محاولة عرقلة عمل البعثة المغربية ببيانات تخدم مصالح خارجية
بمناسبة شهر رمضان الكريم تقوم المملكة المغربية وكعادتها كل سنة بإيفاد بعثات دينية مختصة في الإقراء والوعظ والإرشاد الديني إلى بعض الدول الأوربية المتواجدة بها الجالية المغربية أو مواطنون من أصول مغربية وذلك لمواكبتها والحفاظ على موروثها الديني.
وقد تم هذه السنة كسالفها إيفاد بعثة دينية من طرف مؤسسة الحسن الثاني لمنطقة بروكسيل تضم ستة أساتذة وعاظ وخمسة أئمة أدمجوا جميعهم في البرنامج المرتب لهذا الشأن والذي تشرف على تهيئته مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا منذ سنة 2009 من خلال لجنة من ذوي الاختصاص، ويسهر تجمع مسلمي بلجيكا على تنفيذ مقتضيات البرنامج المعد لهذه المناسبة على الوجه المطلوب تحقيقا للمبتغى.
وللقراء والوعاظ الموفدين من طرف المؤسسة دور كبير في العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي وذلك من خلال الدروس والندوات العلمية التي ينظمها تجمع مسلمي بلجيكا ويقوم على اختيار مواضعها المناسبة والمطلوبة مراعاة للمصلحة العامة للجالية والمواطنين.
وفي خضم هذه الأعمال الجسيمة التي يقوم بها التجمع لإنجاح مهمة سائر البعثات الدينية ودفعها الى الاهتمام بالجانب الفكري والاجتماعي والتعامل والتعليم يطلع علينا بيان بصيغة تجارية يتحدث عن الزبونية الدينية صادر عن بعض المؤسسات منها ما هو موجود ومنها ما هم شبح ليس له الا الإسم همها الأول والأخير التدافع نحو الشر والإجهاض على ما تبقى من المؤسسات الإسلامية بهذه البلاد بعد أن دفعوا الهيئة التنفيذية إلى الهاوية والمسجد الكبير الى الإفلاس من خلال افتعال صراعات طال أمدها ودعاوى كاذبة وباطلة أسقط القضاء جلها وذلك خدمة لأجندات عديدة ومصالح مختلفة لا شأن لها بجاليتنا ولا بالوطن الذي يحضننا ، فمرة يتحدثون عن المغرب ويتهمونه بالتدخل ويؤيدون كل ناعق بذلك ومرة يتقربون الى التمثيليات بدعوى الدفاع عن المصالح فلا يستقرون على أمر ولا يملكون رأيا قارا ، و بيانهم المومإ له سلفا هو نوع من هذا الضرب ولّد عندهم وسواسا قهريا.
ومن خلال البحث الذي قامت به أخبارنا الجالية وجوابا على السؤال المطروح في البيان المذكور قمنا بتحرياتنا فسألنا عددا من المؤسسات الموقعة على فحوى البيان والسبب الدافع إليه حيث استنكر أغلبهم ما ورد فيه وأرجعوا مرده الى الصراعات التي ألف هؤلاء الناس الخوض فيها.
والغريب أن أحد المساجد الموقعة على البيان استفادت من إمام مقرئ وأستاذ واعظ ومساجد أخرى منها مسجد الأنصار الذي رفض التعاون مع البعثة واستقبال أحد أفرادها المقترح عليهم من التجمع وكذا الشأن بالنسبة لمسجد الإمام مالك الذي علل عدم تعاونه بكونه سيستقدم إماما مباشرة من المغرب، في حين أجاب القائمون على مسجد الأزهر بكونهم لا يستطيعون توفير وسيلة لنقل الواعظ من إقامته الى المسجد. هذه الحالات كلها جعلت الجريدة تتسائل عن الاتهام الكاذبة والغير مبررة.
فبدلا من التراشق وارسال الاتهامات وجعل البعثة مكمن خلاف مما سيحدث ضجيجا حولها ويؤثر على سير عملها والهدف من بعثتها فإنه يجب الالتفاف حولها وتيسير عملها وإبعادها عن المتربصين بها وهذا هو الأمر الذي يقوم به تجمع مسلمي بلجيكا بكل نجاح.