القضاء الفرنسي يدين صحافيين لمحاولة ابتزاز العاهل المغربي

بوشعيب البازي

أصدر القضاء الفرنسي مساء الثلاثاء حكما بإدانة الصحافيين الفرنسيين كاترين غراسيي وإريك لوران، بتهمة محاولة ابتزاز العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وقضت محكمة باريس بالحبس سنة واحدة ، ودفع الصحافيين الفرنسيين لغرامة مالية قدرها عشرة آلاف يورو، بعد تحقيق استغرق نحو ثماني سنوات.

وتعود أطوار القضية إلى صيف 2015، بعد أن اتصل الصحافي إريك لوران (75 عاما) بالأمانة العامة الخاصة بالملك، ونُظّم لقاء في الحادي عشر من أغسطس في قصر في باريس مع المحامي هشام الناصري موفد المملكة.

وقد أعلن لوران خلال اللقاء أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسيي (48 عاما)، لكنه أعرب عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين يورو.

وبعد هذا اللقاء الأول، رفع المغرب شكوى في باريس وفُتح تحقيق. وعُقد بعد ذلك لقاءان تحت حراسة أمنية في الحادي والعشرين والسابع والعشرين من أغسطس.

ولم تحضر غراسيي، وهي مؤلّفة كتب عن منطقة المغرب العربي وليبيا، سوى اللقاء الثالث الذي وقّع خلاله الصحافيان اتفاقا ماليا تبلغ قيمته مليوني يورو للتخلي عن الكتاب. بعد ذلك، أوقفا وكان بحوزتهما مغلّفان يحتوي كلّ منهما على مبلغ 40 ألف يورو نقدا.

 

إيريك ديبون موريتي: ينبغي محاكمة الصحافيين على أفعالهما بالغة الخطورة التي يمكن أن تكون لها تداعيات جيوسياسية كبيرة
إيريك ديبون موريتي: ينبغي محاكمة الصحافيين على أفعالهما بالغة الخطورة 

 

وقالت المحكمة الجنائية في باريس إن الصحافيين اتبعا “نهجا مشتركا” ومارسا “ضغطا” على الموفد من خلال التحدث عن أمور عدة، من بينها كتاب سيكون “مدمرا” للمملكة.

وبحسب ما جاء في الحكم، فإن “الصحافيين حددا ليس فقط ثمن الصمت، وهو عدم نشر الكتاب، إنما أيضا المبلغ” الذي تلقياه. وأثناء التحقيق مع الصحافيين المدانين، اعترفا بقبولهما عقدا لـ”التخلي” عن الكتاب وبارتكابهما “خطأ أخلاقيا”، لكنهما نفيا تهمة التهديد أو الابتزاز.

وكانت محكمة النقض الفرنسية قد قضت سنة 2017 بإثبات صحة التسجيلات التي تدين الصحافيين الفرنسيين في القضية، التي أثارت جدلا واسعا.

وتمت تسجيلات الصحافيين على ثلاث مراحل، خلال الاتصالات الثلاثة التي جرت. وأقر دفاع الصحافيين خلال التحقيق بوجود اتفاق مالي، ورفض وجود أي ابتزاز، كما طلب إلغاء التسجيلين الأخيرين باعتبارهما “غير قانونيين”، لأنهما أنجزا من المبعوث المغربي بعد فتح التحقيق في القضية.

وكان محامي العاهل المغربي إيريك ديبون موريتي، وهو وزير العدل الفرنسي حاليا، أكد أنه ينبغي محاكمة الصحافيين الفرنسيين على أفعالهما بالغة الخطورة، التي يمكن أن تكون لها تداعيات جيو – سياسية كبيرة.

وأوضح المحامي أنّ مشروع الكتاب الذي استخدمه الطرفان لابتزاز الملك محمد السادس “لم يكن موجودا أبدا، ليس لديهم أي عنصر لكتابته.. المعلومات التي ستهز المملكة المغربية: أين هي؟ لا يوجد شيء”، معتبرا أنّ الصحافيين رأيا في محاولة الابتزاز “فرصة” لـ”تغيير حياتهما”.

ولوران مراسل سابق في “راديو فرانس” و”لوفيغارو ماغازين” و”فرانس كولتور”، وله العديد من الكتب أحدها مثير للجدل ويتناول أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011. أما غراسيي فعملت في المغرب ونشرت كتبا عن المغرب وليبيا

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: