الدبلوماسية الرياضية.. القوة الناعمة للمغرب
باتت الرياضة وفي مقدمتها كرة القدم نقطة قوة للمغرب تدعم قوته الناعمة التي تروج للبلاد وتقدم صورة إيجابية تمنحه إشعاعا عربيا ودوليا وتجذب له المزيد من السياح والمستكشفين.
وقطع المغرب أشواطا كبيرة في الدبلوماسية الرياضية، آخرها ترشحه المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2030.
هذه الخطوات، تأتي بعدما نجح المغرب في استضافة عدد من البطولات الدولية، وبروز فرقه ولاعبيه في مسابقات عالمية، فضلا عن الحضور البارز لمسؤولين في المنظمات الدولية الرياضية.
وقبل هذا الترشح، استطاع المغرب أن يبصم على حضور قوي على مستوى الدبلوماسية الرياضية، أداء وتكوينا وحضورا في المنظمات الدولية.
المغرب نجح في استضافة بطولات دولية، وبرز في مسابقات عالمية، فضلا عن الحضور البارز لمسؤولين في المنظمات
وسيكون المغرب على موعد مع إمكانية استضافة ثلاث بطولات رياضية كبرى، في السنوات السبع المقبلة، حال نجاحه في الفوز بالتصويت لاحتضانها خلال الشهور القليلة المقبلة.
ويتعلق الأمر بكأس العالم للفوتسال (الكرة داخل القاعة) 2024، وكأس أمم أفريقيا 2025، وكأس العالم 2030.
وتبعا لذلك، فإن هذه المنجزات شكلت قوة ناعمة بطعم الرياضة، خصوصا أن المسؤولين المغاربة أكدوا ارتفاع وتيرة زيارة المغرب من طرف السياح، بعد النجاح الذي حققه المغرب في مونديال قطر.
وحقق المغرب العديد من الألقاب خلال العام 2022، جعلت نجمه يصعد؛ ويبقى احتلال المغرب المرتبة الرابعة في مونديال قطر أبرز إنجاز للبلاد في العام الماضي.
كما احتل المنتخب المغربي للسيدات المرتبة الثانية في نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للسيدات بعد منتخب جنوب أفريقيا.
وفاز نادي “الجيش الملكي” المغربي لكرة القدم النسائية، بدوري أبطال أفريقيا للسيدات لأول مرة في تاريخه.
كما احتل المغرب المرتبة السادسة، بمجموع 62 ميدالية، منها 13 ذهبية، و14 برونزية، و34 نحاسية، خلال ألعاب التضامن الإسلامي، بمدينة قونيا التركية ما بين 9 و18 أغسطس 2022، وتصدر المغرب الدول العربية المشاركة في هذه التظاهرة.
وفي دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، حصد المغرب 33 ميدالية منها 3 ذهبيات في مختلف الرياضات، محتلا المرتبة 14.
وأحرز الرياضيون المغاربة (ذكورا وإناثا) 3 ذهبيات، و13 فضية و17 برونزية خلال مشاركتهم في الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط.
وفي ألعاب القوى، فاز سفيان البقالي بذهبية بطولة العالم لألعاب القوى في مسافة 3000 متر موانع.
ويشغل مسؤولون مغاربة عددا من الاتحادات الإقليمية والدولية؛ إذ تم انتخاب المغربي فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، عضوا بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ممثلا عن قارة أفريقيا. وجرى اختيار لقجع خلال انتخابات الجمعية العمومية للكونفيدرالية الأفريقية للعبة، التي جرت في العاصمة المغربية الرباط.
وسبق لفوزي لقجع أن تقلد مجموعة من المهام في العديد من الهيئات واللجان الكروية القارية والدولية، من بينها مهام النائب الثاني لرئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “الكاف”. وفوز لقجع يُعد هو الأول من نوعه بالنسبة إلى المغرب في المؤسسة الكروية الأولى في القارة.
وانتخبت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع نزهة بدوان بطلة المغرب في ألعاب القوى سابقا، عضوا بمجلس إدارة الاتحاد الدولي للرياضة للجميع، الذي انطلقت أعمال جمعيته العمومية الانتخابية في أكتوبر 2022 بالمنامة، مقر الاتحاد.
وخلال سبتمبر 2019، حافظت نوال المتوكل على عضويتها داخل مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، في الانتخابات التي أجرتها هذه الهيئة الرياضية الدولية في إطار جمعيتها العمومية بالدوحة.
كما تم انتخاب رئيس الجامعة الملكية المغربية للإنقاذ محمد علي غربال رئيسا للاتحاد الأفريقي للإنقاذ للفترة ما بين 2021 و2024، وذلك خلال الجمعية العمومية الانتخابية.
كما تم خلال العام 2021 انتخاب محمد علي غربال نائبا أول لرئيس الاتحاد الدولي للإنقاذ ورئيسا للجنته المالية.
وقرر المكتب التنفيذي لجمعية اللجان الوطنية الأولمبية الأفريقية تعيين المغربية بشرى حجيج عضو في لجنة التطوير، خلال مارس 2022.
ويبلغ عدد الرياضيين في المغرب نحو 312 ألفا بحلول 2022، في 57 نوع رياضة، 26 ألفا منهم إناث.
وقالت وزارة الرياضة، في تقرير، إنها نظمت عددا من البطولات في مختلف الرياضات بـ41 مدينة عام 2022.
وبحسب إحصاءات رسمية، فإن وزارة الرياضة خصصت 150 مليون درهم (15 مليون دولار) سنويا لبناء ملاعب القرب (ملاعب في الأحياء). وخصصت الحكومة 2 مليار درهم (200 مليون دولار) لقطاع الرياضة.
وفيما يتعلق بالتظاهرات الرياضية، وضع المغرب ترشيحه رسميا لتنظيم كأس أفريقيا للأمم 2025 بعد سحبه من غينيا.
المغرب على موعد لاستضافة ثلاث بطولات رياضية كبرى، في السنوات السبع المقبلة، حال نجاحه في الفوز بالتصويت لاحتضانها
وبحسب تقارير إعلامية، نقلا عن مصادرها بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإنها اقترحت 12 ملعبا رهن إشارة الكونيفدرالية الأفريقية لكرة القدم.
ومن بين الملاعب في المغرب، ملعب مولاي عبدالله في الرباط (53 ألف مقعد) وملعب محمد الخامس في الدار البيضاء (45 ألفا) وملعب مراكش 45 ألف، وملعب أدرار في أكادير (45 ألفا)، والمعلب الشرفي في وجدة (40 ألفا) وملعب الشيخ لغظف بالعيون (إقليم الصحراء) (30 ألفا).
وسبق أن استضاف المغرب خلال السنوات القليلة الماضية العديد من التظاهرات الرياضية، فضلا عن انعقاد تظاهرات رياضية بحضور المسؤولين الرياضيين الدوليين.
وزار جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، المغرب عديد المرات خلال السنوات الأخيرة الماضية، تعود آخرها، خلال استضافة المغرب لكأس العالم للأندية في فبراير الماضي.
ويناير 2019، نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم اجتماعات اللجنة التنفيذية الأولى في مدينة مراكش المغربية. وخلال يونيو 2021، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، بمدينة الدار البيضاء، المصادقة على إنشاء “دوري السوبر الأفريقي”، وذلك عقب اجتماع عقده أعضاء المكتب التنفيذي في المغرب.
وخلال يونيو 2022، نظم المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، اجتماعا في العاصمة الرباط، وذلك على هامش كأس أمم أفريقيا للسيدات التي استضافتها المملكة.
وبعدما فرض المغرب نفسه في العديد من المنظمات، واستطاع تأسيس بنية تحتية قوية داخل البلاد، فقد تمكن من توظيف ذلك من أجل الترويج لصورته الخارجية. وهذا يشكل قوة ناعمة على المستوى الرياضي؛ لذلك تحولت البلاد مؤخرا إلى مقصد لعدد من الدول الأفريقية التي تجري فترات إعدادية، أو تجري مباريات رسمية في إطار البطولات الأفريقية بملاعب المغرب.
كما شكل مونديال قطر فرصة كبيرة للمغرب لتسويق صورته، حتى بات العديد من الأفراد في دول أخرى يبحثون عن المغرب بكثافة في محركات البحث، لمعرفة المزيد عنه، وساهم ذلك في جلب عدد من السياح والمستثمرين.