استقبال ملكي تاريخي لأسود الأطلس في الرباط

La rédaction

احتشد عشرات الآلاف من المغاربة لاستقبال المنتخب المغربي لكرة القدم استقبال الأبطال في الرباط، إثر عودة أسود الأطلس من مشاركة تاريخية في مونديال قطر، بعدما بات أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم.

واصطف الرجال والنساء من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية على جنبات شوارع وساحات رئيسية في العاصمة منذ العصر، في انتظار مرور أعضاء الفريق الوطني على متن حافلة مكشوفة زينت بألوان العلم المغربي.

كما زُينت الحافلة بعبارة “ديما (دائما) المغرب” التي دأبت الجماهير على تردادها احتفاء بانتصارات المنتخب الوطني، ورسم بخطوط ذهبية رأس أسد، تيمناً باللقب الذي يكنّى به المنتخب.

وقدم البعض من خارج الرباط مثل آدم نجاح (27 عاما) الذي جاء من مدينة مكناس (حوالي 160 كيلومتراً شرق العاصمة) “لأحتفل بهذه القصة الجميلة التي كتبها المنتخب في بطولة كأس العالم، ولو أننا عانينا من بعض القرارات التحكيمية غير العادلة”.

أضاف الشاب الذي يعمل نادلا في مطعم، راسما على محياه ابتسامة عريضة، “أنا فخور جدا بالمنتخب الوطني، ومن يدري ربما نفوز بالكأس المرة القادمة”. سطّر المغرب اسمه بأحرف من ذهب في النسخة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي وأبلى البلاء الحسن أمام أقوى المنتخبات العالمية قبل أن يتوقف حلمه بخسارة أمام فرنسا حاملة اللقب عام 2018 ووصيفة النسخة الحالية في نصف النهائي 0 – 2.

كما خسر المغرب مباراة تحديد المركز الثالث ضد كرواتيا 1 – 2. وتوشح الكثيرون بالأعلام الوطنية وارتدوا قمصان المنتخب، فيما كانت مجموعات متفرقة من المحتشدين تردد النشيد الوطني، في انتظار مرور موكب المنتخب.

وبمجرد وصوله شارع محمد الخامس، الذي يخترق وسط العاصمة، تعالت صرخات الاحتفاء والزغاريد والأهازيج الشعبية، فيما أطلقت مجموعات من المشجعين شهبا اصطناعية حمراء وألعابا نارية في الهواء، قبل أن تمر الحافلة بسرعة.

وكان اللاعبون، ومعهم المدرب وليد الركراكي، يردون على الجماهير حاملين الأعلام الوطنية. فيما كانت تتبعهم حافلة ثانية مغطاة تقل أمهات اللاعبين اللواتي تواجدن بجانبهم في قطر.

مبادئ الوطنية

 

تخليد لذكرى راسخة في تاريخ كرة القدم المغربية
تخليد لذكرى راسخة في تاريخ كرة القدم المغربية 

 

تواصل الاحتفاء بالإنجاز التاريخي للكرة المغربية في القصر الملكي بالرباط، حيث استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس اللاعبين والمدرب الركراكي ورئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، وقلدهم أوسمة ملكية.

وكان الركراكي ولاعبو المنتخب برفقة أمهاتهم، “تكريما لهؤلاء النساء المغربيات اللواتي حرصن على تلقين أطفالهن مبادئ الوطنية والتضحية والانتماء إلى الوطن”، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء المغربية.

وأثار وصول منتخب أسود الأطلس إلى نصف نهائي العرس الكروي العالمي، متخطياً منتخبات أوروبية كانت مرشحة للمنافسة على اللقب، شغفاً وإعجابا تخطيا حدود المغرب والمستطيل الأخضر ليعتبر هذا الإنجاز مثالا يجب أن يحتذى به في كافة المجالات، كما أشارت الكثير من وسائل الإعلام المحلية.

وكان المغرب أول بلد أفريقي وعربي يتأهل للدور الثاني في نهائيات مونديال المكسيك 1986، لكنه انتظر طويلا لتخطي هذا الإنجاز خلال مشاركته السادسة في قطر. وفي وقت باتت الجماهير المغربية تحلم منذ الآن بالمنافسة على لقب بطولة أمم أفريقيا عام 2024، شدد بعض المحللين الرياضيين على ضرورة استثمار هذا الإنجاز بإطلاق سياسة شاملة للنهوض بمختلف الرياضات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: