خروج الجواميس أخنوش البرازيلية الى الشارع تضامنا مع الشعب المغربي في محنتهم
عاشت العاصمة الرباط، عشية الأحد، واقعة عجيبة تمثلت في هروب الجواميس البرازيلية من المسلخ وهجومها على شوارع المدينة.
ويبدو أن الأبقار أو الجواميس البرازيلية، أبت أن تمر مرور الكرام من الرباط، ومن الشاحنة إلى المسلخ مباشرة، فقررت القيام بجولة للتاريخ تستنشق فيها بعض هواء العاصمة، قبل أن تتحول إلى قطعة لحم شهية في “طاجين” الرباطيين.
الجواميس المعنية التي حلت بين ظهراني المغاربة قبل أيام فقط، وكانت حديث العادي والبادي، بدت غاضبة أيضا، وأرغدت وأزبدت، ربما بسبب ما قيل عنها وعن تاريخها وصحتها وهزالها، وهو ما ردت عليه بذلك الهروب “الكبير” من شاحنة الجزار وتجولها في الشوارع وهي في أتم عافيتها وكامل سمنتها ومنتهى قوتها، حتى خال البعض أنه سيناريو محبوك للرد بشكل غير مباشر على ما تم تداوله سابقا “بغير وجه حق”.
جولة الجواميس في الرباط تعددت حولها الروايات، فمنها قائل إن الأمر يتعلق “ببيان حقيقة” من الأبقار لتوضيح ما يجب توضيحه، بيان يمشي على أربع ويرغد ويزبد.
ومنها قائل، إن أبقار البرازيل اشتاقت للغة البرتغالية وللديار، وكان أن نفذت تلك “الهربة” قرب محطة القطار “الرباط اكدال” في محاولة للعودة إلى البرازيل.
بين هذه الروايات وتلك، تظل تلك الخطوات التي مشتها الجواميس البرازيلية أغرب حكاية عاشها الرباطيون في رمضان 2023، حكاية أبطالها من خلف البحار ولم يكن متوقعا أن يرى طفل يقصد ملعب كرة القدم للتمرن، مثل تلك الأبقار في شوارع العاصمة، كما ورد في تدوينة الصحافي عبد الصمد بنشريف الذي نشر صورا للأبقار وهي في حالة نشاط وتعدو باتجاه محطة القطار.
الصحافي تابع تغطية الحدث أولا بأول، وتعددت العناوين التي اختارها للواقعة الجاموسية، بين “مارثون الجواميس في عاصمة الأنوار. نقطة الوصول محطة القطار أكدال”، و”غزوة الجاموس تبث الرعب والهلع في عدد من أحياء العاصمة الرباط”.
الجزارون كانوا بالمرصاد لحالة الانفلات “اللحمي”، وكانوا لها بالمرصاد وتصدوا لحالة الغضب الجاموسي من أهل الرباط نيابة عن المغاربة أجمعين الذين وصفوا الأبقار القادمة من بلاد السامبا بكل الأوصاف القدحية الممكنة واتهموها باطلا “بالهزال” وما هو بقريب منها حتى.
ولم تسلم الواقعة الجاموسية من السخرية، فالتدوينات كانت خير معبر عن روح الدعابة المغربية، ونجد من نشر صور الأبقار البرازيلية وأرفقها بتعليق “البقرة المقدسة الهندية تجوب شوارع الرباط لتبارك أعمال ومجهودات المسؤولين السياسيين”.
إلى جوار السخرية حضر التأويل، وقال مدون “وصلتنا رسالة جواميسك في الرباط يا اخنوش”، والغمز هنا على أن هروب الأبقار كان مقصودا من أجل الرد على كل ما قيل في حقها وحق صحتها وعافيتها، مدون آخر كتب “مخطط اخنوش الأخضر.. جواميس برازيلية تستعرض عضلاتها بشوارع العاصمة الرباط”.
ومن التأويلات والتخمينات، إلى العمل المهني حيث نشرت مجلة “تيل كيل عربي” المغربية، مقطع فيديو على صفحتها بالفيسبوك وأرفقته بتعليق مقتضب قالت فيه “فيديو من نفس مكان هروب (جواميس البرازيل) من المجزرة إلى شوارع الرباط، وفيسبوكيون يتساءلون: هل كان الأمر مخططا؟”.
البحث عن الجواب لم يؤرق المغاربة في منصات التواصل الاجتماعي، لأن روح النكتة كانت طاغية على باقي التفاصيل، والكوميديا الرمضانية التي غابت عن القنوات التلفزيونية عوضتها جواميس برازيلية وبضع خطوات على أربع من المجزرة إلى بعض الشوارع والنهاية كانت السيطرة على الوضع ورفع البقرة كتلة واحدة إلى الشاحنة ثم العودة رأسا إلى المسلخ والبقية لا تحتاج إلى توضيح أو شرح.
وحتى الخاتمة المنتظرة التي انتهت إليها الجواميس أثارت شهية التعليق الساخر، ونذكر ما كتبه الصحافي محمد مشهوري “السؤال المطروح: هل ذكر اسم الله قبل نحرها خاصة أن كلشي كان مخلوع (الكل كان خائفا): الجزارة، الجمهور الرباطي، الحكومة وولد زروال؟”
وأضاف في التدوينة نفسها “ثانيا: هل يجوز نحر جواميس تدين بالهندوسية؟ ثالثا: هل تفهم الجواميس الهندية ام البرتغالية؟”
وختم بقوله “ترقبوا الأجوبة على هذه التساؤلات في مناظرة فكرية قريبا على قناة ناشيونال جيوغرافي.”
على العموم انتهت “غزوة” الجواميس، وتم وضع نهاية لطواف الأبقار البرازيلية في شوارع الرباط، وبقيت الحكاية تثير شهية التعليق كل حسب نيته.