“الحجاب عادة وليس عبادة”.. عنوان جدل متجدّد على مواقع التواصل في تونس
استحوذت تصريحات الداعية التونسي محمد بن حمودة حول الحجاب على اهتمام قطاع واسع من مستخدمي مواقع التواصل في تونس.
وقال بن حمودة في حوار على قناة “التاسعة” هذا الأسبوع، إنه أقنع زوجته بترك الحجاب لأنه “عُرف وعادة وليس فرضا دينيا”. وأضاف “كنت مقتنعا تمام الاقتناع بأن الحجاب فرض، لكن حين اطلعت على كل التفسيرات وبحثت في الآيات وتاريخ الحجاب، لم أجد أي آية تثبت فريضة الحجاب”.
وانقسمت الآراء حول تصريح بن حمودة، إذ سانده البعض من المتفاعلين معتبرين أنه “يمثل نموذجا للعلماء المعتدلين”، بينما عبر آخرون عن رفضهم لحديثه موجهين إليه انتقادات لاذعة وسط دعوات لمقاطعته.
واتهم البعض بن حمودة بـ”التضليل وتحريف الدين”، وقالوا إن “فريضة الحجاب ثابتة بنص القرآن الكريم”.
وبحسب رأي العديد من الناشطين فإنه “تعمّد ليّ عنق النصوص للخروج بمثل هذه الفتاوى الغريبة”.
وعرف التونسيون محمد بن حمودة بعد ثورة 2011، إذ برز كمقدم برامج بإذاعة الزيتونة للقرآن. وله العديد من البرامج التلفزيونية منها “إسلامنا”.
كما قال الشيخ إنه بصدد إصدار كتاب جديد بعنوان “الحجاب ليس في الكتاب”.
وساند البعض بن حمودة مستدلين بآراء لشيوخ من خارج تونس. وأشاروا إلى أنه “يتعرض لحملة غير مسبوقة وصلت حد التكفير”.
ووصف بعضهم الشيخ بأنه “مثال للشيوخ المعتدلين والعقلانيين”، كما حظي بتأييد لافت ضد الحملة التي شكّكت بإيمانه وعلمه الديني.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن أفكار بن حمودة “تقوم على أسس دينية علمية خلافا لتفاسير منتقديه الذين يعتمدون قاعدة النقل قبل العقل”.
وللتأكيد على فريضة الحجاب يستدل بعض الشيوخ بالآية 31 من سورة النور والآية 59 من سورة الأحزاب. وهي نفس الآيات التي ينطلق منها معارضو فرض “الحجاب” في الإسلام في تفسير موقفهم.
وثمة من يقول إن تفسير الآيات بمعزل عن إطارها الزمني والتاريخي وأسباب نزولها تسبب في تكوين تفسير مغلوط حول حجاب المرأة في الإسلام. ودعا البعض إلى التخلص من القوالب النمطية وتجديد الخطاب الديني.
ورغم دفاع البعض وإيمانهم بأفكار الشيخ، إلا أنهم انتقدوا فكرة تدخله في اختيارات زوجته.
واعتذر الشيخ في وقت لاحق عن تصريحاته. ونفي دعوته النساء إلى خلع الحجاب. وقال “لم يكن ذاك قصدي، ما أردته فقط هو مناقشة الآيات والأحاديث الواردة في فريضة الحجاب من عدمها”.
وتشهد تونس سجالات محتدمة يطلق عليها البعض معركة الحجاب، وتشير تلك النقاشات إلى أن ارتداء الحجاب لا يزال قضية عامة. وفيما ترحب فئة من المجتمع التونسي بحصول المرأة على حرية ارتداء الحجاب، ترى مجموعة أخرى فيه تهديدا لمكاسب المرأة التونسية.