منظمة حقوقية تطالب بفتح تحقيق دولي حول ظاهرة العبودية في مُــخيَّمات تندوف
بوشعيب البازي
أماط منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، اللثام عن ملف العبودية الذي يعتبر من الملفات الحارقة والمسكوت عنها داخل مخيمات تندوف، والذي تعمل قيادة البوليساريو على إخفائه ومنع إثارته ومناقشته وقمع كل من يسعى لفتحه.
وبحسب المنتدى المشار إليه، فإن الانتماء القبلي يشكل القاعدة الاجتماعية لتشكيل البوليساريو وعلى أساسه يتم الحصول على الامتيازات أو المساعدات الإنسانية أو السفر للخارج للدراسة أو العلاج، أو في الحصول على المناصب و المسؤوليات، مضيفا أن الواقع الإنساني البئيس بالمخيمات طفا على السطح ليكشف عن حالات من الظلم والعبودية في مخيمات تندوف رغم أن كل ساكنتها تعيش أنواع الانتهاكات.
ويعيش ذوو البشرة السوداء واقعا وصفه “فورساتين” بكونه أكثر مرارة وقسوة، ويعانون من كل أنواع التميز والاقصاء، معلنا توصله بنداء استغاثة من شاب يعاني من العبودية داخل المخيمات، ويعتبر حالة من حالات العبودية الموثقة والمعروفة بالمخيمات، ويتعلق الأمر بشاب في مقتبل العمر يدعى سالم ولد عابدين.
وقال الشاب المذكور في مقطع فيديو قصير، إنه منع من التمتع بوثائقه الثبوتية والتسجيل باسم والده الحقيقي من طرف “سيده” (الشخص الذي يستعبده)، مؤكدا في شهادته أنه تعرض للتهديد بالقتل والضرب المبرح من طرف الشخص الذي يستعبده، مطالبا إنصافه وتحريره منه بعدما أكد أنه يملكه وأنه على والده الحقيقي أن يدفع المال مقابل امتلاكه.
وأشار ٍمنتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، إلى أن حالات العبودية بالمخيمات كثيرة ومعروفة، لكنها من الطابوهات المسكوت عنها، وقد تعددت وسائل فضح واقع العبودية والاسترقاق بالمخيمات، منها مبادرة جماعية ومنها توثيق أفلام لعبت دورا مهما في الكشف والتعريف بحقيقـة ظاهرة العبودية داخل المخيمات، ومنها الفيلم الوثائقي “المسروق” «صتولين» من إنتـاج استـرالي، ويعرض الفيلم مجموعة من الشهادات حول معاناتهم من العبودية، وحاز على عدة جوائز في مهرجانات دولية.
وخلص فورساتين إلى الإشارة إلى أنه أمام فشل محاولات أنصار البوليساريو في منع عرض الفيلم، إلتجأوا إلى نسج كذبة أخرى للتشكيك في الحقائق التي يعرضها الفيلم عبر الادعاء بعدم دقة الترجمة من اللهجة الحسانية إلى اللغة الإنجليزية، لافتا إلى أن مخرجة الفيلم؛ فيوليتا أيالا، تعهدت بتخصيص جزء من إيرادات وأرباح الفيلم لصندوق خاص من أجل المساهمة في لم شمل العائلات الصحراوية التي تعاني من العبودية والممارسات التمييزية في مخيمات تندوف.