يكاد العالم كله يتفق على أن فرنسا في عهد ماكرون سائرة نحو الهاوية بسبب صلابة رأس محاسب (comptable) لا يفقه في السياسة شيئا ، لأن عالم الأرقام المتجمدة في دماغه خلق منه شخصا مهووسا بالأرقام ويُحَوِّلُ كل شيء إلى أرقام حتى إنسانية الإنسان عنده مجرد رقم ، وقد أظهر ذلك في الظروف التي عاشها الفرنسيون عندما اجتاح العالم كوفيد 19 ، فقد كانت فرنسا من بين الدول الأكثر عددا في الوفيات بهذا الوباء ، وقد استغل المحاسب ماكرون وباء كورونا ليتخلص من الشيوخ المسنين الذين يعتبرهم عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة فهم أولا قد أصبحوا لا ينتجون شيئا ، وثانيا أصبحت مُصَاحَبَتَهُمْ ضرورية وباستمرار والعناية بصحتهم يوميا وخاصة الذين يعيشون وحدهم بعيدا عن المدن الكبرى ويرفضون الانتقال لدور رعاية المسنين ، وبذلك حصد كوفيد 19 أكبر نسبة من المسنين في فرنسا فقط لأن ماكرون اختار المنهج الحسابي للمحافظة على الميزانية على حساب فئة من الجتمع الفرنسي وهم فئة الشيوخ والعجزة التي أدت دورها وجاءت مرحلة الدولة للعناية بها لكن ماكرون المحاسب اختار تهميشها وترك كوفيد 19 ينهشها . وقصة رفض الدولة الفرنسية اقتناء اللقاح ضد كورونا معروفة لأن لوبي إنتاج الأدوية في فرنسا كان مسيطرا على مجال الأدوية ومنها صناعة اللقاح مما اضطره للضغط على المدعو ماكرون بأن لا يستورد لقاحا من الخارج حتى تنتهي مختبرات الأبحاث الفرنسية البطيئة جدا أي المختبرات التي يسيطر عليها لوبي إنتاج الأدوية في فرنسا ،وأمام استفحال انتشار كورونا في فرنسا وارتفاع عدد الوفيات وضغط الشعب الفرنسي استغلت ( البلديات أي الجماعات المحلية ) الفرنسية اختصاصاتها لحماية الشعب الذي انتخبها مباشرة وتحملت نفقات شراء لقاح كورونا بنفسها مباشرة من الشركات المنتجة لهذه للقاحات سواءا من انجلترا أو أمريكا ، كما تكلفت البلديات الفرنسية بمقرات تلقيح المواطنين وتجهيزها للراغبين في التلقيح لأن فرنسا ماكرون تبنت إشاعة لوبيات الأدوية الفرنسية ( بأن هذا الوباء لا ينفع معه أي لقاح ) وأنه مجرد زكام حاد على المصاب به أن يخلد للراحة في بيته ويتناول مضادات الألم والحمى فقط …
لكن أخيرا انهزمت لوبيات انتاج الأدوية في فرنسا واجتاحت فرنسا لقاحات الدول الأخرى التي اشترتها البلديات بالعملة الصعبة واضطرت فرنسا أن تعلن كغيرها من الدول بما يعرف (بالحجر الصحي وهذا اعتراف متأخر ومُخْزٍ بخطورة الوضع وبسوء تدبير الوضع الصحي أمام اجتياح كورونا لعموم فرنسا) بل اضطرت إلى إغلاق الحدود الفرنسية على الراغبين في دخول فرنسا أو الخروج منها أي رضخ رخيص فرنسا و ساير ما قامت به بقية دول العالم مرغمة ( وفرنسا تعتمد على السياحة كمصدر من مصادر مداخيل اقتصادها ) ، كما اضطرت إلى إغلاق المحلات التي تعرف اكتظاظ البشر وغيرها من الإجراءات التي عرفتها معظم دول العالم ، وبذلك بدا ماكرون قَزَماً سياسيا أمام رؤساء العالم لأنه لم يستطع تدبير أزمة تتعلق بصحة الشعب وانساق لرغبات اللوبيات التي أنفقت الأموال على حملاته الانتخابية …
كما أن ماكرون قد بدا قزما أيضا في سياسته نحو الدول الإفريقية التي أعلن بعضُهَا صراحة وبأعلى صوته بأن تخرج جيوش فرنسا من بلادها التي استغلتها فرنسا قرونا عديدة دون أي فائدة تعود على الدول الإفريقية ، بل وحتى في أوروبا أصبحت فرنسا ماكرون منبوذة لأن ماكرون مُتَعَنِّتٌ ضد ألمانيا في كل ما تقرره سواءا فيما يتعلق بسياسة أوروبا حول الطاقة أو غيرها ، فمثلا أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن تخصيص 200 مليار يورو لتحديد سقفِ أسعار الطاقة لتخفيف العبء عن المستهلكين الناجم عن التضخم الذي يستمر في الارتفاع منذ الأزمة الروسية الأوكرانية واحتجَّ ماكرون على ذلك لأنه لا يستطيع مسايرة ألمانيا في هذا النهج الذي اتبعته ألمانيا لأن اقتصاد فرنسا يسير نحو الانهيار حيث تَوَقَّعَ البنك المركزي الفرنسي أن يتباطأ النمو الاقتصادي في البلاد بدرجة كبيرة عام 2023 على خلفية أزمتي الطاقة والتضخم، وسيتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي من 2.6% عام 2022 إلى 0.3% عام 2023 وفق السيناريو “الأكثر احتمالا” للبنك المركزي الفرنسي خلال السنوات الثلاث المقبلة… ويلاحظ الاقتصاديون المتخصصون أن اقتصاد إسبانيا سيزدهر لأنها تحاول الخروج من النظرة الاستعمارية القديمة لإسبانيا ومسايرة تطور الاقتصاد العالمي بمرونة خاصة ما بعد كورونا وقيام الحرب الروسية الأوكرانية ، لذلك حسمت في أمر شَوْكَةٍ مصطنعة في حلقها اسمها ( قضية الصحراء المغربية ) وأعلنت الدولة الإسبانية وليس بيدرو سانشيز رئيس الحكومة أنه لا استفتاء ولا تقرير مصير الأوهام ينفع كحل لهذه القضية التي أصبحت محسومة أو تكاد من خلال تبني معظم الدول ذات النظرة الاستراتيجية لسيرورة العالم نحو المستقبل ألا وهو تبني مقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي لساكنة أقصى الجنوب المغربي ، وتساءل الإسبان مع أنفسهم هل ستكون سياستهم نحو قضية الصحراء أكثر واقعية وهادفة من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بمغربية الصحراء واعترفت بأن مقترح المغرب المتمثل في منح ساكنة المناطق الجنوبية للمملكة المغربية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية وبأنه هو الحل الوحيد القابل للتطبيق ؟ وبموقف إسبانيا الجديد هذا من قضية افتعلها المقبور بومدين ستتفرغ إسبانيا لقضايا جوهرية تضمن للشعب الاسباني الرفاهية والعيش الكريم ، بخلاف ماكرون الذي خلق لنفسه منطقة رمادية في قضية الصحراء ….
هذه هي فرنسا التي تضحي العصابة الحاكمة في الجزائر بالغالي والنفيس وعلى رأسها التضحية بكرامة الشعب الجزائري من أجل التقرب بكل السبل من فرنسا المنهارة ، وكذلك ماكرون حينما وجد نفسه معزولا أوروبيا وإفريقيا ومكروها من طرف أمريكا التي لا تعيره أي اهتمام ، هنا اجتمع الرخيصان الجزائري والفرنسي للضحك على شعبيهما رغم أن الكفة تميل نحو الرخيص الفرنسي لأنه ربح في زيارته الأخيرة للجزائر ثم زيارة رئيسة حكومته إليزابيت بورن ومعها نصف أعضاء الحكومة في 9 أكتوبر 2022 إلى الجزائر، حيث صدرت تصريحات من المسؤولين الفرنسيين والجزائريين فيها رائحة تفاؤل حول وضع علاقات البلدين على سكة التطبيع …
فبعد فترة من التوترات، ظهرت بعض الإشارات من الجانبين نحو إقامة “شراكة استراتيجية” لم تتضح بَعْدُ ملامحُها بشكل كبير، بسبب ثقل الملفات العالقة وعلى رأسها ملف الذاكرة الوطنية وصعوبات تتعلق بالتعاون العسكري والاستراتيجي….
فجزائر السلطة اللاشرعية والفساد المستشري في عمومها ، واعتماد قمع الشعب أن لا ينطق بكلمة حق يطالب فيها بنصيبه من خيرات الشعب ، هذه الجزائر وجدت فرنسا برئيس أعمى لا يرى في السياسة إلا تدمير ما بناه قبله من رجال الدولة الفرنسية الذين بنوها حتى أصبحت ثاني اقتصاد في أوروبا بعد ألمانيا وها هي اليوم تتقهقر إلى الرتبة السابعة ولا تزال سائرة نحو التقهقر حتى بلغ بها الأمر أن تتسول الغاز من جزائر اللصوص مقابل أن تتململ فرنسا في موقفها من قضية الصحراء، وكلنا يعلم أن فرنسا تعتمد بنسبة 80% على الطاقة النووية ، أما 20 % الباقية فقد ضمنها ماكرون كلها من الجزائر في زيارته الأخيرة إلى الجزائر لأن فرنسا كانت تستورد فقط 12 % من حاجياتها من غاز الجزائر وتلتقط من هنا وهناك ما بقي وهو 8 % وها هي اليوم بفضل المحاسب (comptable) ماكرون قد ضمن من العصابة الحاكمة في الجزائر كل ما تحتاجه فرنسا من الغاز وهي 20 % الباقية … فمن يضحك على من ؟ من أغرب ما قرأتُ حينما كان المغرب ولا يزال يتعرض لهجومات ممنهجة من طرف الاتحاد الأوروبي أن بعض نواب الاتحاد الأوروبي طالبوا بفسخ المعاهدة التي تجمعه مع المغرب ، قرأتُ ردا غريبا للمغرب على هذا التهديد ،و كان ردّاً غير رسمي مفاده أن المغرب هو الخاسر في هذه المعاهدة وهو يطالب اليوم قبل الغد بفسخ هذه المعاهدة مع الاتحاد الأوروبي لأنه وجد مئات العروض تعود عليه بالنفع عشرات المرات من معاهدته الخاسرة مع هذا الاتحاد الذي بدأت دوله تتناحر فيما بينها ، فبعكس ما كُنَّا نتوقع بأن المغرب متلهف على عقد معاهدات اقتصادية ومالية مع الاتحاد الأوروبي نجده اليوم يقف ندا للند أمام الاتحاد الأوروبي وينتظر الفرصة لفسخ المعاهدة التي تربطه به لأن اقتصاد المغرب مُهيكل ومُتَرَاصٌّ ومبني على ( الصَّحْ ) ليس المهم أن تكون لديه ديون خارجية فتلك سياسة اقتصادية دولية تتبناها الدول العظمى ذات الاقتصاد الصلب المتين فمثلا نجد الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى بالنسبة للديون الخارجية حيث يبلغ إجمالي الدين الوطني للولايات المتحدة حوالي 31.4 تريليون دولار، وهو الحد الأقصى الذي يمكن للحكومة الأميركية استدانته، وتليها انجلترا بـ 8,73 تريليون دولار ، والجدير بالذكر أن الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية الكبرى له شروط من ضمنها أن تكون الدولة التي تطلب القرض لها اقتصاد مهيكل ومتين وله إنتاجية متنوعة ولا يجب أن يكون اقتصادا ريعيا كما في الجزائر ، فمن الأكاذيب التي تنشرها وسائل الصرف الصحي أن الجزائر ليس عليها ديون خارجية ، والسؤال الذي يجب طرحه هل المؤسسات المالية الدولية الكبرى ستقبل ملف الجزائر إذا طلبت قرضا ؟
لا يمكن للمؤسسات المالية الدولية أن تقبل ملف الجزائر لأن اقتصادها غير مهيكل يعتمد على الفوضى وعدم المراقبة الدولية لأنه اقتصاد منغلق على نفسه فَلُصُوصُ كابرانات الجزائر يريدونه اقتصادا مائعا منغلقا حتى يسرقوا من أموال الشعب ما يريدونه ولهم في الفوضى الاقتصادية منفعة كبيرة جدا ألا وهو ضمان بقاء مال الشعب الجزائري سائبا بين يديهم ، لأن المال السائب تسهل سرقته …. يبدو جليا أن فرنسا السائرة نحو الهاوية اقتصاديا لم تجد دولة تستنجد بها لتدعيم خصاصها من الغاز سوى جزائر الكابرانات التي تعيش بدورها عزلة دولية وعربية وإفريقية رغم محاولات الإفصاح علانية بأنها خصصت مليار دولار لدول إفريقيا كرشوة لمن يقترب منها ويتبنى مواقفها من قضية الصحراء المغربية ويعترف بوهم البوليساريو لينال نصيبه من هذا المليار السائب ، وتبدو كاريكاتورية الصورة حينما نرى مئات الآلاف من طوابير الشعب الجزائري في عموم الجزائر من أجل اقتناء مواد غذائية بسيطة وضرورية للبقاء على قيد الحياة وملايير الدولارات تضيع في معركة تحقيق السراب …
أما المغرب فقد كَشَّرَ عن أنيابه في وجه فرنسا خاصة أنه رفض رفضا قاطعا أن يُدَنِّسَ ماكرون أرض المغرب الطاهرة ، فكلما اتصلت الخارجية الفرنسية بالخارجية المغربية لتحديد تاريخ زيارة ماكرون للمغرب يكون الجواب المغربي الجاهز هو ( إن أجندة الملك لا تسمح بذلك )… ومن المؤكد أن أجندة الملك سوف لن تسمح بزيارة ماكرون إلى المغرب إلى أن يتغير رخيص فرنسا عام 2027 ، والدولة التي تستطيع أن تَصُدَّ الدولة التي كانت ذات يوم تحت حمايتها لا تفعل ذلك إلا إذا كان لديها ضمانات جيوسياسية واقتصادية قوية جدا ، وشعبا متماسكا ومتضامنا أمام الإكراهات التي تعترضه ، وليس شعبا يُقَبِّلُ يد رئيس فرنسا المدعو هولاند في صورة مُذِلَّةٍ ستبقى في اليوتوب إلى يوم القيامة …أو التزلف لرئيس فرنسي ( ماكرون ) أنكر وجود كيان اسمه الجزائر حينما صرح قائلا : “بناء الجزائر كأمة ، هو ظاهرة تستحق المشاهدة. فهل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.
وتابع ماكرون : “هذا هو السؤال. كانت هناك استعمارات سابقة”.
إذن وبخلاف الرأي العام الجزائري، نفى الرئيس الفرنسي ماكرون وجود أمة جزائرية سابقة للاستعمار الفرنسي ومع ذلك ونكاية في ( المرُّوك ) أصبح ماكرون الأحمق وتبون السِّكِّير صديقين حميمين ، وأصبح أعضاء الحكومتين الجزائرية والفرنسية يتبادلان الزيارات بكثافة تَمَّ تتويجها بزيارة إليزابيث بورن رئيسة الحكومة الفرنسية إلى الجزائر حيث تم توقيع عدة اتفاقيات تعاون وإعلان نوايا في اختتام الدورة الخامسة للجنة الحكومية رفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية التي انعقدت بالجزائر في أكتوبر 2022 ، وشملت هذه الاتفاقيات وإعلان النوايا مجالات الصناعة والتكنولوجيا والصناعة الغذائية والشركات الناشئة والابتكار والزراعة والتعليم العلمي والعمل والعمالة والسياحة والصناعة التقليدية …. ماذا استفادت الجزائر من هذا الارتماء في أحضان فرنسا المستعمر القديم ؟
هل ستعيد فرنسا إغلاق معبر الكركرات لتعود إليه الجزائر عن طريق البوليساريو وهوحدث مهم جدا من الناحية الجيوسياسية ؟
الجواب هو أن هذا من عاشر المستحيلات …وهل سيدفع كابرانات الجزائر فرنسا لتعمل على إقناع أمريكا بالتراجع عن اعتراف هذه الأخيرة بمغربية الصحراء ؟ لو كان ذلك ممكنا لحدث فور دخول بايدن إلى البيت الأبيض وهو الديمقراطي الذي دعم قرار عدوه ترامب الجمهوري ألا وهوالاعتراف بمغربية الصحراء ،هذا بالإضافة إلى تدهور سمعة فرنسا في الولايات المتحدة الأمريكية وتهميش فرنسا في كل الأنشطة الدولية السياسية الأمريكية في إفريقيا وأوروبا ، مما يعني أن فرنسا أصبحت عبءاً ثقيلا على من يتعامل معها ولم تجد سوى كابرانات الجزائر ليصدق على الجزائر وفرنسا القول ( تمسك غريق بغريق ) ، فبقدر ما يتعمق المغرب في الدبلوماسية الدولية بنشاط ويحصد النجاح تلو النجاح تحصد الجزائر الفشل تلو الآخر وتلجأ لتغيير الوجوه التي تمسك ملفات دبلوماسية حارقة لِـتَحْتَرِقَ هذه الوجوه مع هذه الملفات كما احترق رمطان لعمامرة والكلب النَّبَّاح المدعو عمار بلاني فيما يسمى جهاز الخارجية الجزائرية الغارق في الجهل الدبلوماسي وفوضى التدبير الأرعن ، وسوف يحترق المدعو أحمد عطاف كمن سبقوه ، فبئس النهاية.
خلاصة القول : إن ماكرون لم يرتمي في أحضان كابرانات الجزائر حتى أصبحت فرنسا منبوذة في معظم إفريقيا ، وتَـنْفُرُ منها بعض الدول الأوروبية نتيجة سياسة ماكرون على الصعيد الأوروبي وضياع ريادة فرنسا في أوروبا سياسيا واقتصاديا وتهور دبلوماسيتها خارجيا ، كما أصبحت فرنسا مهمشة من طرف أمريكا التي تتجاهلها في كثير من الأنشطة السياسية التي تعقدها الولايات المتحدة في ربوع العالم ، كما أن كابرانات الجزائر احتضنوا ماكرون بصدر رحب وتغاضوا عن تورط المخابرات الفرنسية في فضائح تمس السيادة الجزائرية غَضُّوا الطرف وقفزوا على ملف الذاكرة الجزائري ، كما قبلوا تأجيل كل ما يهم المشاكل العالقة منذ زمن بعيد بين فرنسا والجزائر من أجل عيون ماكرون الذي أصبح لديهم هو الصديق الوحيد في أوروبا والوحيد الذي يمثل دولة كانت تعتبر من الدول العظمى أما الآن فقد أصبحت دولا مثل بوركينا فاسو تصرخ في وجه ماكرون أن يرحل بجيشه من بلادها لأن فرنسا فقدت هيبتها وقيمتها الاقتصادية من بين دول العالم …ولولا ما ذكرناه لما قبل ماكرون أن يرتمي في أحضان كابرانات الجزائر وهو الذي بالأمس أنكر وجود أمة اسمها الجزائر ، وأن فرنسا هي التي صنعت الجزائر بعد استعمارها بمرسوم استعماري ، لكن سرعان ما تراجع عن ذلك باقتراح لجنة لإعادة كتابة تاريخ مشترك جزائري فرنسي حديث صفق له كابرانات الجزائر … أما المغرب فقد صدَّ فرنسا كما تصد الدولة القوية دولة هشة وفاشلة ، ومن الأخبار التي لا يعرفه الكثير أن ماكرون قد هدد في لحظة غضب بقطع العلاقة مع المغرب لكنه نطح الحائط عندما قام لوبي الاستثمارات الفرنسية في المغرب بتأسيس لجنة دخلت عند ماكرون في عقر داره وهددته إن هو تهور وقطع العلاقة مع المغرب فإن لوبي الاستثمارات الفرنسية في المغرب سيرفع دعوى قضائية ضد ماكرون لاسترجاع الأموال التي ساهم بها هذا اللوبي في حملات ماكرون الانتخابية ، فصمتَ ماكرون صمت الأخرس ، وهذا دليل قاطع على أن ماكرون يجهل الكثير فيما يتعلق بالاستراتيجية السياسية والاقتصادية التي بناها ساسة فرنسا الأوائل مع المغرب حتى أضحت العلاقة مع المغرب معقدة جدا جيوسياسيا واقتصاديا ، لقد كاد أن يكرر ماكرون الفعل السفيه والأهوج والأرعن والأخرق والطائش الذي قام به مساطيل كابرانات حكام الجزائر أبناء دور الدعارة الذين لا يستيقظون من عربدتهم الدائمة حينما عميت أبصارهم وبصيرتهم وقطعوا علاقتهم بالمغرب فأصبحوا بطيشهم هذا أضحوكة للعالم …