يكثف كل من المغرب والولايات المتحدة من جهودهما لتعزيز التعاون في المجال العسكري في مواجهة العديد من التحديات الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بتنامي النفوذ الروسي في منطقة الساحل والصحراء إضافة الى تصاعد خطر الجماعات الإرهابية في غرب القارة الأفريقية.
وباتت الرباط حجر الأساس في كل تحرك من الغرب وخاصة واشنطن لمواجهة العديد من التحديات خاصة فيما يتعلق بنفوذ كل من بكين وموسكو فيما تسعى السلطات المغربية لتحديث قدراتها العسكرية بالتعاون مع دول مثل الولايات المتحدة وذلك في خضم توتر مع الجارة الشرقية الجزائر.
وبحث الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني في المغرب، عبد اللطيف لوديي، الأحد، مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع حيث أشاد الأخير بالشراكة الوثيقة مع المغرب.
جاء ذلك خلال لقاء لوديي وميلي في الرباط، التي يجري إليها الأخير زيارة على رأس وفد عسكري أميركي، غير محددة المدة، وفق بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية (الجيش).
وتعتبر زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إلى المغرب، الأولى من نوعها لبلد إفريقي ما يكشف الاهمية التي بات تضطلع بها الرباط في السياسات الاميركية.
وبحسب البيان، أعرب الجانبان خلال اللقاء “عن ارتياحهما للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة والتعاون العريقة، والتي تعززت بشراكة عسكرية إستراتيجية تنظمها ترسانة قانونية هامة من بينها على الخصوص، خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع 2020-2030، الموقعة في أكتوبر/تشرين الأول 2020”.
كما “أبرزا أهمية التمرين السنوي المشترك (الأسد الإفريقي) الذي يمثل رافعة أساسية لإنجاح قابلية التشغيل المشترك للقوات المسلحة”، وفق المصدر ذاته.
ووقعت واشنطن والرباط، في 2 أكتوبر2020، اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تمتد 10 سنوات، على هامش زيارة رسمية للمغرب، أجراها وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر.
وجدد المسؤولان العسكريان التأكيد على إرادتهما في زيادة تعزيز التعاون والشراكة الإستراتيجية بين القوات المسلحة في البلدين.
و”الأسد الإفريقي” مناورات عسكرية ينظمها الجيشين المغربي والأميركي سنويا في المملكة بمشاركة جيوش عدة دول، وتعد الأضخم في إفريقيا.
وقال ميلي ان المغرب “شريك وحليف كبير للولايات المتحدة”، وبلد مستقر للغاية في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار.
وأضاف “نعتبر المغرب شريكا وحليفا كبيرا ليس فقط في المنطقة بل على مستوى القارة الإفريقية بأكملها”.
وأكد أن المملكة كانت أول بلد يعترف باستقلال بلاده مشيرا إلى متانة العلاقات التي تجمع بين البلدين منذ أزيد من قرنين ومعربا عن رغبة واشنطن في تعميقها وتوسيعها.
والمغرب حليف قوي ليس فقط للولايات المتحدة وإنما للدول الأوروبية حيث يعول الغرب بشكل كبير على الرباط للحفاظ على الاستقرار في القارة السمراء فيما نجحت الدبلوماسية المغربية في استغلال هذه الميزة لخدمة المصالح المغربية خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بسيادتها على إقليم الصحراء.
ويرى مراقبون ان النجاح الدبلوماسي المغربي في ملف اعتراف كير من الدول بمشروع الحكم الذاتي ليس من فراغ ولكن بسبب قدرة الرباط على إقناع الغرب بانه لا يمكنه الحفاظ على مصالحه بدون تعزيز العلاقات مع السلطات المغربية.