رئيس وزراء إسبانيا: المغرب حليف أساسي لنا ولأوروبا
أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء بدور المغرب كحليف “أساسي” لبلاده ولأوروبا، في رد على انتقادات يتعرّض لها من خصومه في المعارضة وبعض حلفائه الذين يعتبرون أن مدريد تقدّم الكثير من التنازلات لصالح الرباط.
وترى أوساط سياسية مغربية أن هذه الانتقادات لا تخلو من مزايدات في علاقة بحسابات انتخابية، مع اقتراب الاستحقاق التشريعي في إسبانيا المقرر إجراؤه في ديسمبر المقبل.
ويدافع سانشيز باستمرار على العلاقة القوية التي تجمع بلاده بالمغرب، والتي تحقق من خلالها العديد من الإنجازات سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي.
وتقول الأوساط إنه على خلاف الصعوبات التي تعترض بعض الدول الأوروبية في مواجهة تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية مثلما هو الحال مع إيطاليا، فإن إسبانيا نجحت بفضل التعاون مع المغرب في كبح هذه الظاهرة.
بعض الأصوات الصادرة من هنا أو هناك في إسبانيا والتي تنتقد سياسة سانشيز حيال التقارب مع المغرب، هي للاستهلاك الداخلي، في سياق التنافس المتصاعد على الانتخابات المقبلة
وقال رئيس الوزراء الإسباني في كلمة له أمام مجلس النواب الإسباني إن المغرب “حليف أساسي لأمننا وللهجرة المنظّمة إلى بلادنا والقارة الأوروبية”.
وأضاف “أعتقد أن الأرقام تتحدث عن نفسها: الممر الأطلسي (في اتجاه أرخبيل جزر الكناري) هو الطريق الوحيد إلى أوروبا”، حيث يسجّل عدد المهاجرين غير الشرعيين “تراجعا، في خضم زيادة عامة في حجم الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية”.
وقدّم رئيس الوزراء الاشتراكي أرقاما عن الأشهر الثلاثة الأولى من 2023، تظهر تراجع عدد المهاجرين غير الشرعيين الآتين إلى جزر الكناري بنسبة 63 في المئة، بينما زادت أعداد الواصلين إلى اليونان وإيطاليا في الفترة نفسها بنسبة 95 و300 في المئة تواليا.
وكانت العلاقات بين إسبانيا والمغرب قد شهدت تحولا كبيرا منذ قررت مدريد في مارس من العام 2022، تأييد موقف الرباط من الصحراء المغربية المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
وأفضت هذه الخطوة التي أنهت عقودا من السياسة السلبية في مدريد بشأن وضع المستعمرة السابقة، إلى تحقيق تطور كبير على صعيد العلاقات مع الرباط.
وعقد المغرب وإسبانيا في فبراير الماضي بالرباط الاجتماع الثاني عشر رفيع المستوى الذي توج بإعلان مشترك، عبر فيه الطرفان عن التزامهما بتوطيد العلاقات الممتازة التي جمعتهما دائما وجددا التأكيد على إرادتهما في إغنائها بشكل متواصل.
رئيس الوزراء الإسباني في كلمة له أمام مجلس النواب الإسباني: المغرب “حليف أساسي لأمننا وللهجرة المنظّمة إلى بلادنا والقارة الأوروبية”
ويرى متابعون أن بعض الأصوات الصادرة من هنا أو هناك في إسبانيا والتي تنتقد سياسة سانشيز حيال التقارب مع المغرب، هي للاستهلاك الداخلي، في سياق التنافس المتصاعد على الانتخابات المقبلة.
وعكست وزيرة العمل يولاندا دياز تباين الآراء مع سانشيز، بانتقاد الرباط. وقالت الوزيرة الشيوعية التي أعلنت مؤخرا ترشحها لرئاسة الوزراء، إنها ستعود “من دون أدنى شكّ” عن الاتفاق بين حكومة سانشيز والمغرب بشأن الصحراء، بحال فوزها في الانتخابات المقررة أواخر هذا العام.
ويشير المتابعون إلى أنه بمجرد أن ينتهي الاستحقاق المنتظر إجراؤه نهاية العام الجاري فإن هذه الأصوات بالتأكيد ستخبو وتتعاطى بأكثر واقعية لجهة المزايا الكبيرة التي يحققها الاتفاق مع الرباط، ومنها مكافحة الهجرة غير النظامية.
وأشاد وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا السبت الماضي بتدخل السلطات المغربية من أجل التصدي لمحاولة اقتحام جماعية لسبتة قام بها مهاجرون غير نظاميون.
وقال الوزير الإسباني إن القوات المغربية تصدت بنجاح لمحاولة حوالي 300 مهاجر سري الوصول إلى السياج الحدودي دون أن تتدخل القوات الإسبانية، مشيرا إلى أن هذا التدخل من طرف القوات المغربية يبرز مدى أهمية التعاون بين البلدين في محاربة الهجرة السرية.
وأسفرت محاولة اقتحام سياج سبتة الجمعة الماضي عن إصابة 14 عنصرا من القوات المغربية وإصابة 6 مهاجرين، إضافة إلى توقيف 70 مهاجرا.