يواجه المغرب هجمات متعددة في الشهور الأخيرة، متعلقة باتهامات باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، وقضية إرشاء أعضاء في البرلمان الأوروبي المعروفة بـ”QatarGate” وقضية “كريس كولمان”، وهي كلها قضايا تهدف إلى تشويه سمعة الرباط وتقف وراءها فرنسا حسب تقرير نشره موقع “MaghrebIntelligence” الفرنسي نقلا عن ديبلوماسي فرنسي سابق كان سفيرا لفرنسا في المغرب.
ووفق ذات المصدر، فإن المخابرات الفرنسية شحذت جميع الوسائل المتاحة للقيام بحملات معادية للمملكة المغربية، مستخدمة حتى وسائل إعلام كان يُفترض أن تكون موضوعية، والتي-أي الأخيرة- تبنت نشر مجموعة من “التقارير الصحفية” التي تتهم المغرب باستخدام برامج التجسس وغيرها من الاتهامات دون أن تُقدم دلائل على ادعاءاتها، في ضرب واضح للمبادئ الصحفية التي تفرض نشر الحقائق دون غيرها.
وحسب التقرير الإعلامي لمغرب انتليجينس، فإن رئيس المخابرات الفرنسية، بيرنارد إيمي، يرى في صعود المغرب في إفريقيا أمرا يُقلق باريس، ويُشبه الصعود التركي، خاصة أن إيمي في الفترة التي تتزامن بين سنتي 2007 و2011 الذي كان فيها سفيرا لباريس في أنقرة، شهدت بداية الصعود القوي لتركيا، وبالتالي فإن رئيس المخابرات الفرنسي يعتبر هذا الصعود المغربي بمثابة “الصدمة”.
وأشار التقرير إلى أن عداء المخابرات الفرنسية للمغرب لا يعود إلى السنوات الأخيرة، بل يمتد إلى بداية الألفية الثالثة، وبالخصوص بعد تولي الملك محمد السادس حكم عرش المملكة المغربية، حيث اتخذ الأخير سياسة مغايرة -وغير مفهومة لأصحاب القرار في فرنسا- خاصة فيما يتعلق بالاهتمامات والتوجهات الاقتصادية والسياسية للمغرب، إذ كان يرفض الملك محمد السادس “السلطة الأبوية” لفرنسا على المغرب، كما أن حاشية الملك توجد قلة من رجال الدولة من لهم معارف قوية بفرنسا.
وأضاف التقرير في هذا السياق، بأن الرؤية المغربية التي لا يفهمها الفرنسيون بدأت تتضح أكثر في سنة 2010، حيث بدأت تسجيل صعود النفوذ المغربي في إفريقيا، بحصول الرباط على مزيد من الأسهم داخل إفريقيا في قطاعات متعددة، كالأبناء والتأمين والبناء والاتصالات والطيران وغيرها، إضافة إلى مراكمة المغرب لتقدم كبير على المستوى الاستخباراتي، حيث أصبحت الرباط فاعلا أساسيا في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي.
وساهمت تحولات عديدة أخرى، وفق مغرب انتليجينس، في أن تكون سببا لهذا العداء الفرنسي للمغرب، ومن بينها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الاعتراف الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الأمر الذي قلب الموازين الجيوسياسية في المنطقة المغاربية.
واعتبر التقرير، أن كل هذه التحولات هي التي تدفع فرنسا اليوم للقيام بمحاولات حثيثة لكبح الصعود المتواصل للمملكة المغربية في إفريقيا، مضيفا على لسان المسؤول الدبلوماسي الفرنسي السابق الذي قال بأن “المسؤولين الفرنسيين يدركون أن الجزائر في حالة تدهور، ومستقبلها معرض للخطر على المدى المتوسط، وبالتالي سيحاولون إبطاء المغرب أو إبطاء تقدمها”.