطقة صحراوية على مستوى الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، فيما يسلط نجاح هذه العملية الضوء على نجاعة التنسيق بين الأجهزة المغربية مع نظيراتها الإفريقية وعلى مدى فاعلية الحضور المغربي في العمق الأفريقي في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وتشير المعلومات إلى أن عملية تحرير الرهينتين المغربيتين (ع.س ود.ف) تمت أمس السبت بفضل التنسيق بين مخابرات المغرب ونيجيريا وقد وصلتا اليوم الأحد إلى نيامي عاصمة النيجر وقدت لهما الرعاية الطبية والنفسية في انتظار نقلهما إلى المغرب.
وتعتبر العملية نوعية إذا تأتي بعد أربعة أسابيع فقط من اختطاف المواطنين المغربيين، بينما استغرقت عمليات تحرير قوى غربية بينها على سبيل الذكر فرنسا لرهائن محتجزين لدى جماعات إرهابية في المنطقة أشهرا وأحيانا سنوات وغالبا ما يتم تنتهي عملية الإفراج مقابل فدية.
وتقول مصادر متطابقة في البلدين إن التنسيق الأمني الذي امتد على مدى أربعة أسابيع بين السلطات الأمنية المغربية ونظيرتها النيجيرية أفضى إلى تحديد مكان احتجاز الرهينتين وتحريرهما في النهاية بشكل آمن.
وعززت الرباط تعاونهما مع الشركاء الأفارقة في مكافحة الإرهاب معتمدة في الوقت ذاته على مقاربة شاملة تشمل الأمن والتنمية في الوقت ذاته للقطع مع انتشار التطرف وجزء منه نتيجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة والتي تدفع كثيرا من شباب المنطقة لأحضان التطرف.
ويلعب المغرب دورا محوريا في الحفاظ على استقرار المنطقة، استنادا إلى تأثيره الكبير في محيطه خاصة بعد أن فرض نفسه رقما صعبا في معادلة التوازنات الإقليمية والشراكات الاقتصادية والأمنية في فضاء جغراسياسي متقلب.
وتتزايد أهمية التعويل على المغرب بالنسبة إلى القوى الإقليمية والدولية في ظلّ تنامي التحديات الأمنية وتمدد الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي، فيما أثارت هذه النجاحات المغربية في المجال الأمني والعسكري قلق الجارة الشرقية الجزائر.
كما تقود المملكة جهودا إقليمية ودولية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية غرب المتوسط، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو الهجرة السرية والاتجار بالبشر، ما جعلها تحظى بثقة العديد من الدول والقوى الغربية.
وحققت المملكة تقدما هاما في تطوير قواتها العسكرية والأمنية من خلال عقد اتفاقيات التعاون العسكري مع عدد من الدول وتنويع مصادر السلاح والاهتمام بالتكنولوجيات العسكرية وخاصة الطائرات المسيرة التي أصبحت العديد من الجيوش والأجهزة الأمنية تراهن عليها للحفاظ على الأمن والاستقرار خاصة على الحدود.