*برئاسة السيد رئيس الحكومة وحضور عدد من السادة الوزراء: السيدة غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، تُشرف على إطلاق مشاريع تعزيز استعمال اللغة الأمازيغية بالإدارات العمومية*
سميرة ملوكي
برئاسة السيد رئيس الحكومة وبحضور عدد من السيدات والسادة الوزراء، أشرفت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة غيثة مزور، يومه الثلاثاء 10 يناير، بمدينة الخميسات، على حفل الإطلاق الرسمي للمشاريع المتعلقة بتعزيز استعمال اللغة الأمازيغية في الإدارات العمومية وإدماجها بمختلف مجالات الحياة العامة.
مراسيم هذا الحفل، الذي نظمته وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بشراكة مع كلٍّ من رئاسة الحكومة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمدينة الخميسات ، جاءت انسجاماً مع العناية المولوية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة، الملك محمد السادس نصره الله، يوليها لمقومات هوية المملكة الثقافية الوطنية، وحرصه الدائم، حفظه الله، على تبويء اللغة الأمازيغية مكانتها التي تليقُ بها باعتبارِها جزءً لا يتجزاُ من هوية وثقافة كل مغربية ومغربي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، على الأهمية التي تكتسيها هذه المشاريع لكونها تأتي تنزيلاً للمجهودات الحكومية الرامية إلى تكريس الطابع الرسمي للغة الأمازيغية كما نص على ذلك دستور المملكة لسنة 2011. وأضاف السيد رئيس الحكومة أن هذا المنعطف التاريخي قد بدأ مع خطاب أجدير الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله سنة 2001. وذكَّر السيد رئيس الحكومة، بأن هذه الأخيرة تسهر على تفعيل عدد من الإجراءات الرامية إلى تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، منها تسخير أعوان الاستقبال والإرشاد وتوجيه الناطقين بالأمازيغية وتسهيل تواصلهم في المحاكم ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية والمؤسسات الثقافية.
وفي هذا السياق، ذكر أنه استجابة لذلك خصصت الحكومة غلافا ماليا يناهزُ 200 مليون درهم برسم سنة 2022، وَبرمجتْ 300 مليون درهم برسم قانون المالية لسنة 2023، على أَنْ يتمّ رفعه تدريجيا خلال السنوات المقبلة ليبلغ 1 مليار درهم في أفق سنة 2025 ما مكن من الشروع في تنزِيل خارطة الطريق لتفعيل هذا الوَرش التي تضم 25 إجراءاً في المحاور المتعلقة بالإدارة والخدمات العمومية، والتعليم والعدل والثقافة والإعلام السمعي البصري
بدورها، قالت السيدة الوزيرة غيثة مزور، أن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة قد شرعت بالفعل، في إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بإدماج اللغة الأمازيغية بمختلف الإدارات العمومية، والمتمثلة أساسً في تزويد قطاعات الصحة والحماية الاجتماعية والعدل والشباب والثقافة والتواصل، بما مجموعه 460 عون من أعوان الاستقبال في كل تنويع لغوي من التنويعات اللغوية الثلاثة للغة الأمازيغية: (تريفيت وتشلحيت وتمزيغت)، بهدف تيسير وتسهيل قضاء الأغراض اليومية الإدارية على المواطنين الناطقين باللغة الأمازيغية في مختلف مناطق المملكة وتيسير ولوجهم إلى الخدمات العمومية.. مذكرة بأن هذه المشاريع تبتغي تجويد وتنويع قنوات التواصل مع المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية، والنهوض بالموروث الثقافي والحضاري الأمازيغي وتثمينه.
وشهد هذا الحفل توقيع أربع اتفاقيات شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وأربعة قطاعات وزارية هدفها تعزيزَ إدماج اللغة الأمازيغية بجميع مصالحها. حيث تهم اتفاقيتا الشراكة الموقعتان مع كل من وزارة العدل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية تعزيز التوجيه والإرشاد باللغة الأمازيغية من خلال توفير أعوان مكلفين باستقبال وتوجيه وإرشاد المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية على مستوى مختلف مصالح الوزارتين، بالإضافة إلى توفير أعوان مكلفين بالتواصل الهاتفي باللغة الأمازيغية، علاوة على إدماج اللغة الأمازيغية في علامات ولوحات التشوير بمختلف الإدارات العمومية التابعة للقطاعين.
فيما تهم الاتفاقية التي تم توقيعها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تطوير تطبيق معلوماتي لتعلم اللغة الأمازيغية عن بعد لفائدة التلميذات والتلاميذ. وهو التطبيق الذي سيُمكن المواطنات والمواطنين المغاربة، داخل المغرب وخارجه، من تعلم اللغة الأمازيغية بما سيُوسع من قاعدة المستفيدين من هذا التطبيق. بينما تهم اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها مع وزارة الشباب، والثقافة والتواصل دعم جميع الأنشطة والتظاهرات ذات الصلة باللغة الأمازيغية، والتي من شأنها تعزيز الإشعاع الثقافي للمملكة والتعريف بهويتها المتعددة الروافد.
كما أبرزت، في كلمتها، العناية المولوية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها لمقومات الهوية الثقافية الوطنية، لافتة إلى أن الحكومة عملت، تنزيلا لالتزاماتها العشرة الم درجة في برنامجها، وتحديدا فيما يه م تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتعزيز مكانتها وأدوارها، على إحداث صندوق لدعم إنجاز المشاريع الأفقية والقطاعية المرتبطة باستعمال الأمازيغية بالإدارات العمومية وإدماجها في مختلف مجالات الحياة العامة.
وتأتي هذه المراسيم بالموازاة مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة وكذا في إطار الجهود المبذولة لإنجاح ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وفقا للتوجيهات الملكية السامية، بما من شأنه أن يخول اللغة الأمازيغية المكانة التي تستحقها باعتبارها إرثا لكل المغاربة، ويخدم مكانتها هوية ولغة وثقافة وتاريخا وحضارة.