وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يصف المغاربة بأنهم “أبناء زنا”!
تداول ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادماً لوزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي وهو يشكّك في نسب غالبية الشعب المغاربي ووصفهم بأنّ غالبيتهم “أبناء زنا”، على حدّ وصفه.
ووفقاً للفيديو المتداوَل الذي رصدته “أخبارنا الجالية ”، فقد صرّح عبد اللطيف وهبي خلال كلمة له في إحدى الفعاليات بأنه “لو لجأنا إلى الحمض النووي “ADN” لوجدنا أنّ لكل مغربي 20 طفلاً”، ما يعني أنّ كثيراً من المغرب هو في الواقع “أبناء زنا”، بحسب قوله.
وجاء تصريح وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي في إطار دفاعه عن تعديل قانون الإجراءات الجنائية الذي أوشك على الصدور بعد إجراء تعديلات جذرية فيه.
وأكد عبد اللطيف وهبي، أنه عمل على تغيير موادّ حالة التلبّس في الخيانة الزوجية في القانون الجنائي، بسبب طريقة اعتقال المتورطين فيها وما يرافق هذه العملية من تشويه، وفق تعبيره.
وعلى الرغم من أنّه لم يتمّ بعد الإفراج عن مشروع القانون الجنائي المعدل أو الكشف عن مضامينه، فإنّ العديد من تصريحات وزير العدل عبد اللطيف وهبي أعطت انطباعاً بأنّ المشروع قد يحمل جديداً بخصوص الفصول التي يرى حقوقيون أنها “تقيد” الحريات الفردية، والتي تثير سجالاً حادّاً بين مطالبين بإلغائها أو تعديلها ومنادين بالإبقاء عليها.
يشار إلى أنّه بعد أشهر قليلة على تعيينه وزيراً للعدل، وتحديداً في يوليو/تموز 2022، قال عبد اللطيف وهبي في حوار صحفي إن “الإنسان تطوّر بشكل كبير، وأصبح يملك حريته الذاتية في إدارة حياته الخاصة، بعيداً عن تدخل أي جهة كيفما كانت، ما دام يمارس حياته الخاصة بحرية عن الآخرين ودون المساس بحقوقهم”، مردفاً بأنّ “هناك جرائم لم يعد معنى لوجود عقوبات قاسية مقابلها”.
كما زعم عبد اللطيف وهبي في أثناء تقديمه عرضاً حول “الحريات الفردية بين القيم الكونية والثوابت الوطنية”، خلال ندوة نظّمها “مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة”، الخميس، أنّ إصلاح القانون الجنائي بشكل جذري يضمن توسيع الحريات الفردية كمدخل أساس لتنزيل جميع الإصلاحات المجتمعية المنشودة وكذا المشروع التنموي للبلاد من خلال خلق بيئة مجتمعية ديمقراطية وحداثية.
الحريات الفردية مصلحة وطنية
وشدّد وهبي، على أنّ الغاية من مداخلته “أن أبرهن على أنّ الحريات الفردية مصلحة وطنية تستجيب المقتضيات الحداثة ولا تتعارض مع روح الدين الإسلامي، إذ إن الإسلام والحداثة يشتركان في القيم العليا نفسها: الحرية والكرامة والمساواة والعدل والعفو والمحبة والرحمة ثم الحكمة”.
دور الملك
وأبرز “وهبي” الدور التحكيمي للملك بوصفه أميراً للمؤمنين لدرء الاختلافات والتباينات بين مكونات المجتمع، ويشدّد على أنّ التحكيم لا يكون بدايةً إلا بالتوفيق والتشاور والاجتهاد سعياً لما فيه المصلحة.
وشدّد وهبي على أنه من الخطأ إدراج “الحريات الفردية ضمن الكماليات التي يمكن تأجيلها إلى ما بعد كسب معارك الديمقراطية، الحداثة، حقوق الإنسان التنمية والسلام، أو يمكننا الاستغناء عنها. وهذا خطأ يجب تصويبه”.
الإسلام لا يتناقض مع الحداثة
وفي معرض مداخلته، التي تضمّنت شقّاً فقهياً، حيث انبرى وهبي لإبراز عدم تناقض روح الإسلام مع الحداثة، نبّه إلى أنّ التسلط والتحكم والوصاية نتاج فهم تاريخي للدين، والذي قال: إنه “تخترقه وجهة نظر تسلطية، مفادها أنّ الدين نمط واحد، شاكلة واحدة وجهة واحدة، ما يعني الإكراه والإكراه مكروه قرآني”.