لقد اخترنا ( السين ) مع الفعل المضارع وهي للمستقبل القريب لأن بوادر احتلال قبيلة الرقيبات لصحراء لحمادة الجزائرية بدت ملامحها تظهر للعيان ، ومن هنا فإن العدو الثاني بعد المغرب لجنرالات الجزائر سيكون بدون شك هم البوليساريو أو قبيلة الرقيبات ، هذا إذا لم يتنازل كابرانات الجزائر عن صحراء لحمادة للبوليساريو عن طواعية لتحقيق هدف صناعة دويلة جديدة في المنطقة تكون عاصمتها تندوف ، لكنه احتمال بعيد ، إذن الاحتمال الأقرب للواقع هو نشوب حرب بين البوليساريو وكابرانات الجزائر من أجل صحراء لحمادة ، لذلك وكما قلنا إن بوادر احتلال ( وليس تسليم صحراء لحمادة للبوليساريو ) سيكون هناك احتلال لقبيلة الرقيبات لصحراء لحمادة ، ولماذا قبيلة الرقيبات؟ لأنه لم يبق في فيافي تندوف وعموم صحراء لحمادة الشاسعة التي يصعب تحديدها جغرافيا (أي صحراء لحمادة ) ، لم يبق في هذه الفيافي سوى أغلبية البوليساريو المكونة من قبيلة الرقيبات لأن عددا كبيرا منهم بقي في وطنه بعدما عجز المقبور بومدين عن ترحيلهم إلى صحراء لحمادة عام 1975 أما باقي القبائل الصحراوية فكلهم أو أغلبيتهم الساحقة بقيت في المغرب منذ بداية النزاع عام 1975 والتحق الباقي منهم عندما تأكدوا أنهم يحرثون في الرمال وأصبحوا عبيدا للرقيبات ولجنرالات الجزائر، ولم يبق في صحراء لحمادة سوى قبيلة الرقيبات مع بعض المتشردين من هنا وهناك…
من تكون قبيلة الرقيبات ؟
المتفق عليه أن قبيلة الرقيبات تنحدر من جد واحد هو سيدي أحمد الرقيبي ، وبعد اختلاف متشعب بين المؤرخين اتفقوا مرة أخرى أن نسب أحمد الرقيبي هذا يعود إلى محمد بن المولى ادريس الثاني الذي بنى مدينة فاس المغربية ، ويعض الكتب تروي أن هذا الأخير ليس له إلا ولد واحد وهو محمد بن المولى ادريس الثاني وهذا كذبٌ مفضوح فمعلوم أنه من أسباب تفكك دولة الأدارسة أن المولى ادريس الثاني ترك 12 ولدا تنازعوا ملك أبيهم فيما بينهم ، والصحيح أيضا أن سيدي أحمد الرقيبي ينتسب للولد الأكبر من أبناء المولى ادريس الثاني واسمه محمد بن المولى ادريس الثاني باني مدينة فاس المغربية.وقد أنجب هذا الجد المؤسس لقبيلة الرقيبات المسمى سيدي أحمد الرقيبي ، أنجب ثلاثة أبناء وهم : القاسم وعلي واعمرو، وهم الذين شكلوا البطون الأساسية لهذه القبيلة ، وقد تفرق عن القاسم ما يعرف ببطن ( القواسم ) أي قواسم الرقيبات ، وتفرع عن علي رقيبات أولاد علي ، أما اعمرو تشكل منه فرع أولاد اعمرو بن سيدي أحمد الرقيبي . وسنذكر باختصار شديد ما تفرع عن كل من : رقيبات القواسم ورقيبات أولاد علي ورقيبات أولاد اعمرو وكلهم أبناء سيدي أحمد الرقيبي الجد الأول لقبيلة الرقيبات:
1) رقيبات القواسم : وهي تنقسم إلى أهل إبراهيم أوداود، والبيهات، والفقرة، ولعيايشة، ثم التابعين.
2) أما رقيبات أولاد علي فينقسمون إلى أولاد موسى والسواعد وأولاد داود والمؤذنين، بالإضافة إلى أولاد بورحيم.
3) أما بالنسبة للابن اعمرو فيتكون هذا الفرع من أولاد الشيخ وأولاد الطالب والتهالات، ثم التابعين.
ومن الغريب أن بعض ناس الرقيبات يعتبرون ( قبيلة ) الرقيبات مجموعة قبائل وليس قبيلة واحدة وهذا غير صحيح لأن الحقيقة أنها قبيلة واحدة مقسمة إلى فخدات أو فروع أو بطون الخ الخ ما داموا جميعا ينتسبون لجد واحد وهو سيدي أحمد الرقيبي .. ويمكن على سبيل المثال لا الحصر أن نذكر بعض الفروع أو البطون في التعريف التالي لقبيلة الرقيبات كما يحلو لبعضهم حتى تبدو كثيرة العدد تفزع الكابرانات ،علما منا أن كثيرا من هذه الأسماء نجد بعضها هي مجرد فرد واحد لا غير أي ( فرد أبتر ) لا ولد له ، بالإضافة إلى أن بعض هذه البطون أو الفخدات أو الأسماء قد انقرضت من الوجود نهائيا ، وفيما يلي لائحة قبيلة الرقيبات ببطونها وفروعها وأفرادها والتابعون لها ( يجب التسطير بالأحمر على كلمة التابعون ) . تقع مواطن قبيلة الرقيبات في منطقة الساقية الحمراء، ووادي الذهب ووسط الصحراء، وتنقسم إلى جذعين كبيرين وهما : أولا: قبائل رقيبات الساحل : وهي كالتالي :
- قبيلة أولاد موسى: ويغلب عليهم التأثير العربي على الأمازيغي.
-
قبيلة السواعد.
-
قبيلة أولاد داود.
-
قبيلة المؤذنين : وينحدرون مباشرة من جدهم الأعلى سيدي احمد الرقيبي
-
قبيلة أولاد الشيخ : وهي القبيلة الرئيسية في صحراء تيريس وأدرار
-
قبيلة أولاد الطالب : وينحدرون من جدهم سيدي احمد الرقيبي
-
قبيلة أولاد التهالات : وينحدرون من جدهم سيدي احمد الرقيبي
ثانيا: قبائل رقيبات الشرق : وتسمى أيضا بالقواسم، وتنقسم الى :
- قبيلة البيهات : يتنقلون بين الساقية الحمراء ووادي الذهب ودرعة .
-
قبيلة أهل ابراهيم أوداود .
-
قبيلة الفُقْرة:
وهي من أغنى قبائل الرقيبات ويتنقلون بين درعة ولحمادة حتى تابلبالت وايكيدي. سبق أن ذكرتُ جملة اعتراضية مفادها ( يجب التسطير بالأحمر على كلمة التابعون وكذلك يجب التسطر بالأحمر على جملة بين درعة ولحمادة ) …نجد في كتب القدامى الأوائل تعبير ( فلان هو مولى فلان بن فلان ) والمَوالي جمع مَوْلَى هم في غالبيتهم عبيدٌ أو أسرى بعض الحروب تَــمَّ عِـتْـقُـهُمْ لكن ظلوا يعيشون في كنف أسيادهم وبعضهم تحرر ووجد لنفسه حرفة أو طريقا يعتاش بها ، وخير من نستدل بهم من الموالي الذين كانوا عبيدا وتَمَّ عِـتْـقُـهُمْ هم مَوَالِي الرسول محمد عليه الصلاة والسلام نذكر منهم مثلا :
- زيد بن حارثة ، وهبته خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم فأعتقه.
- أبو رافع ، وهبه العباس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه
- ضمرة بن أبي ضمرة ، أصابه سبي في الجاهلية، فاشتراه الرسول صلى الله عليه وسلم وأعتقه.
- أبو مويهبة، من مولدي مزينة، اشتراه الرسول صلى الله عليه وسلم فأعتقه.
- وأشهرهم سلمان الفارسي وقصته مشهورة .
ومن أشهر موالي أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
- بلال بن رباح : مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم
- صفية : و وهي من موالي أبي بكر وهي أم محمد بن سيرين.
- مرة بن أبي عثمان: وهو مولى عبد الرحمان بن أبي بكر …وغيرهم كثير وسنبقى في سياق الحديث عن صحابة الرسول والموالي وأتباعهم الذين يأتون في مرتبة ثانية بعد الصحابة ( فالتابعون) في سياق الجديث عن العصر الإسلامي الأول هم التابعون لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقال للواحد منهم تابع أوتابعي. ويكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه . أما التابعون المقصودون في سياق الحديث عن الرقيبات والبوليساريو فهم الذين جاء وصفهم في القرآن الكريم أي الذين ورد ذكرهم َ في سورة النور الآية 31 حيث يقول عز وجل ” أوالتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء ” ( صدق الله العظيم ) وقد جاء في معظم تفاسير القرآن الكريم أن هؤلاء التابعين هم الذين يتبعون الرجل من أجل الطعام ، وفي تفسير آخر هم الذين “يتبعونكم لطعام يأكلونه عندكم” ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير آية التابعين هذه قال:” هو الرجل يتبع القوم ليقتات كي يعيش ، وهو مغفل في عقله ، لا يكترث للنساء”..
وبيت القصيد عندنا أن الرقيبات الذين اجتاحوا صحراء لحمادة الجزائرية يتكونون من بعض حثالات الرقيبات من أفقر فقرائهم لأن زعماء الرقيبات كثير منهم ظل في المغرب ولم يغادره ، أما رقيبات البوليساريو فمنهم زعماء البوليساريو الذين يعيشون في مدينة تندوف أو بشار أو في الجزائر العاصمة أو نواكشوط أو لاس بالماس أو في إسبانيا ، أما الباقي وهم حثالة فقيرة عديمة القيمة فهم الذين يعيشون في مخيمات العار بتندوف من الرقيبات أغلبهم من ( التابعين ) كما تَــمَّ تعريفهم أي الذين تَسْرِقُ البوليساريو المساعدات الدولية التي تأتي لأجلهم ، وهؤلاء ( التابعين ) كانوا في الأصل عبيدا عند كبار عائلات الرقيبات ، وفضيحة استعباد البشر المنتشرة لدى الرقيبات قد ملأت الدنيا وشغلت الناس وكُتِبَ عنهم الكثير ، ويكفي أن تكتب في كوكل ( العبودية+ البوليساريو ) لتجد عدة مواضيع تتحدث عن استمرار ظاهرة العبودية في مخيمات تندوف والعدد الهائل من المنظمات الحقوقية الدولية التي تستنكر ظاهرة العبودية عند قبيلة الرقيبات وفي المجتمع الموريتاني البدائي…
لقد تورط جنرالات الجزائر في مستنقع الرقيبات الذين أصبحوا عصابة أخرى ستواجه العصابة الحاكمة ، وقد سبق أن ذكرتُ جملة اعتراضية مفادها ( يجب التسطير بالأحمر على كلمة التابعون وكذلك يجب التسطر بالأحمر على جملة بين درعة ولحمادة ) لأن صحراء لحمادة ستكون أحد الحلول التي يمكن أن يتخلص جنرالات الجزائر من الرقيبات بتوطينهم فيها بالسلم أو بالحرب فهي صحراء محادية للحدود المغربية من جهة وكان أجداد البوليساريو قد عاشوا فيها ولهم تاريخ مع صحراء لحمادة فلماذا لا يتكرم شنقريحة ويعطي لقبيلة الرقيبات صحراء لحمادة أليست لهم وهم مرتبطون بها تاريخيا كما ذكرنا في الحديث عن فرع الفقرة من قبيلة الرقيبات الغنية والتي استوطنت صحراء لحمادة ….
ونظرا لما تَعْرِفُ قضية الرقيبات من فشل يتلوه فشل فإن قصاصات الأخبار التي تتسرب هذه الأيام من مخيمات العار بتندوف أو من صحراء لحمادة عامة تحمل أخبارا عن تمرد مسلح لما بقي من الرقيبات في مخيمات العار كان في البداية فيما بين المخيمات لكنه تحول في رمضان ضد الجيش الجزائري الذي يحاصرهم في الصحراء بلا ماء ولا كسرة خبز ( لأنه سبق القول أن زعماء البوليساريو كلهم من الرقيبات ولا علاقة لهم بمخيمات العار بتندوف فهم أغنياء ومقربين من عسكر الجزائر فهم إذن يسكنون في مدينة تندوف أو بشار الخ الخ ) نقول تمرد ما بقي من الرقيبات وغالبا التابعون لهم هم الذين بقوا في مخيمات العار نضيف إليهم الجزائريين المتشردين وكذلك متشردوا موريتانيا ومالي والعدد الهائل من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الساحل كلهم يجمعهم عسكر الجزائر في تلك السجون بصحراء لحمادة المكتظة بالسلاح من الرأس إلى القدم…
ومسك الختام هل يتجرأ واحد في الكون وينكر أن كل الأمناء العامين لجبهة البوليساريو لم يكونوا من قبيلة صحراوية غير قبيلة الرقيبات ، فالولي مصطفى السيد مؤسس البوليساريو من الرقيبات – محمد عبد العزيز صاحب أطول مدة حكم كأمين عام للرقيبات من الرقيبات – ورخيص جمهورية الوهم الحالي ابراهيم الرخيص هو من قلب الرقيبات … ليس أمام الباب المسدود لقبيلة الرقيبات المحاصرة في مخيمات صحراء لحمادة إلا أن تطالب بالاستيطان في صحراء لحمادة نهائيا ، ويكون ذلك حلا للطرفين فحكام الجزائر يريدون إضافة دولة جديدة ولو من الماعز والحلوف في المنطقة المغاربية ، ها هو الحل ، دولة الرقيبات في صحراء لحمادة وتتحول القضية الصحراوية من شعب الصحراء الغربية إلى شعب صحراء لحمادة وانتهى الأمر، و هكذا يتم تقرير مصير قوم عاشوا نصف قرن على أرضهم التي ولدوا فيها وعاشوا فيها وهي صحراء لحمادة …