عززت بيانات تتعلق بموازنة وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” للعام 2023 بعد أن وافق عليها الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس وصادق عليها الرئيس الأميركي جو بايدن، الشراكة العسكرية الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة. كما أسقطت مقترحات سابقة من سيناتور جمهوري سابق معاد لمصالح المملكة وداعم لجبهة بوليساريو، وتجاهلت كذلك مطالب للجبهة الانفصالية وأنهت آمالا جزائرية بتراجع واشنطن عن قرار الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
وأظهرت موازنة البنتاغون خلوها من أي قيود عسكرية على التعاون العسكري المغربي وجددت التأكيد على إجراء مناورات الأسد الأفريقي في نسختها للعام 2023، مثبتة بذلك استمرارية التعاون العسكري ومؤكدة الشراكة الإستراتيجية الأميركية – المغربية.
كما تسلط هذه التطورات الضوء على فشل كل الجهود التي قادها لوبي معاد لمصالح المغرب يتقدمه السيناتور الجمهوري السابق والرئيس السابق للجنة الدفاع والأمن في الكونغرس جيمس إينهوف، وهو من أبرز الشخصيات الداعمة لطروحات بوليساريو الانفصالية، وسبق له أن اقترح قبل سقوطه في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس في نوفمبر الماضي، نقل مناورات الأسد الأفريقي 2023 إلى مكان آخر غير المغرب.
وبذلك يكون المغرب قد حقق انتصارا جديدا من شأنه أن يعزز المواقف الدولية من مغربية الصحراء، وهو أمر كان مطروحا للنقاش في الدوائر الأميركية بدفع من بعض الشخصيات وبتحريض جزائري لإلغاء التأييد الأميركي الرسمي السابق لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية كأساس وحيد وواقعي لحل النزاع مع جبهة بوليساريو.
وصادق الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي على قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2023، بعد أن توافق بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس.
وتحدد موازنة البنتاغون سنويا قضايا التعاون الخارجي مع حلفاء الولايات المتحدة، وقد تشمل أحيانا مراجعات لهذا التعاون مع دول حليفة أو غير حليفة حسب معايير معينة.
وتشير بيانات موازنة الدفاع الأميركية كذلك إلى علامات فارقة في مسار تعزيز مغربية الصحراء، من ذلك أن عدم فرض أي قيود على التعاون العسكري الأميركي – المغربي قوض جهود لوبيات أميركية معروفة بدعمها لبوليساريو.
وجاءت موازنة الدفاع الأميركية للعام 2023 على خلاف رغبة إينهوف، حيث لم تتضمن أي قيود أو شروط تربط التعاون العسكري والأمني الأميركي بالتزام المغرب بفتح مفاوضات مع جبهة بوليساريو الانفصالية حول ملف الصحراء المغربية.
وزعم السيناتور الأميركي السابق في يونيو الماضي حين تقدم باقتراحه بحرمان الرباط من احتضان مناورات الأسد الأفريقي، أن المملكة تضع عقبات في طريق تسوية النزاع في الصحراء، وهي مغالطة تسوّق لها الجبهة الانفصالية والجزائر ولقيت صدى لدى اللوبيات المعادية لمصالح المغرب، لكنها تفككت بمجرد خلو موازنة الدفاع الأميركية من أي إشارة ضد الشريك المغربي.
وسقط السيناتور الجمهوري السابق في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس في نوفمبر الماضي وسقطت معه طروحاته العدائية تجاه المغرب، لكنه يواصل قيادة جهودا لا يبدو لها تأثير على موقع المملكة كشريك موثوق للولايات المتحدة. ونجح ماركواين مولين النائب عن أوكلاهوما في انتزاع المقعد الذي كان يشغله الجمهوري إينهوف.
وبعد خسارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مواجهة منافسه الديمقراطي جو بايدن، كان ثمة رهان جزائري على تراجع واشنطن عن اعترافها بمغربية الصحراء ودفعت بشدة لبلوغ هذا الهدف، لكن جهودها وصلت إلى طريق مسدود.