قرصنة وخرائط.. عنوان للحرب الإعلامية بين المغرب والجزائر
تعرضت مجلة “ماروك ايبدو” المغربية الناطقة بالفرنسية لهجوم إلكتروني بسبب تقرير تاريخي يتحدث عن تبعية الصحراء الشرقية للجزائر، فيما ترددت أصداء الجدل المغربي الجزائري على الشبكات الاجتماعية.
هاجم قراصنة إنترنت الأربعاء الموقع الرسمي لمجلة “ماروك إيبدو” المغربية الناطقة بالفرنسية، إثر نشرها تقريرا ضمّ خارطة للمغرب شملت مناطق واسعة من جنوب غرب الجزائر، وما يطلق عليها الصحراء الشرقية التي تعتبر أرضاً مغربية، استنادا إلى وثائق تاريخية.
وقالت “ماروك إيبدو” في تغريدة عبر حسابها على موقع تويتر “موقعنا على الإنترنت كان هدفاً لهجوم من قبل قراصنة جزائريين. بعد هذا الحادث، تعاني منصتنا حالياً من اضطرابات”.
وأدى الهجوم إلى توقيف الموقع، ويجد متصفحه خارطة كبيرة للمغرب العربي، عليها أعلام كل الدول، بينها الصحراء المغربية. وكتب القراصنة عبارة “هكذا ستكون خارطة الجزائر مع أول خطوة للمساس بأرضنا”، وضم القراصنة مساحة المغرب للجزائر ووضعوا عليها العلم الجزائري. كما وضع القراصنة علم بوليساريو على مساحة الصحراء المغربية في الخارطة.
وأثارت القرصنة ردود فعل واسعة على مواقع التواصل، وقال ناشطون إن هذا “رد صبياني” وهو “دليل على ضعف الحجة وعدم امتلاك الوثائق للرد على المجلة”. وكتب ناشط:
وأضاف مغرد:
وجاء في تغريدة:
واعتبر ناشطون أن مجلة “ماروك ايبدو” قامت بخطوة تحسب للإعلام المغربي بإيراد الوثائق التاريخية، واستعادة دور الإعلام الحقيقي في زمن مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب مغرد:
وقال كاتب:
وترددت أصداء تقرير المجلة المغربية في أوساط الإعلام الجزائري، فقد ذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية أنّ قراصنة اخترقوا الموقع الرسمي لمجلة “ماروك إيبدو” المغربية، التي تهجّمت مؤخراً على الجزائر، وفق قولها.
وكانت مديرة الوثائق الملكية بالمغرب بهيجة سيمو قد قالت في يناير الماضي إنّ الوثائق التاريخية المحفوظة تؤكد “مغربية الصحراء الغربية، كما تؤكد مغربية الصحراء الشرقية“، والأخيرة هي أراضٍ في الجنوب الغربي الجزائري.
كما جددت تأكيداتها في سياق حديثها عن الموضوع الذي يتداوله ناشطون بقوة على تويتر، وقالت سيمو إن “الوثيقة (التاريخية) سلاح معتَدٌّ به، وبُرهان لا غبار عليه”.
وأضافت أن الوثائق “متوفرة، يمكن الاطلاع عليها. كما أنها مُرتّبة.. وحينما أقول الصحراء فأنا أقصد (الغربية) ولكن أيضا الصحراء الشرقية”. وأوضحت “الوثائق حول الصحراء خرائط ورسوم تُظهر كيفية تطوّر الحدود من العصر الوسيط إلى اليوم، وهو رصيد جد هام حصلنا عليه أيضا من دول أخرى تشهد بذلك”. وجاء في تغريدة:
وعلى الضفة المقابلة، استفز تقرير المجلة المغربية مسؤولين جزائريين حيث اتهم رئيس المجلس الشعبي الجزائري إبراهيم بوغالي الرباط بـ”التشويش” على الجزائر.
وقال بوغالي في البرلمان الجزائري “المغرب يحاول التشويش على بلادنا وتسويق أطماعه التوسعية.. في الوقت الذي تعمل فيه بلادنا تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون على تعزيز الاستقرار على المستوى الجهوي والقاري والدولي لاستتباب السلم وإنعاش التنمية وبعث الأمل”.
وأضاف “حتى وإن كانت عقيدتنا العسكرية مبنية على الدفاع، فإننا لا نسمح بالمساس بأيّ ذرة من ترابنا، فحدودنا دفعنا من أجلها ثمناً باهظاً”.
واعتبر المحلل المغربي عباس الوردي أن رد المسؤول الجزائري “غير مقبول في الأعراف الدولية”، مضيفا أن توجيه “مؤسسة رسمية لتعكير صفو العلاقات بين الجارين غير مقبول من منظور الأعراف الدبلوماسية، لأن مثل هذه المواقف من المفترض أن تكون عبر وزارة الخارجية الجزائرية”.
وقال الوردي أن تصريح المسؤولة المغربية ليس تهديدا، مضيفا أن “تجييش الجيش الجزائري لا يهم إلا الجزائر”، وإن “كان للجزائر جيش فللمغرب أيضا جيش يحمي أراضيه”. وقال ناشط:
وسبق أن دعا وزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني وسائل الإعلام الوطنية إلى التصدي للحملات العدائية التي تستهدف الجزائر من خلال تبني “منهج استباقي” دفاعا عن مصالح البلاد، في إشارة إلى ضعف إعلام بلاده في صناعة التأثير على الرأي العام داخليا وخارجيا.
وتصدر في الجزائر نحو 200 صحيفة ورقية فضلا عن العشرات من المواقع الإلكترونية إضافة إلى أربعين قناة تلفزيونية، لكن كل ذلك الزخم لم يستطع صناعة وتوجيه الرأي العام المحلي الذي لا يزال مرتبطا بالإعلام الأجنبي الغربي والعربي، بسبب افتقاد الإعلام المحلي للموضوعية والمصداقية، فهو يكتفي بأداء دور المروّج لخطاب السلطة.