أوضاع مأساوية تلك التي يعيشها المغربيات وأطفالهن بالمخيمات السورية، معاناة مع البرد والثلوج وخوف من القتل من قبل المتشددات من جنسيات أخرى، ناهيك عن سحب أطفالهن منهن وتنقليهن للسجون.
وفي هذا الإطار، رسمت متحدثة من هناك صورة قاتمة عن الأوضاع، قائلة: “نعيش في خيم في منطقة درجات الحرارة فيها تحت الصفر، ونحن نحتمي بالقماش الذي لن يحمينا لا من ثلج أو برد.. ناهيك عن المعاناة مع الجوع والأمراض والأوبئة… وضع مأساوي مزر هذا الذي نعيشه”.
وقالت مصادر من داخل مخيمات النساء بسوريا إن الأمهات اللائي تجاوز أبناؤهن الذكور سن 13 سنة متخوفات من تنقيلهم إلى السجون، مشيرة إلى أن الأكراد نظموا يوم أمس زيارة إلى المخيمات بحثا عن هؤلاء الأطفال.
وتابعت المتحدثة: “أبناؤنا هم ضحايا؛ منهم من ازدادوا هنا، وآخرون جلبناهم صغارا جدا، وحينما عرفنا حقيقة التنظيم قمنا بتهريبهم”، مردفة: “نريد أن يتم ترحيلهم قبل إدخالهم إلى السجون وتأطيرهم؛ فكلما تأخرنا كلما زادت صعوبة إدماجهم في المجتمع”.
وأضافت: “نحن ندمنا ندما شديدا، وإذا لم يكن هناك أمل في ترحيلنا نحن فعلى الأقل إنقاذ أبنائنا الذين لا ذنب لهم في الأمر ولا حول ولا قوة لهم، هناك أطفال يتامى لا أب لهم ولا أم ظلوا وحيدين هنا؛ فعلى الأقل ترحيل هذه الحالات الإنسانية”.
ومن ضمن أكبر مخاوف النساء المغربيات وأطفالهن القتل على أيدي من يتم وصفهن بـ”المتشددات” اللائي ما زلن يحافظن على الفكر الداعشي، خاصة بعد حادثة مقتل مصرية وأطفالها على أيديهن مؤخرا، وقالت المتحدثة: “ليست هذه هي الحالة الوحيدة؛ فهناك حالات كثيرة لا يشير إليها الإعلام”.
وأوردت المتحدثة: “يتم وصفنا بالكافرات والمرتدات، ونخاف من أذيتهن، فأسهل شيء هنا هو القتل، يتم إصدار فتاوى لا علم بمصدرها ويتم تطبيقها، ويكن هن القاضي والجلاد”، مؤكدة أن الأوضاع المادية باتت هي الأخرى مزرية جدا، إذ لا تصلهن أي مساعدات، متابعة: “كنا نعيش من العمل لدى الأوروبيات اللائي كانت تصلهن حوالات كبيرة؛ لكنهن تم ترحيلهن وظللنا نحن هنا لا نجد أين نشتغل ولا من يعيننا”.
وأضافت: “دول أخرى قامت بتنقيل كل رعاياها؛ فمثلا كندا قامت بترحيل كل النساء، واليوم تقوم بترحيل الرجال.. فيما نحن لا وجود لأي بادرة بأن هذا الملف سيحل أو سيكون هناك فرج قريب”.
في المقابل، تحدث مصدر من داخل التنسيقية المغربية للعالقين بسوريا والعراق عن الأوضاع المزرية داخل السجون، مؤكدا انقطاع الأخبار من هناك منذ وقت طويل، قائلا: “لم تصلنا أي رسالة منذ وقت طويل وحتى الصليب الأحمر الذي كان يدخل هناك لم يتم السماح لهم منذ مدة بالدخول”، متابعا: “نعرف صعوبة الملف، لكن هناك حالات لأشخاص لا صعوبات في تنقيلهم مثلا نساء لم يتزوجن أو حتى شباب هوياتهم معروفة… كل ما نريده هو بداية تحريك الملف وإعطاءنا أمل بأن هناك جدية لحله”.