ما عنديش فين نبات غير هاذ المكان ” هكذا أجاب أحد المهاجرين الغير الشرعيين ببروكسيل، بعيون دموعها متحجرة، لم تعد قادرة على الانهمار. مشهد مثقل بالعار والقسوة، بات يرسم ملامح القبح على وجه عاصمة اوروبا، جسد منبطح داخل خيمة لا تتعدى مساحتها متر مربع . يعاني المواطن المتحدر من مدينة خريبكة من قساوة الظروف الطبيعية، خاصة الأمطار والطقس البارد، في ظروف تغيب فيها أدنى الشروط الإنسانية. اتخذ هذا المواطن الخيمة للعيش بداخلها، بعدما هاجر الى الديار البلجيكية بطريقة غير انتظامية ليعيل أسرته القاطنة بالمغرب .
يمثل هذا المواطن جزء قليل من معاناة المهاجرين الغير الشرعيين الذين هاجروا وطنهم الغني بالخيرات للبحث عن وطن آخر يجد فيه لقمة العيش بعدما انعدمت الحقوق بسبب المفسدين و الفساد الحكومي الذي جعل الشباب المغربي يعرض نفسه للخطر للبحث عن العيش الكريم .
ويعتبر هذا المواطن من بين الوجوه المألوفة التي ألف سكان حي مولمبيك وجوده في الشارع، والذي لا يتوانى الكثير منهم عن مد يد المساعدة له من حين لآخر. يقول المواطن إنه لا يستطيع الدخول إلى الخيمة إلا إذا جلس على ركبتيه، كما لا يقدر على القيام بشيء داخله نظرا لكون ارتفاعه لا يتجاوز مترا واحدا، ويضطر للانحناء إذا كان راغبا في الشرب. خيمة ضيقة لاماء ولا كهرباء فيها، مهدد من حين لآخر باندلاع النيران فيها، بسبب شمعة صغيرة يضيء بها المواطن ظلمة الخيمة. في ظل هذه الظروف ما زال المواطن يبحث عن طوق نجاة ليوصله إلى حيث يوجد أبسط حلم بالنسبة إليه ، وهو غرفة تؤويه وتنسيه ولو قليلا من معاناته التي لن تندمل جراحها العميقة مهما مر الوقت.