هل يخطط الإخوان في المغرب لإطلاق حزب سياسي جديد

ماموني

أثار إعلان القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية المغربي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان في المغرب) عزيز رباح عن مبادرة “الوطن أوّلا ودائما” تكهنات المحللين بشأن استعداد الإخوان -الذين منيوا بخسارة فادحة في الانتخابات السابقة- لإطلاق حزب جديد.

وفي حين ينظر محللون إلى المبادرة على أنها نواة لحزب جديد، يقول رباح إنه يعول من خلالها على “استقطاب كوادر وشباب من داخل الوطن وخارجه”، مؤكدا أنها ستهتم بالسياسات العمومية والاقتصادية وتقديم مقترحات دون الانخراط في العمل الحزبي أو النقابي، ولا علاقة لها بأي حزب، في إشارة إلى العدالة والتنمية.

 

شريفة لموير: أعتقد أننا نشهد تمهيدا لميلاد حزب سياسي بتوجه إسلامي جديد
شريفة لموير: أعتقد أننا نشهد تمهيدا لميلاد حزب سياسي بتوجه إسلامي جديد

 

وشرع القيادي السابق بالعدالة والتنمية في التحضير لمبادرته “الوطن أولا ودائما” منذ نحو سنة بعد الهزيمة التي تعرض لها حزبه في انتخابات سبتمبر 2021، وقد تم اختياره خلال الاجتماع التأسيسي الذي انعقد السبت رئيسا لها لمدة سنتين كمرحلة تأسيسية.

وشدد رباح على أن هذه المبادرة لن تتحول إلى حزب سياسي، بل ستظل نشاطا مدنيا ينحصر مجال اشتغاله في تتبع السياسات العمومية والبرامج التنموية على المستويين الوطني والمحلي.

وأضاف “البعض روّج لذلك وتلقينا اتصالات كثيرة حول ما إذا كانت المبادرة تمهد الطريق لتأسيس حزب سياسي جديد، وكان جوابي واضحا حتى مع الإخوة والأخوات الذين قررنا رفقتهم تأسيس هذه المبادرة”.

وينظر مراقبون إلى المبادرة على أنها واجهة دعوية للإسلاميين في المغرب بعد هزيمتهم في الانتخابات الماضية، في انتظار أن تسنح فرصة العودة إلى السياسة بشكل أقوى.

وقالت شريفة لموير، الباحثة في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، إن “المبادرة ذات أهداف مهمة حسب نظامها التأسيسي، لكن كما لا يخفى فإن حزب العدالة والتنمية يعتمد بشكل كبير على الجناح المدني الذي يسهّل التواصل المباشر مع المواطنين، والذي كان له دور مهم في حصد أصوات الناخبين في محطات انتخابية سابقة”.

وأضافت لموير، “رغم أن عزيز رباح القيادي قد أعلن اعتزاله السياسة من قبل، فإن هذا لا ينفي سيره في هذا النهج. لذلك فخروج هذه المبادرة اليوم إلى النور لا يمكن فصله عن النهج الذي يعتمده التيار الإسلامي في المغرب”.

وتابعت “أعتقد أننا نشهد تمهيدا لميلاد حزب سياسي بتوجه إسلامي جديد، كمحاولة لتجديد ثقة المواطن المغربي الذي كان قد عاقب حزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات الأخيرة، من خلال هذه المبادرة كواجهة جديدة”.

وتراجع حزب العدالة والتنمية إلى المرتبة الثامنة في الانتخابات التشريعية الأخيرة مكتفيا بـ13 مقعدا فقط، مقابل 125 مقعدا في البرلمان السابق.

هشام عميري: المبادرة رغم تأكيد أصحابها أنها بعيدة عن السياسة إلا أنها جاءت لسد ما فشل فيه الحزب السياسي
هشام عميري: المبادرة رغم تأكيد أصحابها أنها بعيدة عن السياسة إلا أنها جاءت لسد ما فشل فيه الحزب السياسي

 

 

وبدوره يرى هشام عميري، الباحث في العلوم السياسية، أن “المبادرة رغم تأكيد أصحابها أنها بعيدة عن السياسة إلا أنها جاءت لسد ما فشل فيه الحزب السياسي، ولهذا لا يمكن إنكار أن هذه المبادرة قد تتحول يوما ما إلى حزب سياسي، خاصة مع وجود أعضاء لهم تجربة في الحياة الحزبية والدعوية”.

وأضاف أن “مبادرة ‘الوطن أوّلا ودائما’ جاءت بعد تراجع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة وخروج قادةٍ من تنظيمه، لذلك فكل الأفكار المطروحة داخل المبادرة تخدم الوجه الدعوي من بوابة العمل المدني”.

وبحسب رباح ستشرع المبادرة قريبا في إحداث فروع لها في جهات المملكة وستقيم شراكات مع مختلف المؤسسات والجمعيات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: