فنان مغربي يقدم على حرق نفسه أمام وزارة الثقافة
فاجأ الفنان أحمد جوادالمشهد الفني والثقافي المغربي، ونفذ وعيده الذي اعتُبر مجرد تدوينات كتبها في فيسبوك وإنستغرام، وأقدم على حرق نفسه أمام باب وزارة الثقافة، صباح اليوم الإثنين.
الخبر الذي تصدر العناوين الرئيسية لمختلف المنابر الإخبارية المغربية، سارعت وزارة الثقافة إلى الكشف عن تفاصيله من خلال بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه.
وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في مستهل بيانها إنها أخدت “علما بالحادث المؤسف، صباح اليوم الإثنين 27 مارس 2023، حيث أقدم شخص على إضرام النار في جسده أمام الباب الرئيسي للوزارة – قطاع الثقافة”.
وباشرت الوزارة توضيحها “تنويرا للرأي العام الوطني”، مقدمة معطيات أساسية أولها تعبيرها “عن أسفها العميق لهذا الحادث المأساوي، وتتمنى الشفاء العاجل لهذا المواطن، الذي نقل لتلقي العلاجات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، كما تعبر عن تضامنها الكامل مع المواطن وأسرته، جراء ما حدث، مهما كانت الظروف والخلفيات والدوافع وراء هذا الحادث”.
وأضافت أن الأمر يتعلق “بموظف متعاقد بمسرح محمد الخامس بالرباط، أحيل على التقاعد في أكتوبر 2021، يتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون، ويشتغل في نفس الوقت، في الفن المسرحي”.
وحسب بيان الوزارة، فقد “سبق للشخص المذكور أن تقدم بطلب شراء عروض مسرحية، وهو ما تمت الموافقة عليه، حيث قامت الوزارة بشراء عرضين مسرحيين سنة 2022، كما وافقت على شراء عرض مسرحي برسم 2023، وسبق أن قدم هذه العروض بكل من مدينتي مشرع بلقصيري وسلا”.
وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أنها تتابع “حالة الشخص المذكور، لحظة بلحظة، إذ تم إيفاد مسؤول بقطاع الثقافة لتتبع حالته الصحية بالمستشفى، وتتمنى له الشفاء العاجل”.
عملية الحرق التي أقدم عليها الفنان أحمد جواد، سبقتها خطوات احتجاجية منها الإضراب عن الطعام أمام باب وزارة الثقافة، وذلك “ضد التهميش والإقصاء والتجويع”، وفق تعبيره.
وإلى جانب أعماله المسرحية عرف عن الفنان جواد مشاركته في عدد من اللقاءات والأمسيات الثقافية في “نادي الأسرة”، وإضرابه في سنوات التسعينيات (1994) بمدينة الجديدة الواقعة قرب الدار البيضاء، من أجل الحيلولة دون هدم المسرح البلدي.
وبعد ذلك التحق أحمد جواد بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، موظفا به في عهد مديره عزيز السغروشني، وكان قد كلف بتسيير فضاء تابع له كان يحتضن اللقاءات الثقافية والفنية، وحمل اسم “نادي الأسرة”، الذي أصبح أشهر من نار على علم، واستضاف فيه أكبر الأسماء في المشهد الثقافي والفني المغربي بل وحتى العربي.
لكن السلم الوظيفي لم ينصف الفنان أحمد جواد، لعدة اعتبارات إدارية (مرتبطة بنظام الترقية) والتي تعتمد على معايير محددة لا يمكن تجاوزها.
مند مدة غادر أحمد جواد وظيفته بالمسرح الوطني محمد الخامس، بعد أن أحيل على تقاعد “غير مريح”، براتب يؤكد الفنان أنه هزيل ولا يسد حاجياته المعيشية.