علاقات المغرب مع إسرائيل لا تؤثر على دعم فلسطين

ماموني

نوهت الولايات المتحدة الأميركية بدور المغرب تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس “لجنة القدس”، في دعم الشعب الفلسطيني والدفع قُدما بحل الدولتين والسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن ”المغرب تجمعه علاقة خاصة بالفلسطينيين، بالطبع فإن الملك محمد السادس هو رئيس “لجنة القدس” المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، ونحن نقدر دور المغرب في مساعدة ومواكبة الشعب الفلسطيني وفي دعم حل الدولتين“.

وفي معرض تطرقه إلى استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل وصف برايس، خلال مؤتمر صحفي في مركز الصحافة الأجنبية بواشنطن، الجمعة، المملكة بـ”الرائدة مؤكدا أن الروابط بين البلدين أتاحت مزايا حقيقية وفرصا جديدة للسلام والازدهار”.

 

محمد سالم الشرقاوي: الدعم المغربي للقدس لا تحكمه أيّ أجندة سياسية
محمد سالم الشرقاوي: الدعم المغربي للقدس لا تحكمه أيّ أجندة سياسية

 

وأكد هشام معتضد الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية أن هذه الإشادة الاميركية تأتي مع تطلع الحكومة الإسرائيلية إلى إقامة علاقات كاملة وتعميق التعاون الإستراتيجي مع المغرب، مؤكدا أن هذه الحكومة ترغب في كسب ود الرباط، مستدركا أن هذا لا يستقيم دون الحذر من التورط فيما يغضب المغرب فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.

وسبق لناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن أكد أن “المغرب مع حل الدولتين ويرى دائماً أن تطوير العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وإعادة فتح القنوات لن يكون أبدا على حساب القضية الفلسطينية، ولا على حساب السلام، بل سيكون مساعدا على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ونتمنى أن تكون الخطوة لمصلحة حل الدولتين والاستقرار النهائي في المنطقة”.

ويحرص المغرب على ألا يؤثر استئناف العلاقات مع تل أبيب على دعم الفلسطينيين، وهذا ما دفع مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إلى التأكيد على ضرورة أن تُراعي مكانة القدس والمقدسات الإسلامية في هذه المدينة لدى المغرب، والابتعاد عن التصعيد، تفاديا لتدهور العلاقات الثنائية مع الرباط.

وأكد خالد الشرقاوي السموني مدير مركز الرباط للدراسات السياسية و الإستراتيحية في تصريح لـه أن “سعي المغرب لإعادة العلاقات مع إسرائيل مربوط باحترام حقوق الفلسطينيين وتسريع عملية السلام فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني”، مشددا على الدور المغربي الذي يسعى لتعزيز السلام والتعايش في المنطقة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعودة الطرفين إلى التفاوض ودعم حل الدولتين القائمتين على حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين .

ويسهر الملك محمد السادس على تطوير العلاقات الثنائية ودعم الاتفاقيات المبرمة في مختلف المجالات وتفعيل التمثيليات الدبلوماسية، وإحداث منصة للحوار والتعاون وفتح قنوات التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين للبلدين، مما سيعود عليهما بالنفع المشترك والدفع بمسلسل عملية السلام.

وفي سياق تطوير العلاقات المغربية الإسرائيلية ارتفعت المبادلات التجارية بين البلدين بخمسين في المئة في الأشهر الستة الأولى من السنة الماضية، ويتوقع ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين إلى المغرب إلى مليون سائح خلال السنة الجارية.

وفي هذا الصدد حث تقرير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة التي يقودها بنيامين نتنياهو بالابتعاد عمّا يُمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية، خاصة التدخلات الإسرائيلية في القدس، بالنظر إلى مكانة القضية الفلسطينية بالنسبة إلى المغرب، ومكانة القدس بالخصوص، حيث يرأس الملك محمد السادس “لجنة القدس” المكلفة بالسهر والحفاظ على المقدسات الإسلامية بالمدينة.

واعتبر هشام معتضد الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، في تصريح لـه أن جهود المملكة المغربية من خلال “لجنة القدس” التي يرأسها العاهل المغربي كبيرة، تحقق الدعم المادي والاجتماعي للفلسطينيين وسكان القدس بشكل خاص، وتؤكد أن المغرب يحتفظ بحقه في التعامل مع إسرائيل واليهود المغاربة دون التفريط في ما يقوم به تجاه فلسطين.

 

ناصر بوريطة: فتح القنوات مع تل أبيب لن يكون على حساب فلسطين
ناصر بوريطة: فتح القنوات مع تل أبيب لن يكون على حساب فلسطين

 

وفي هذا الإطار أكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي أن الدعم المغربي للقدس لا تحكمه أيّ أجندة سياسية أو ظرفية، مشيرا إلى أن تمويل وكالة بيت مال القدس يقوم على مساهمة المملكة المغربية على مستوى التسيير والتي تقدر بمليون دولار سنويا، كما يقوم على تبرعات الأفراد والمؤسسات التي “تجعلنا قادرين على المضي قدما في تمويل المشاريع”.

وفي الاطار ذاته أشار تقرير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إلى المجهودات التي قامت بها المملكة المغربية منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تل أبيب، في الرفع من مكانة اليهود المغاربة في المغرب، وإحياء التراث اليهودي والأماكن المقدسة اليهودية داخل المملكة، وافتتاح العديد من المتاحف التي تهدف إلى حفظ ذاكرة اليهود في المغرب، الذي يُعتبر من البلدان التي دافعت عن اليهود في فترات وحقب تاريخية حرجة.

وخلص التقرير إلى أن هذا كله يرجع إلى “مكانة المغرب الخاصّة فيما يتعلّق بالمقدسّات الإسلاميّة في القدس، فيتعيّن على حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة فحص الطرق والسبل من أجل منح العاهل المغربي فرص التدّخل الفعّال في المدينة المُقدسّة، وذلك بالتنسيق المباشر مع إسرائيل، والأردن والسلطة الفلسطينيّة”.

وأوضح هشام معتضد أن ما يميز المغرب في علاقته بالفلسطينيين واليهود في إسرائيل هو أن التراث اليهودي والقدس جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية، وهو ما يفسر العلاقة الخاصة والمتميزة التي أطرت المعاملات الثنائية بين المغرب والطائفة اليهودية المقيمة في إسرائيل وأيضا الفلسطينيين، مضيفا أن الروابط الوطنية والإنسانية التي كانت دائما تجمع اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل بوطنهم الأم المغرب هي ما تتبناه الرباط كأرضية سياسية في بناء علاقاتها العلنية مع إسرائيل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: