كاينة ظروف” مسلسل يناقش حياة النساء ما بعد السجن

ماموني

جاء مسلسل “كاينة ظروف” المغربي ليعرض ضمن السباق الرمضاني مسألة مهمة جدا في المجتمع وهي رفض الغالبية التعامل مع الأشخاص الذين أمضوا عقوبة سجنية واستنكار محاولات اندماجهم مجددا في المجتمع، وخاصة إذا كان السجين السابق امرأة، حينها يكون الرفض أشد حدة وقسوة.

في قالب تشويقي يحقق القرب من المشاهد المغربي عبر ملامسة واقعه اليومي، دخل مسلسل “كاينة ظروف” إلى السباق الرمضاني للعام الحالي، ليناقش قصصا عن معاناة النساء بعد تعرضهن للسجن.

“كاينة ظروف” هو مسلسل درامي اجتماعي يتكون من 30 حلقة يتم عرضه على شاشة القناة المغربية الأولى، استطاع أن يشد انتباه الجمهور إليه من خلال حلقاته الأولى، التي حققت في مجموعها أزيد من مليوني مشاهدة، حسب معطيات صادرة عن المركز المهني لقياس نسب المشاهدة.

 

المسلسل يسلط الضوء على قصص ثلاث نساء يبذلن كل جهدهن من أجل التأقلم مع حياتهن الاجتماعية بعد السجن
المسلسل يسلط الضوء على قصص ثلاث نساء يبذلن كل جهدهن من أجل التأقلم مع حياتهن الاجتماعية بعد السجن

 

ويسلط المسلسل الضوء على قصص ثلاث نساء يبذلن كل جهدهن من أجل التأقلم مع حياتهن الاجتماعية بعد انتهاء عقوبتهن السجنية ومغادرتهن لأسوار السجن، إلا أنهن يواجهن العديد من الصعوبات التي تعيق ذلك.

ويحظى المسلسل بمتابعة مهمة سواء عبر القناة التلفزيونية الأولى أو عبر منصة يوتيوب.

وأكد مخرج العمل إدريس الروخ أن الجمهور يحب الدراما التلفزيونية المغربية، ويشجع الأعمال التي تنال إعجابه، مشيرا إلى أن جرعات كبرى من التشويق ستعرفها الحلقات المقبلة من العمل الدرامي الذي تعرف شخصياته تنقلا متواترا بين الفرح والحزن والانكسار والقوة.

ويتطرق مسلسل “كاينة ظروف” إلى قصة اجتماعية درامية ترمي إلى حل الكثير من الخيوط وملامسة الواقع المغربي، إلى جانب مزجها بحكايات جانبية تدعم القصة الاجتماعية الأساسية، تتصدى لعدد من المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المواطن المغربي، وخاصة المرأة المغربية، وكذلك التوترات التي يعيشها الرجل والمرأة.

كما يسلط الضوء على المشاكل المترتبة على العقوبات السجنية والأخطاء التي قد يرتكبها الإنسان وتؤدي به إلى السجن فتدمر حياته بعد خروجه من الحبس، بالإضافة إلى الكثير من القصص والتفاصيل التي من خلالها سيستفيد المشاهد من تجربة الشخصيات وكل الحالات المشابهة.

وهذا العمل من تأليف السيناريست بشرى ملاك، وإنتاج شركة “ديسكونيكتد” لخالد النقري، وبطولة ثلة من الممثلين، من بينهم راوية وسامية أقريو وعبدالنبي البنيوي وابتسام العروسي ووداد المنيعي وطه نعيم وعبدالرحيم المنياري وجميلة مصلوحي وأسامة البسطاوي وسعاد النجار ووصال بيريز وآخرون.

وكانت بداية عرض المسلسل محفزة للمتابعة، حيث يتوقع الممثلون والنقاد أن يحقق مسلسل “كاينة ظروف” نجاحا كبيرا خلال رمضان، مشددين على متانة النص والسيناريو، إضافة إلى قوة الموضوع وخبرة المخرج، حيث يسعى إدريس الروخ إلى مخاطبة الجمهور العريض والمواطن المغربي، عبر قصة تدور حول أحداث وشخصيات يتمثل ذاته فيها، لأنها تتعلق بالحياة العامة للمجتمع وتمس شرائحه وطبقاته المختلفة.

 

مسلسل يشد المجتمع المغربي بقصصه المؤثرة
مسلسل يشد المجتمع المغربي بقصصه المؤثرة

 

واستطاعت قصة مسلسل “كاينة ظروف” أن تسحب البساط من تحت أقدام الجزء الثاني من مسلسل “لمكتوب” الذي يعرض في نفس الوقت عبر القناة الثانية، وذلك بعدما حقق نجاحا جماهيريا العام الماضي من خلال جزئه الأول.

وأبرز المخرج إدريس الروخ أن المشاهد سيكتشف من خلال المسلسل علاقة بطلاته، النساء الثلاث، بالمجتمع وكيف سينخرطن للاندماج فيه، على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي ستواجههن، كما سيكتشف أن من الصعب جدا، وعلى جميع المستويات سواء المادية أو العاطفية، أن يجد المخطئ ضالته، خاصة إذا مر من تجربة السجن.

وتفاعل منتجو العمل مع تصدر مسلسل “كاينة ظروف” الترند المغربي، وذلك من خلال منشور عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستغرام، جاء فيه “صباح الخير، مسلسلنا ‘كاينة ظروف’ في الصدارة اليوم في احتلاله المركز الأول في الترند المغربي، والحلقات الأولى تجاوزت أكثر من مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة والنجاح لهذا المسلسل الباهر على مستوى الجمهور”.

وفي تصريحات صحافية أكدت السيناريست المغربية بشرى ملاك، في تصريحات صحافية، أن المسلسل سيجد موطئ قدم في الساحة الفنية، لأنه ليس مجرد قصة عادية، وإنما يحمل في طياته مجموعة من العبر والدروس التي ينبغي الاستفادة منها، ومن بينها أهمية منح فرصة لكل شخص دفع ثمن أخطائه ليصلح حياته ويندمج في المجتمع مجددا.

“كاينة ظروف” يسلط الضوء على المشاكل المترتبة على العقوبات السجنية والأخطاء التي قد يرتكبها الإنسان والتي تؤدي به إلى السجن

وفي ما يخص قدرات بعض الممثلين والممثلات المغاربة المشاركين في العمل الدرامي اليومي “كاينة ظروف” للمخرج إدريس الروخ، قال الناقد السينمائي عبدالكريم واكريم إن الممثل عبدالنبي البنيوي، رغم كونه لا يظهر كثيرا والشخصية التي يؤديها في هذا المسلسل مرتبطة بحكاية واحدة من حكايات الشخصيات النسوية الرئيسية الثلاث، إلا أنه ما إن يظهر على الشاشة حتى يخطف بتعابير وجهه والكاريزما التي يمتلكها وأدائه التشخيصي الجيد الأنظار.

ويشخص البنيوي في المسلسل دور خالد، ابن حي شعبي لديه علاقة بالقصة الرئيسية للمسلسل، ولفت واكريم في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك أن “هذا المسلسل أبرز طاقات تشخيصية مهمة، وبالنسبة للمثل البنيوي ولكونه مشخصا فهو لديه شيء لا يمكن أن يوصف ولا يمتلكه سوى الممثلين الكبار، وهو القبول إضافة إلى تقلبه وتغير آدائه التشخيصي مع كل شخصية يؤديها، بحيث ينسيك كل مرة الشخصية التي كنت قد شاهدتها له من قبلُ وتنجذب للشخصية الجديدة التي يؤديها”.

ويتطرق المسلسل عبر خط درامي غير ثابت إلى مواضيع اجتماعية واقعية قريبة من المجتمع، إذ رصدت الحلقة الأولى منه حياة سجينات من مستويات اجتماعية متفاوتة، قادتهن قصص مختلفة إلى خلف القضبان، حيث تجسد الممثلة وداد لمنيعي، دور لمياء، الشابة التي تدفعها الحياة إلى خوض تجربة السجن.

وذكرت لمنيعي أن المسلسل ينقل قصصا مشوقة ومليئة بالدراما الاجتماعية، خصوصا بعد مغادرة بطلات العمل السجن.

وتجسد الممثلة هاجر المصدوقي شخصية فاتي، وهي شخصية مركبة، كما يشخص محمد الورادي شخصية رجل أعمال يسعى إلى تحقيق الأرباح المادية بأي شكل من الأشكال، لهذا يجد نفسه متخبطا في عدد من المشاكل التي يصعب عليه الخروج منها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: