سيعقد الوداد البيضاوي اجتماعا في مطلع الأسبوع المقبل لدراسة أسباب إقصائه المبكر من مونديال الأندية على يد الهلال السعودي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1 – 1). كما سيرسم النادي خارطة طريق الفترة المقبلة، مع تحديد برنامج خاص بخوض الفريق البيضاوي غمار دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا.
وسيشهد الاجتماع أيضا تقييم فترة عمل المدرب التونسي مهدي النفطي، بعد شهر واحد من توليه المنصب. لكن النادي لن يتخذ موقفا بشأن النفطي، نظرا لقصر المدة التي قاد فيها الفريق.
ويحتل الوداد المركز الثاني حاليا في جدول ترتيب دوري المحترفين المغربي، برصيد 32 نقطة، وبفارق نقطتين خلف الجيش الملكي المتصدر، وكان قد تعادل في الجولة الأخيرة مع الفتح الرباطي دون أهداف.
تتواصل تداعيات الخروج المر من بطولة كأس العالم للأندية مثلما أجمع على ذلك الوداديون، ومعه الكيفية التي تم بها طرد عميد النادي يحيى جبران، وتواضع أداء الثلاثي تكناوتي وجبران وعطية الله الذي شارك في مونديال قطر رفقة الأسود.
تداعيات مقلقة
إلا أن الثابت في هذه التداعيات هو قلق أنصار الوداد المشروع بشأن مستقبل ناديهم منذ مغادرة وليد الركراكي ليدرب المنتخب المغربي، إذ تراجعت نتائج الفريق بشكل واضح. ومنذ أن ترك الركراكي الفريق خسر السوبر الأفريقي أمام نهضة بركان (2 – 0)، مثلما أضاع فرصة التتويج بلقب كأس العرش أمام نفس النادي، ومعها تبخر حلم الرباعية التاريخية.
واكتفى الوداد بثنائية دوري الأبطال ودرع الدوري، وفشل في عبور حاجز الهلال في مونديال الأندية، رغم الظروف التي توفرت له من اتحاد الكرة ومن أنصاره الذين دعموه بشكل قوي.
ولم يقتصر التخوف على تراجع النتائج، بل شمل حالة الانفلات، إذ تعرض ثلاثة من لاعبيه مؤخرا للطرد مثلما حدث مع جلال الداودي في مباراة المحمدية التي خسرها على ملعبه في الدوري، علاوة على طرد رضا التكناوتي أمام الجيش في الكلاسيكو، وخسر الفريق اللقاء بأقوى حصة ينهزم بها النادي عبر تاريخ هذه المواجهات (3 – 0)، مع إيقاف الحارس من طرف لجنة الانضباط لسوء السلوك.
التخوف لم يقتصر على تراجع النتائج، بل شمل حالة الانفلات، إذ تعرض ثلاثة من لاعبي الوداد مؤخرا للطرد
هذا مرورا بتمرد محمد أوناجم على المدرب النفطي قبل مباراة الفتح، ومغادرته الملعب عبر سيارته فور علمه بخروجه من التشكيل، بالإضافة إلى طرد جبران بكيفية غير مقبولة للمبالغة في الاحتجاجات أمام الهلال. كما حصل الوداد على عدد هائل من الإنذارات بلغ 7 في مباراة الهلال السعودي، علاوة على موقف الليبي مؤيد اللافي الذي هدد بالرحيل حال إعارته قبل غلق الميركاتو الشتوي.
وفي هذا السياق أكد حسن بنعبيشة، المدير التقني للوداد، أنه كباقي المغاربة كان يتمنى أن يذهب الفريق البيضاوي بعيدا في مونديال الأندية.
وقال في تصريحات صحفية “كنا نعرف أن المباراة ستكون صعبة لأن الفريقين (الوداد والهلال السعودي) معا يملكان لاعبين جيدين وذوي خبرة، لذلك كان متوقعا أن تكون المواجهة تكتيكية”. وأشار إلى أن كل مباراة لها دروس يجب الاستفادة منها واستخلاص العبر.
وأكمل “نحن نتفق على أن الوداد قدم مباراة جيدة، لكن الحظ لم يكن بجانبه. الضربات الترجيحية لم تبتسم له، علما أنه كانت لدينا فرص للتسجيل، لكنها لم تستغل بشكل جيد بسبب التسرع في التعامل معها، حيث كان الوداد الأقرب إلى التأهل”. وختم “يجب نسيان هذه المباراة والتركيز على الاستحقاقات المهمة التي تنتظر الفريق في دوري أبطال أفريقيا، والتي تعتبر فرصة للوداد لتأكيد قوته وأنه في أفضل حال”.
فرصة مواتية
بدوره علق المدرب عبدالملك العزيز على خسارة الوداد المغربي أمام الهلال السعودي. وقال في تصريحات إعلامية “الوداد لم يستغل الفرصة التي كانت أمامه، لقد شعرنا بنوع من الإحباط للطريقة التي تم بها إهدار الانتصار”.
وزاد “المغاربة كانوا ينتظرون الشيء الكثير من الوداد، خاصة مع الحضور الجماهيري الكبير، وكل الظروف كانت مناسبة للذهاب بعيدا في البطولة”. وأوضح “لقد كانت هناك بعض الأخطاء التي ساهمت في إهدار الفوز، كما كان الهلال حاضرا بخبرته ولم يكن بالفريق السهل، بدليل أنه آمن بحظوظه إلى الدقيقة الأخيرة”.
وأردف “لست متفقا مع السلوك الذي قام به يحيى جبران وكلّفه الطرد، بعد إعلان الحكم عن ضربة جزاء، لقد كان عليه أن يتفادى كثرة الاحتجاجات على الحكم، لأن الحكام لا يتساهلون في هذه المنافسات”.
وأتم “ماذا ينفع الاحتجاج؟ كما أن الحكم لا يتراجع عن قراره. جبران لاعب له تجربة وخبرة ومستويات جيدة، لكن السلوك الذي قام به لم يكن مقبولا وكلّف فريقه الكثير”.