أدان الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، في رسالتين وجههما إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وإلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن، تواطؤ جنوب أفريقيا مع الجزائر وجبهة بوليساريو، قائلا إنها “تلعب، مرة أخرى، دور ساعي بريد لجماعة انفصالية مسلحة ثبت ضلوعها في الإرهاب في منطقة الساحل”.
ووجهت نيجيريا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن رسالة تذكير بضرورة تحمّلهما مسؤولية حماية الصحراويين في الأقاليم الجنوبية مما أسمته “انتهاكات حقوق الإنسان، حيث عجز كل من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ومقرر مكافحة الفقر بالمنظمة عن زيارة هذه المناطق كما قالا بسبب رفض النظام المغربي منحهما حرية التنقل”.وتعمل جنوب أفريقيا على توظيف نزاع الصحراء في خلق لوبي يسعى إلى توظيف الآلية الأفريقية حول الصحراء في التأثير على مسار الملف الأممي، بتجديد دعمها لجبهة بوليساريو.
وتعتبر جنوب أفريقيا أن النزاع على ملف الصحراء يدخل في إطار “تصفية الاستعمار من القارة الأفريقية”.
وأشار هلال إلى أن المغرب يأسف لكون البعثة الدائمة لجنوب أفريقيا تعمل بمثابة وسيط لكيان وهمي لا تعترف به منظمة الأمم المتحدة.
وقدّم هلال عدة أمثلة في رسالتيه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن على “ضلوع بوليساريو في الإرهاب”، من ذلك أن عدنان أبوالوليد الصحراوي كان عضوا في بوليساريو قبل أن يصبح زعيما لجماعة الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى المصنفة إرهابية، وذكر أن الصحراوي اعتاد اللجوء إلى مخيمات تندوف لتلقي العلاج هناك، قبل أن تتم تصفيته في 15 سبتمبر 2021.
وأضاف هلال أن مساعد أبوالوليد الصحراوي، لكحل سيدي سلامة الملقب بـ”عبدالحكيم الصحراوي”، كان أيضا عضوا في بوليساريو وتمت تصفيته في 23 مايو 2021.
وأكد نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن رسالة عمر هلال تحمل اتهاما خطيرا لجنوب أفريقيا، وهو دعم منظمة إرهابية، لافتا إلى أن هذه الرسالة لا تقتصر في حقيقة الأمر عليها وحدها، وإنما تشمل جميع الدول والمنظمات التي تعترف ببوليساريو أو تتعامل معها، إذ كيف يمكن قبول هذه الدول أو المنظمات التعامل مع تنظيم متورط في الإرهاب الذي تعرفه منطقة الساحل الأفريقي؟
وعزا الأندلوسي، في تصريح لـه، استمرار بريتوريا في لعب دور الداعم لجبهة بوليساريو، وإعلان العداء للمغرب، إلى انزعاج جنوب أفريقيا، التي تسعى للعب دور القيادة على مستوى القارة السمراء، من تنامي نفوذ المملكة المغربية في عدد من الدول الأفريقية، وهو ما يهدد الأدوار التقليدية لبريتوريا في المنطقة.
جنوب أفريقيا فشلت في حشد الدول الأفريقية لمسايرتها في دعم بوليساريو، عكس ما كان منتظرا ومتوقعا عند قادتها
وعبر هلال عن أسف المغرب لكون البعثة الدائمة لجنوب أفريقيا وافقت على أن تعمم على أعضاء مجلس الأمن رسالة موقعة من طرف زعيم بوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، الذي يتابَع أمام القضاء في أوروبا بتهم الاغتصاب والتعذيب.
وقال إن الرسالة كانت مليئة بالأكاذيب حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، في حين أن مجلس الأمن أشاد في قراراته المتعاقبة بدور اللجنتين الجهويتين للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في العيون والداخلة، وكذلك تعاون المغرب مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة التأكيد على أن موقف جنوب أفريقيا “يعبر عن عجز وليس قوة”، مضيفا “حينما اعترفت بالكيان الوهمي وميليشيات بوليساريو في عام 2005، كانت تعتقد أنّ أفريقيا والعالم سيتبعانها، لكن بعد كل هذه السنوات تجد جنوب أفريقيا نفسها أمام نصف الدول الأفريقية، وقد فتحت قنصليات في الصحراء المغربية، وأن 90 دولة في العالم تعبر عن موقف إيجابي من الحكم الذاتي، من بينها 30 دولة أفريقية”.
وفي هذا الصدد أكد الأندلوسي أن جنوب أفريقيا فشلت في حشد الدول الأفريقية لمسايرتها في دعم بوليساريو، عكس ما كان منتظرا ومتوقعا عند قادتها، وهو ما يجعلها اليوم تبذل قصارى الجهود لكسب بعض الدعم بعدما أصبح موقفها معزولا أفريقيا ودوليا، مقابل توسع قاعدة الداعمين لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية.