حقوقيون يدعون المغرب لمراجعة دور الدركي لأوروبا وسن قانون يجرم التمييز العنصري
دعا المركز المغربي للمواطنة والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى ضرورة مراجعة دور الدركي الذي يقوم به المغرب، خاصة وأن هذا الدور وبالقدر الذي يريح أوروبا من أعباء اقتصادية واجتماعية وحقوقية، فهو يثقل كاهل المغرب على جميع هذه الأصعدة ويقوض مجهوداته السابقة ويرهن مستقبل تدبيره لظاهرة الهجرة، وإضافة إلى كل هذا وذاك، فهو يساهم، باستمراره في أداء دور دركي الهجرة، في تنامي ظاهرة العنصرية ويغذي معضلة التحريض على الكراهية.
ويأتي ذلك، بعدما كشف استطلاع للجمعيتين أن 72 في المائة من المغاربة يرفضون لعب المغرب دور دركي حدود لصالح أوربا، من أجل منع دخول المهاجرين إلى المجال الأوربي،
وإلى جانب ذلك، أوصت الهيئتين الحقوقيتين بضرورة التعامل الحذر مع تحول موضوع الهجرة إلى أداة جيو-استراتيجية للضغط والابتزاز من قبل دول الشمال على دول الجنوب، بغرض تحويلها إلى دركي في مجال محاربة الهجرة غير النظامية دون النظر إلى العوامل التي تفرض هذه الظاهرة، مثل ضعف التعاون الدولي في مواجهة تجارة البشر، والأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تحفز تدفق الهجرة غير الشرعية، والتي تقع مسؤولية تنظيمها على كافة الدول بصفة مشتركة ما بين دول المنشأ ودول العبور ودول الاستقبال.
ودعا المصدرين أيضا إلى ضرورة العمل على عدم ظهور نقط بؤرية تعطي الانطباع على أن هناك احتلالا لبعض الأماكن العمومية من طرف المهاجرين خصوصا في المجال الحضري، والعمل أيضا على نشر قيم التسامح والعيش المشترك وثقافة حقوق الإنسان، مع ضرورة إشراك هيئات المجتمع المدني في السياسات العمومية الهادفة الى إدماج المهاجرين من جنوب الصحراء.
وبالإضافة إلى ذلك، أوصت الهيئتين المؤسسات الوطنية من برلمان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الوطني لحقوق الانسان إلى تقييم السياسات العمومية المعتمدة في مجال الهجرة وذلك ضمن اختصاصاتها الدستورية. والعمل على إقرار قانون يجرم كل أشكال التمييز والعنصرية تماشيا مع الدستور ومع التزامات المغرب الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان.