قيادي سابق في “العدالة والتنمية” المغربي يؤسس جمعية مدنية.. هل تتحول إلى حزب سياسي؟
بعد أن أغلق زعيم الإسلاميين في المغرب عبد الإله بنكيران الأبواب في وجهه، ورفض فتح حوار داخلي بين قادة حزب العدالة والتنمية، وتحميلهم نتائج انتخابات أيلول (سبتمبر) 2021، وسقوط الحزب إلى ذيل ترتيب الأحزاب الوطنية المؤسساتية، أعلن عبد العزيز رباح، الوزير السابق والقيادي السابق في “العدالة والتنمية” المغربي المعارض (ذراع الإخوان بالمغرب)، تأسيس جمعية مدنية في الرباط تحمل اسم “مبادرة الوطن أوّلاً ودائماً”.
وجرى انتخابه رئيساً للجمعية خلال مؤتمر تأسيسي انعقد في قاعة تابعة لوزارة الثقافة، حيث حرص رباح على التوضيح أنّ جمعية “مبادرة الوطن أوّلاً ودائماً”، لن تتحول إلى حزب سياسي، مشدّداً على أنّها ستنأى بنفسها عن الشأن السياسي.
وتُعدّ هذه المبادرة تحولاً في مسار العضو السابق في الحزب الإسلامي الذي تولى منصب وزير التجهيز والنقل في حكومة عبد الإله بنكيران، والطاقة والمعادن في حكومة سعد الدين العثماني، وذلك منذ إعلانه استقالته من الحزب مباشرة بعد انتخاب بنكيران أميناً عاماً للمرة الثانية بعد نكسة انتخابات 8 أيلول (سبتمبر) 2021، التي مُني فيها الحزب بهزيمة قاسية؛ فقد حصل على (13) مقعداً فقط في مجلس النواب، مقابل (125) مقعداً في انتخابات 2016.
وأعلن رباح حينها عن تجميد عضويته في الحزب؛ نظراً لخلافاته مع بنكيران، كبعض الوزراء الآخرين مثل سعد العثماني الأمين العام السابق الذي رغم أنّه لم يغادر الحزب، فإنّه أخذ مسافة منه.
أعلن عبد العزيز رباح تأسيس جمعية مدنية في الرباط تحمل اسم “مبادرة الوطن أوّلاً ودائماً”
ويرى مراقبون أنّ مبادرة رباح ضمّت ضحايا بنكيران في الحزب والحركة، فقد جمع رباح العشرات من الأعضاء، ومنهم أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالمهجر، وأعضاء سابقون في الحزب، وشخصيات أخرى غير معروفة، ولوحظ حضور جهاد رباح، ابنة عبد العزيز رباح، رغم كونها عضواً في الأمانة العامة لـ “العدالة والتنمية”.
اللائحة المقترحة من قبل رباح تم التصويت عليها بالأغلبية المطلقة من عدد الحاضرين بقاعة باحنيني التيابعة لوزارة الثقافة بالرباط، حيث رفع 157 عضوا أيديهم بالموافقة فيما امتنع ثلاثة أعضاء عن التصويت على اللائحة.
والتفت رباح إلى تشكيلته المكونة من ثلاثين عضوا الذين صعدوا إلى المنصة وخاطبهم بقوله “عافكم إذا لم يكن أحد منكم قادرا على العمل بالجمعية ليخبرنا من الآن”.
لائحة المكتب التنفيذي التي إقترحها عزيز رباح
زينات أقصوب الرئيسة السابقة لمنظمة الرائدات التابعة لشبيبة العدالة والتنمية
مراد مغيس العضو السابق بالمكتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بسلا.
عبد الهادي الوالي ومحمد مولودي وبودرعة خديجة ونادية الوهابي وعبد الله الحر وأحمد عطا وباري محسن وفخر الدين زكرياء وأنس كيرامي وأغوتان بشرى وسميرة واكريم ومليكة عزوم وأنس كيرامي ونورة حنيف ومصطفى ثابت وعبد الله الطالبي ومريم حيضر وحميد بفريضو ومحمد مولودي وحسبي عباسي ووجيد العسري.
وتتخوّف قيادات الحزب الإسلامي من إمكانية تحوّل هذه الحركة إلى حزب سياسي؛ وما قد ينجر عن ذلك من انشقاق داخل الحزب، في حال أغرت قيادات أخرى بارزة محلياً أو وطنياً، للالتحاق بالحزب الجديد.
ومؤخراً، كشفت صحيفة “الأحداث” المغربية أنّ حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، يعيش على وقع انقسام داخلي؛ وقوده السخط المتنامي داخل أعضاء الحزب ضد أمينهم العام.
مُني الحزب في انتخابات 2021 بهزيمة قاسية، فقد حصل على (13) مقعداً في مجلس النواب فقط، مقابل (125) مقعداً في انتخابات 2016
الانقسامات الداخلية وصلت إلى حدّ مقاطعة بعض القادة لاجتماعات الأمانة العامة، الأمر الذي أدخل الحزب في دائرة التشظي؛ بسبب الغضب من أداء الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، الذي أبدى تذمره من تعرضه للمضايقات من قبل قياديين في الحزب، وكشف أنّه قد يتخلى عن المسؤولية.
وتطال إدارة بنكيران للحزب اتهامات عديدة؛ أبرزها عدم قدرته على إعادة ترتيب البيت الداخلي، بالإضافة إلى الاحتجاجات الاجتماعية التي حشد لها عبر ذراعه النقابية، والتي كشفت محدوديتها عن ضعف الحزب وتراجع تأثيره في الشارع المغربي