تدخل القنوات المغربية كغيرها من القنوات العربية المنافسة الرمضانية بعرض مسلسلات تتنوع هذا العام بين الدرامي والكوميدي، وتطرح في أغلبها مواضيع اجتماعية تهم المواطن المغربي. وفي حين تأتي بعض المسلسلات ناطقة باللهجة المغربية اختارت أخرى اللهجة الأمازيغية للحديث عن مواضيع تهم الأمازيغ في المغرب.
تتنافس مختلف القنوات المغربية على جذب المشاهد بالتطرق إلى عدد متنوع من القضايا الاجتماعية ضمن باقة من الأعمال الدرامية والكوميدية الجديدة بمناسبة شهر رمضان، من بينها أعمال لقيت نجاحا كبيرا في المواسم الماضية، وأخرى جديدة.
وتنافس القناة الثانية بعدد من الأعمال الدرامية والفكاهية، منها مسلسل “المكتوب” في جزئه الثاني بعدما عرفت النسخة الأولى منه، التي عرضت في رمضان العام الماضي، نجاحا كبيرا عندما تابعه الجمهور المغربي بفضل مزجه بين ثنائتي الدراما والكوميديا، حيث تطرق لواقع “الشيخة” في المغرب، ونظرة المجتمع لها مسلطا الضوء على المفارقات بين طبقات اجتماعية مختلفة.
وتعرض القناة الثانية حلقات مسلسل “طريق الورد” وهو عمل يمزج بين الدراما والرومانسية، يتناول قصة فتاة شابة مولعة بالورود تتعرض لمجموعة من المشاكل العائلية، تجبرها على الهرب من قريتها وترك أهلها للتوجه إلى مدينة الدار البيضاء.
المسلسل من بطولة صباح بن شويخ وأمل عيوش ولطيفة أحرار والسعدية لديب.
مسلسل “المكتوب” يعرض في جزئه الثاني بعدما عرفت النسخة الأولى منه، التي عرضت في رمضان العام الماضي، نجاحا كبيرا
نفس القناة ستقدم المسلسل التراثي ”عين الكبريت”، والذي يحكي قصة حب شاعرية لمولاي يعقوب ولالة شافية بناء على أحداث مستوحاة من روايات شعبية مغربية، وبعض المعطيات التاريخية من عهد الدولة المرينية، حين أصيب مولاي يعقوب بمرض جلدي، قبل اكتشافه للعين التي كانت سببا في شفائه، لتبدأ ظاهرة الاستشفاء عن طريق الكبريت التي تستمر إلى حدود الآن.
وتقترح القناة الثامنة “تمازيغت”، خلال شهر رمضان، مسلسلات درامية اختيرت للاستجابة لأذواق مشاهديها، من ضمنها الجزء الثالث من المسلسل الكوميدي “بابا علي” بعد نجاح جزأيه الأول والثاني، الذي يتناول حكايات شعبية مأثورة تغوص في قضايا اجتماعية غنية بالمواقف الهزلية.
ومن الأعمال التي تعرضها القناة الثامنة المسلسل الدرامي “الصفقة” الذي تدور أحداثه على امتداد 30 حلقة، مدة كل واحدة منها 30 دقيقة، حول شاب انقلبت حياته رأسا على عقب بعد انتحار والده بحثا عن الحقيقة وملابسات الحادث، وتكشف الأحداث كيف يقود فضول هذا الشاب إلى كشف أسرار خطيرة في علاقة والده المتوفى بوالدته، ومع توالي الأحداث وإصراره على سبر أغوار الحقيقة، سيجد نفسه في ورطة ويعرّض حياته للخطر.
كما يلتقي مشاهدو قناة “تمازيغت” مع مسلسل “جبل الجليد” الذي يشارك فيه ألمع نجوم الدراما الأمازيغية، من أبرزهم رجاء خرماز وأحمد عامر وسعيد ظريف، إذ تتمحور قصة المسلسل، على امتداد 30 حلقة، حول شخصية “موسى”، الطالب الجامعي الطموح القادم من جنوب المغرب لتحقيق حلم الطفولة المتمثل في الحصول على شهادة الدكتوراه، قبل أن يجد نفسه في عوالم بعيدة تماما عن تربيته وثقافته، وسذاجة البداوة التي لا تزال طاغية على سلوكياته.
كما سيعيش “موسى” صدمات ثقافية، تجعله يتذكر فترات طفولته بآلامها وأفراحها ويتيه في مفارقات أنهكت تفكيره، وأدخلته في مغامرات بعضها ضد قناعاته ومعتقداته، لكن سيتحلّى بالصبر من أجل تحقيق هدفه الأسمى.
ومن أشهر المسلسلات المغربية المعروضة على قناة “أم بي سي 5″، الناطقة بالدارجة المغربية، مسلسل “سلمات أبوالبنات”، في جزئه الخامس، حيث واجه سلمات منذ الجزء الأول العديد من الأحداث التي جعلت له جمهورا وفيا، بدءا من إحالة رب الأسرة للتقاعد، ثم زواج بناته وسط تخوفه من فقدانهن، ثم استمرت الأجزاء بوفاة أحد أزواج بناته، ودخول الأخرى في غيبوبة. وحسب الأحداث المسرّبة من الجزء الجديد للمسلسل يتوقع دخول العائلة في أحداث جديدة أكثر تراجيدية منها وفاة سلمات، الشخصية الرئيسية في المسلسل.
وعلى مستوى الأعمال الفكاهية، تقدم القناة الثانية كل اثنين ابتداء من العاشرة مساء، سيتكوم ”خو خواتاتو”، من إخراج عبدالرفيع العبديوي وبطولة عدنان موحجة وبديعة الصنهاجي والفنانة القديرة فضيلة بنموسى وهند بن جبارة ودعاء اليحياوي، والذي تدور أحداثه في قالب كوميدي اجتماعي، حول قصة “عزيز” الذي يجد نفسه وصيا على أخواته السبع بعد وفاة والديه، فلكل واحدة منهن شخصيتها الخاصة مما سيضعه كل يوم في مواقف كوميدية.
وتعرض القناة الثانية “دوزيم” سيتكوم “ديرو النية” الذي يعرض يوميا ابتداء من السابعة والنصف مساء، والذي يجمع بين نجمي الكوميديا محمد الخياري وعبدالخالق فهيد، والذي تم اختياره تيمنا بالعبارة الشهيرة لمدرب المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي.
وقالت صفاء بركة، مخرجة السيتكوم، أنه “بعد الإنجازات المشرفة التي قدمها المنتخب المغربي لكرة القدم في مختلف منافسات كأس العالم الأخيرة، ارتأينا تغيير عنوان السيتكوم من ‘الشركاء’ إلى ‘ديرو النية’ احتفاء بما قدمه اللاعبون المغاربة في مونديال قطر من جهة، وتأكيدا على الأثر الإيجابي لمفهوم النية على حياة الأفراد بشكل عام”.
واعتبرت سلمى رشيد أن اقتناعها بالدور المسند إليها، في سيتكوم “ديرو النية”، وإحساسها بشخصية “مليكة” التي تتقمصها في العمل، إضافة إلى الطاقة الإيجابية التي ميزت التحضيرات السابقة للتصوير، كلها عوامل تظافرت وجعلتها تخوض تجربة المشاركة في سلسلة كوميدية تلفزيونية، كما تؤدي سلمى رشيد أغنية شارة العمل.
وسيعرض مسلسل “غدر الزمان” على القناة الأولى المغربية والذي تدور أحداثه حول فوز مهندس معماري بمناقصة كبيرة لإنشاء مجمع سياحي، لكن فرحته لن تدُوم طويلا، عندما يتلقى اتصالا يخبره بأن والدته تمر بوضع صحي حرج، وتحتاج إلى عملية زرع للنخاع الشوكي، وأنه المتبرع الذي سينقذ حياتها، لكن عدم تطابق نتيجة التحاليل سيدخله في صدمة كبيرة، خصوصا بعد وفاة والدته قبل بوحها بالسر.
ويدخل أنيس في اكتئاب حاد يتطلب متابعة نفسية، في الوقت الذي يخطط منافسه رشدي لتدميره، لأنه لم يستسغ بعد كيف لمهندس شاب أن يفوز بمناقصة كان يعتبرها محسومة لصالحه، وهنا سيستغل الظروف الاجتماعية الصعبة للشابة الجميلة عليا ويوظفها داخل شركة أنيس، لكي تسرّب له الوثائق والمعلومات، لكن سرعان ما ستتعقد الأمور بينهما.
وفي الكوميديا سيتم عرض سلسلة “عفاك أبابا” مكونة من 30 حلقة، للمخرج إدريس صواب، وتأليف وفكرة الممثل محمد الجم، المقرر عرضها عبر القناة الأولى، التي تُجسّد فيها شخصية “هبة” ربة بيت وكنة بطل الحكاية أحمد التريكي.
وتتناول السلسلة شخصية أحمد التريكي، التي يجسّدها الممثل رشيد الوالي، الذي كان معلما في مدرسة حكومية قبل أن يحصل على ترقية ويصبح مديرا بها، وهو يحظى بحب جميع الناس، لديه ثلاثة أبناء، وهم يحيى أفندي ومراد حميمو، وهند بن جبارة، ويجسد المهدي فولان دزر زوج ابنته، فيما جسدت سحر الصديقي وفاطمة الزهراء دوريْ الكنّتين، وتؤدي السعدية أوزكون دور زوجته.
ويحال التريكي بعد مرور سنوات طويلة على التقاعد، سنوات اتسمت بالكفاح والاجتهاد في أداء مهمته في مهنة التعليم، حيث أنه سهر خلالها على تخرج عدة أجيال، وسيسعد بتلقيه خبر انتهاء مهمته المهنية، رغبة منه في التفرغ لممارسة هواياته، وتنفيذ مخططاته البسيطة رفقة أسرته، من بينها السفر رفقة زوجته إلى حمامات مولاي يعقوب، قرب مدينة فاس، لكن التريكي سيجد نفسه طيلة حلقات السلسلة عاجزا عن القيام بأيّ نشاط بسبب اصطدامه المستمر بمشاكل أولاده وأحفاده في قالب هزلي كوميدي.