مغاربة يطلقون حملة لمقاطعة محترفي التسول.. لا صدقة للنصابين
نفد صبر المغاربة الذين بادروا إلى إطلاق “حملة وطنية لمقاطعة محترفي التسول”، بعد أن تحولت شوارع المدن إلى محلات في الهواء الطلق بضاعتها العاهات المزيفة والأيادي الممدودة لكل عابر سبيل.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التقطوا الفكرة وعمموا نص الإعلان الذي تم الترويج له والداعي إلى مقاطعة محترفي التسول الذين صارت لهم الغلبة والكثرة في إزعاج المواطنين بمد اليد ليس لحاجة وفقر بهم وإنما استكمالا لمسيرتهم “المهنية” إن جاز التعبير في جعل التسول حرفة يومية ومصدر رزق “بارد” وسهل دون عناء ولا شغل وتفكير في تدابير اليوميات والمعيش.
&
nbsp;
نص الإعلان الداعي إلى المقاطعة، مختصر وتضمن عدة نقاط أساسية، أولها التأكيد على أن “واقع الشارع المغربي ينطق بتفشي وتنامي ظاهرة التسول”، وثاني أسباب نزول هذه الحملة حسب مطلقيها، أن “الشعب المغربي تيقن أن الجهات الرسمية المخوّل لها محاربة الظاهرة تتملص من مسؤولياتها”، وفق تعبير أصحاب الحملة.
لذلك يضيف نص الإعلان، “فلا يسعني أنا وأنت أيها المواطن الغيور على شرف وطنه إلا أن ننخرط جميعا يداً في يد ونقول معا ابتداءً من اللحظة: لا (صدقة) لمحترفي التسول مهما ألحّوا، لا (صدقة) لمحترفي النّصب بدعوى الحاجة مهما تفنّنوا”.
وفي المقابل يشدد نص إعلان الحملة على “نعم للصدقة لليتيم والمريض والعاجز وطالب العلم الذين تحسبهم أغنياء من التعفف”.
ويواصل أصحاب حملة “مقاطعة محترفي التسول” صياغة إعلانهم الموجز بقولهم “نبشرك أنك بنشرك لهذا الإعلان ستتجول بإذن الله عما قريب في شوارع وطنك الجميل ولا أحد يمد يده إليك متسولا”.
الواضح أن الإعلان تمت صياغته بدقة ليناسب الصيغ المجترة التي يكررها المتسولون الذين صاروا ينتشرون مثل الفطر في كل الشوارع وحتى الأزقة ومنهم من صار يشكل مصدر خوف بسبب إلحاحه الذي يقارب التهديد.
ويبدو أن الحملة جاءت بعد أن تحول التسول ومنذ سنوات إلى مهنة، لا يحتاج المقبل عليها وممتهنها إلا للقليل من الأدعية والكثير من الأمراض والعاهات المزيفة والأهم القدرة على تشخيص دور المحتاج لصدقة عابر السبيل ثم الوقوف أمام أبواب المساجد أو المرور بالمقاهي وأمام أبواب المخابز والمحلات التجارية الكبرى وحتى الصيدليات وخلافها من ضروب اليومي المجتمعي في المغرب.
بعض التدوينات التي اعتمدت نص الإعلان عن حملة المقاطعة، تلتها تعليقات تفيد ببعض “فنون” محترفي التسول حين قال مدون إن “الخطير في الأمر والمؤلم هو التسول بالأطفال والرضع”، ليضيف معلق آخر “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وشارك في تعميم منشور الحملة فنانون مغاربة مثل محمد الشوبي، الذي أرفق نص الإعلان بتدوينة قال فيها بالدارجة المغربية ما معناه “نصابون في بعض المدن منذ أزيد من عشرين سنة وهم يجمعون المال من أجل بناء مسجد وكم من مرة ضبطتهم وهم يشربون الشاي ويقتسمون المال الذي جمعوه”.
وتبقى تلك الإضافة التي ذكرها الفنان من بين العديد من تقنيات وفنون التسول، فإضافة إلى ابتزازهم عاطفيا بالعاهات والأمراض المزيفة، نجدهم يبدعون في اختلاق الأسباب لجمع المال دون عناء، وهو ما تؤكد الحملة أنه انتهى فقد فطن الجميع، رغم أن هناك من يقول “نويها لله واعطيها للكافر بالله”، لأن من بين عشرة محترفين يوجد من هو في حاجة فعلا للصدقة.