بوصوف يشخص تفاصيل “المقابلة مقابل المكالمة” بين ماكرون وتبون
قال المؤرخ والمفكر والأمين العام للمجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارح “عبد الله بوصوف” إن “خطاب رئيس الجزائر عبد المجيد تبون خلال مروره على قناة الجزيرة القطرية ، هو خطاب موجه أساسًا للإستهلاك الداخلي تنفيسا عن الشعب الجزائري وهو ينتظر دوره في طوابير الحليب والسكر واللحم والبيض..”
وفي نفس السياق ، أشار بوصوف ، في مقال له تحت عنوان “المقابلة مقابل المكالمة بين ماكرون وتبون”، إلى أن “تبرير المرور الأخير للرئيس الجزائري على قناة الجزيرة يفتقد لأسباب موضوعية”، وأن “ظهوره المتكرر أظهر عيوبه التواصلية ومحدودية قدراته في الإقناع”، مبرزا أن “أسئلة الصحافية الجزائرية كانت مخدومة على مقاسات الصحراء المغربية وإغلاق الحدود ونقطة اللاعودة ومغازلة الشعب الإسباني”.
ولا يخفى على أحد أن التوجه الحالي للنظام العسكري الجزائري ، هو الدفع بالرئيس إلى تنظيم لقاءات دوريـة مع الإعلام المحلي أو مع قنوات أجنبية معـروفة بأجندتها السياسية والإقتصادية ، من مختلف الأقطار سواء أجنبية أو عـربية ، ليس سوى سنة غير محمودة سنها نظام العسكر ، لكي يتعود الجميع على مستوى خطاب الرئيس وعلى “مستملحاته السياسية” وعنتريات القـوة الضاربة في ملفات ساخنة كليبيا وتونس وسوريا وإثيوبيا ودول الساحل ، ودور الجزائر في ثورات دول أوروبية وتأسيس جمهوريات أوروبية إنطلاقا من الجزائر وتحرير جنوب إفريقيا وتيمور الشرقية، وغيرها من المفرقعات الإعلامية.
الخطاب الذي أصبح موجها أساسًا للإستهلاك الداخلي تنفيسا عن الشعب الجزائري لإلهائه لنسيان مشاكله المعيشية اليومية بدءا بالحليب والخبز والبيض …
إعتبر بوصوف اللقاءات الصحفية للرئيس الجزائري تبون ، لـم تلامس المشاكل الحقيقية التي تعيشها المنطقة ، وخاصة وأن الساحة الجزائرية لا تـعرف جديدا على المستوى الداخلي وأزمتها مع مطالب الحراك الشعبي وقمع الحريات ، أو على المستوى الخارجي ما دامت تنتهج فقط خطة “رد الفعل”، كما جاء على لسان الرئيس سواء في اللقاء الأول أو الثاني مع قناة الجزيرة.
كشف بوصوف أن سياسة الجزائر هي عناد المغرب في جميع تصرفاته سواء المحلية أو الدولية وخصوصا بإفريقيا ، حيث طالما يقوم نظام العسكر الجزائري برد فعل إنفعالي ووعود وهمية كما هو الشأن مع وعد تقديم 300 مليون أورو لتونس ، في حين أن المغرب ، في إطار سياسته الثابتة ، قــدم مساعدات وهبات على شكل منتجات فوسفاطية لعدد من البلدان الإفريقية.
ويخلص بوصوف أن أسباب تبرير المرور الأخير للـرئيس الجزائري على قناة الجزيرة تـفتقـد للموضوعية ، ولأن ظهوره المتكرر أظهر عيوبه التواصلية ومحدودية قدراتـه في الإقنـاع . فـقـد كان ضروريا توظيف خدمات صحافية تشترك مع الرئيس في الجنسية الجزائرية وفي تسويقه لأطروحة الإنفصاليين ، ويعني بها “خديجة بنقنة”، التي عملت على تلقينه بقية السيناريو وكأنها تقوم بدور “الملقن المسرحي”، وبهذا يفقد اللقــاء موضوعيته وحياده الواجب إعلاميا حتى قبل بدايـته ، حيث لعب “تبون” دور الضحية والجلاد معا بمساعدة مواطنته وفوق أرضه .
حيث تساءل بوصوف هل ستحترم الجزيرة شعارها “الرأي والرأي الآخـر” بتنظيم برنامج لقــاء خاص لأحـد المسؤولين المغاربة بالرباط للرد على مغالطات الرئيس الجزائري .