يُعقد اجتماع قمة بين الحكومتين المغربية والإسبانية في الأول والثاني من فبراير بعد نحو عام على المصالحة بين البلدين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية الأربعاء.
وقالت في بيان “قررت إسبانيا والمغرب عقد الاجتماع الثاني عشر رفيع المستوى في الأول والثاني من فبراير في الرباط”.
ويشارك رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز ونحو 12 وزيرا من حكومته في القمة، وفق ما أفادت الوزارة التي لم تتمكن من تحديد من سيشارك من جانب المغرب.
وينهي إعلان موعد انعقاد القمة إشاعات عن فتور العلاقات بين البلدين كانت روجت لها بعض وسائل الإعلام الإسبانية واللوبيات المعادية للمملكة، التي ترفض مقترح الحكم الذاتي للمغرب لحل نزاع الصحراء.
وفي وقت سابق الأربعاء، أشاد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، بمستوى الشراكة الإستراتيجية بين المغرب وإسبانيا في الأشهر الماضية، في ضوء العلاقات المتميزة في كل المجالات منذ توقيع خارطة الطريق بالقصر الملكي بالرباط بعد نهاية الأزمة الدبلوماسية.
وقال ملك إسبانيا، في ختام المؤتمر السابع لسفراء إسبانيا المعتمدين لدى دول العالم، إن “المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية ستتيح لنا بناء ركائز شراكة أكثر صلابة وقوة من السابق”.
وأضاف أن “العلاقات البينية مع الدول المغاربية الأخرى يجب أن تكون مبنية على أسس الاحترام المتبادل على غرار الشراكة مع المغرب، من خلال احترام مجالات السيادة الوطنية للدولة، والامتثال كذلك للاتفاقيات الثنائية، ونهج قيم التعاون الحقيقي”، في إشارة إلى الجزائر التي تريد التدخل في السيادة الداخلية للجارة الشمالية.
ويأتي الإعلان عن تاريخ انعقاد الاجتماع رفيع المستوى، الذي يُوصف بـ”المهم” ويراهن عليه البلدان للتأسيس لعلاقات ثنائية متينة، بعد 7 اجتماعات تحضيرية بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإسباني.
وكان مسؤول الخارجية الإسباني ونظيره المغربي أكدا في وقت سابق أن تاريخ انعقاد الاجتماع سيكون باتفاق بين البلدين، بعد عدم انعقاده في نهاية العام الماضي كما كان مقرّرا.
وأُعلن عقد مثل هذه القمة في أبريل الماضي بمناسبة زيارة سانشيز إلى الرباط. واستقبله حينها العاهل المغربي الملك محمد السادس لتتويج المصالحة بين البلدين، بعد نحو عام من توترات دبلوماسية مرتبطة بقضية الصحراء المغربية الحساسة.
ولم يرُق دعم الجارة الشمالية للمغرب لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لجبهة بوليساريو التي أعلنت عبر وكالة الأنباء التابعة لها، أن الأمانة العامة للجبهة قررت تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية.
وعاش البلدان أزمة غير مسبوقة، وذلك بعد إقدام مدريد على استقبال زعيم بوليساريو إبراهيم غالي على ترابها، بهوية واسم غير حقيقيين، دون إخبار الرباط بذلك.
وسمحت إسبانيا آنذاك بدخول زعيم الجبهة الانفصالية بوثائق سفر تحمل اسم محمد بنبطوش، معللة ذلك بـ”دواع إنسانية”، نظرا إلى أن الرجل كان يعاني من مضاعفات صحية بسبب إصابته بفايروس كورونا.
واستمر التوتر بين البلدين نحو عام كامل، حيث قررت الرباط استدعاء سفيرتها لدى مدريد احتجاجا على ذلك، قبل أن تعود في الثلاثين من مارس 2022 بعد تطبيع العلاقات بين البلدين.
وتوجت المصالحة بين إسبانيا والمغرب باعتراف مدريد علنا بخطة الرباط المقترحة للحكم الذاتي لهذه المستعمرة الإسبانية السابقة، معتبرة أنها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل النزاع.
ومن المرتقب أن تناقش القمة ملفات حساسة، على رأسها ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بالإضافة إلى قضايا الهجرة والدفاع والأمن وتعزيز التعاون التجاري.
ويراهن المغرب على الإسراع في ترسيم حدوده البحرية الأطلسية بشكل خاص، بعد الاعتراف الإسباني بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، والتي تعزز سيادة المملكة المغربية على المياه المحاذية للأقاليم الجنوبية.
وأعاد البلدان في الحادي والثلاثين من مايو الماضي فتح معابرهما الحدودية بجيبي سبتة ومليلية أمام المغاربة العاملين بالمدينتين بعد توقف استمر عامين، في إطار المصالحة بين البلدين. لكن القرار لا يشمل حاليا سوى عدد محدود ممن ما زالت تأشيراتهم سارية الصلاحية.
كما استأنف المغرب وإسبانيا تعاونهما حول ملفات الهجرة بعد توقف العملية المسماة “مرحبا”، والتي تعنى بتنقل الملايين من المغاربة المقيمين بأوروبا، لعامين بسبب جائحة كورونا، ثم بسبب استثناء المغرب الموانئ الإسبانية منها في 2021، في ظل أزمة دبلوماسية حادة مع مدريد.