منذُ استيقظت عقولنا وانفتحت أذهاننا ونحن نرى الأفارقة الذين يعيشون في جنوب القارة السمراء يعانون.
فلم يسلم فيها بلدٌ من الفقر والمجاعة تارةً، والحروب الأهلية والموت تارةً أخرى، هذه الظروف وأكثر من ذلك دفعت الآلاف منهم في العقود الماضية إلى الهجرة نحو الشمال قاصدين أوروبا، غير أنّ أحلامهم تتوقف عند المغرب الذي يلعب دور الدركي حيث وقع المغرب والاتحاد الأوروبي، الجمعة 7يونيو 2013 ، اتفاقية لتنظيم الهجرة الشرعية ومكافحة الهجرة السرية وما يترتب من أبعاد أمنية.مقابل غلاف مالي يبلغ أكثر من 500 مليون أورو وفق صحيفة “إل باييس” الإسبانية.
فالافارقة يتكبدون عناء ومشاق الرحلة الوعرة بين الغابات والصحاري على الأقدام أو عبر وسائل نقل سرية إن حالف الحظ بعضهم. يبيتون في العراء دون أكل أو شرب لليالي متتالية. يتجنبون قطاع الطرق ويتوارون عن أعين الشرطة، قبل أن يصلوا إلى المغرب: بوابة أفريقيا على أوروبا،
لكنه سرعان ما يتحول إلى سد منيع يقف بينهم وبين حلمهم بالفردوس الأوروبي، حسبما يعتقدون.، و قد عمل المغرب على تسوية وضعية المهاجرين مما جعله بلد استقبال و اقامة بالنسبة لكثير من المهاجرين الافارقة بدلا من بلد عبور نحو القارة الأوربية كما كان عليه الحال من قبل.
وأمام صعوبة اختراقهم للسد، قرر عدد من المهاجرين الأفارقة الاستقرار في المغرب، ومحاولة الاندماج في المجتمع المحلي. في المقابل لازال آخرون ينتظرون فرصتهم لسلك الطريق نحو أوروبا، فيما فقد كثيرون حياتهم غرقا وهم يحاولون الوصول إلى الضفة الأخرى للمتوسط على متن قوارب للموت.
و لازال المهاجرين الافارقة بمدينة الدارالبيضاء و خصوصا قرب محطة ولاد زيان يتعرضون للقمع و العنصرية أكثر من مرة، والاعتداءاللفظي والجسدي، وكثيراً ما يتعرضون للسرقة وكثيراً ما يتم الاعتداء علىيهم و سرقة أموالهم التي يجمعونها إما من أجل الرحيل أو من أجل إعانة أهاليهم في بلدانهم، حسب تصريحات عبد الله لأخبارنا الجالية : إن سُرقت أموالك وكنت من جنسيةٍ إفريقية فإن استعادة حقك هو أمرٌ شبهُ مستحيل، لعدم تعاون الأجهزة الأمنية معهم والتي تكتفي فقط بتسجيل الواقعة وفتح محضرٍ بالخصوص حتى تنسى وتندثر مع الزمن.
و يسترسل عبد الله كلماته أن ، “الانتهاكات ضد المهاجرين إلى عدة أسباب أبرزها ضعف ثقافةحقوق الإنسان بشكل عام لدى الفئة التي تتعامل مع المهاجرين بشكل رسمي أو غير شرعي“.
هذا و يعاني عشرات المهاجرين الأفارقة بالمغرب أوضاعا مأساوية وهم الذين كانوا يأملون بالتحول إلى الفضاء الأوروبي هربا من ويلات الحرب والدمار في بلادهم وليس المكوث في المغرب في ظلّ صمت محلي ودولي رهيب.
واستطرد قائلا: “لا يفوتني أن أتحدث عن ممارسات العنف والضرب المبرح بالكوابل البلاستيكية لتكسير العظام (…) أتذكرجيدا كيف تم ضرب ثلاثة أفارقة بسيخ من حديد، أحدهم تم قطع إصبعه في مظاهر مجردة من الإنسانية والرحمة لايمارسها حتى العدو في عدوه“.
هذا و لازال العديد من الافارقة يعانون الويل بمدينة الدارالبيضاء حيث لا يجدون لا مأوى و لا طعام ، يحاولون العيش من القمامة و من مخلفات بعض المطاعم ، و قد أصبح البعض يعانون من أمراض مزمنة ناتجة عن قساوة الجو و المبيت في العراء و بين الاوساخ و القمامة .
و طالب عبد الله الدولة المغربية التراجع عن دور الدركي الذي تلعبه لكبح الهجرة الغير الشرعية و السماح للأفارقة لدخول مدينة سبتة و مليلية المحتلتين أو القيام بمشاريع من الاموال الاوروبية التي يتلقاها المغرب من اوروبا ليستفيد منها المهاجرين الافارقة كما تنص على ذلك الاتفاقيات الاوروبية مع المغرب .