قالت صحيفة “الإنديبنديينتي” الإسبانية، إن حكومة سانشيز عبر وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة، رييس ماروتو، عقدت لقاء مع المستثمرين الإسبان الذين تنشط شركاتهم في السوق الجزائري، من أجل مناقشة تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر على نشاطهم التجاري، وقد تم تأكيد وجود تداعيات سلبية على العلاقات التجارية بين البلدين بسبب اتخاذ الجزائر من جانبها إيقاف العمل باتفاقية الصداقة والتعاون مع إسبانيا.
وحسب ذات المصدر، فإن حكومة سانشيز أكدت للمستثمرين الإسبان، وجود تعقيدات عديدة لإعادة العلاقة مع الجزائر، التي تشترط (أي الجزائر) إعادة العلاقات مع إسبانيا مقابل تراجع الأخيرة عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وهو الموقف الذي كانت قد أعلنت عنه مدريد في مارس من العام الماضي، وعلى إثره قامت الجزائر بقطع علاقاتها مع إسبانيا وسحب سفيرها من مدريد.
وأضافت الصحيفة المذكورة في هذا السياق، أن اللجنة الحكومة الإسبانية عبر وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، طلبت من المستثمرين الإسبان تغيير الجزائر ببلد آخر، مشيرة إلى أن الوجهة المفضلة للاستثمار حاليا هو المغرب في ظل العلاقات الجيدة التي تجمع البلدين، حيث لايظهر في الأفق أي حل قريب للأزمة مع الجزائر.
وقالت “الإنديبندييني” في هذا السياق، بأن إسبانيا وجهّت جميع رهاناتها على المغرب الآن، بعد تقطع العلاقات مع الجزائر، مشيرة إلى أن هذا ما يُفسر الطابع الاقتصادي والتجاري الغالب في الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرا بين المغرب وإسبانيا خلال الاجتماع رفيع المستوى بين حكومة سانشيز الإسبانية والحكومة المغربية التي يترأسها عزيز أخنوش.
وكان متوقعا وفق العديد من التحليلات التي نُشرت قبل الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في 1 و 2 فبراير الجاري، أن إسبانيا ستُركز بشكل كبير على تمتين علاقاتها مع المغرب في المجال التجاري الاقتصادي، من أجل تعويض الآثار السلبية على بعض شركاتها التي وجدت نفسها في موقف صعب بسبب قرار الجزائر تعليق المعاملات التجارية مع إسبانيا بسبب موقف الأخيرة الداعم للمغرب في قضية الصحراء، على اعتبار أن الجزائر هي المدعم الرئيسي لجبهة “البوليساريو” التي تُطالب بانفصال الصحراء عن السيادة المغربية.
ويتضح أن مدريد لا ترغب في تغيير موقفها من قضية الصحراء، بالنظر إلى أهمية المغرب بالنسبة لمدريد مقارنة بالجزائر، وقد أعرب عن هذا المعطى وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس امس الاثنين في تصريح قال فيه بأن المغرب يحظى بالأولوية رقم واحد في السياسة الخارجية لإسبانيا.
وأضاف ألباريس في هذا السياق وفق ما نقلته “أوروبا بريس” خلال منتدى في العاصمة الإسبانية بمناسبة الرئاسة الإسبانية المقبلة للاتحاد الأوروبي، بأن عدم وجود علاقة جيدة مع المغرب، هو أمر سيء لمناطق مثل سبتة ومليلية وجزر الكناري ومنطقة الأندلس بجنوب إسبانيا، في إشارة إلى الروابط المتعدة لهذه المناطق بالمغرب، خاصة على المستوى التجاري الاقتصادي.
وأشار وزير الخارجية الإسباني في حديثه إلى أن العلاقات الآن بين الرباط ومدريد هي جيدة بفضل الاجتماع رفيع المستوى الأخير، حيث أن العلاقة الجديدة بين البلدين تضع حدا لافتعال الأزمات، وخاصة القرارات التي يتم اتخاذها من طرف واحد، مشددا على أن وجود علاقات جيدة مع الطرف المغربي هي جيدة لكافة الإسبان.