انتهى مونديال قطر بالنسبة إلى اللاعبين المغاربة بعد تألقهم الكبير وفوزهم على منتخبات عالمية كالبرتغال وبلجيكا وإقصائهم لإسبانيا. لكن حصاد التألق سيكون كذلك بعد المونديال من خلال مسيرتهم الاحترافية وإمكانية انتقالهم إلى فرق أكبر، بعد ارتفاع قيمتهم السوقية بشكل أكبر عما كانت عليه الحال قبل المونديال.
الرباط – تابعت فرق كبرى عددا من اللاعبين المغاربة خلال المونديال، ورغم أن جلهم كانوا يلعبون في الدوريات الأوروبية، ومنهم من يلعبون لصالح أندية كبيرة، إلّا أن المستوى الثابت المميز الذي قدموه من شأنه أن يفتح لهم أبوابا أخرى. وكشف تقرير صحفي إيطالي عن النادي الذي يفضل المغربي سفيان أمرابط، نجم وسط فيورنتينا، الانتقال إليه في الفترة المقبلة. وتألق أمرابط بشدة خلال بطولة كأس العالم قطر 2022، حيث ساهم في حصول المغرب على المركز الرابع، في أكبر إنجاز عربي وأفريقي بتاريخ المونديال.
كما دخل نجم أسود الأطلس التشكيل المثالي للمونديال الصادر عن صحيفة “ليكيب” الفرنسية. وارتبط اسم أمرابط في الآونة الأخيرة بالانتقال إلى أندية ليفربول وتوتنهام وأتلتيكو مدريد. وحسب موقع “فوتبول إيطاليا”، فإن أمرابط (26 عاما) يميل إلى الانتقال إلى ليفربول بنسبة أكبر. وأضاف أن “فيورنتينا ليس في عجلة من أمره لبيع عقد أمرابط في يناير المقبل، ومن الممكن أن يحسم مصير اللاعب، في نهاية الموسم الجاري”. وانضم أمرابط إلى فيورنتينا في يناير 2020، قادما من هيلاس فيرونا، مقابل 19.5 مليون يورو.
ويعدّ أمرابط واحدا من أفضل 3 لاعبين في خط وسط دفاعي في هذا المونديال، وتدخلاته دفعت مواقع إعلامية إلى كتابة أنه “إذا كانت اليابسة تغطي 30 في المئة من الأرض، فإن 70 في المئة المتبقية يغطيها أمرابط”. يلعب حاليا مع فريق فيورنتينا الإيطالي، وقيمته قبل المونديال كانت 10 ملايين يورو، لكن الأكيد أنها سترتفع.
عروض مغرية
اسم النجم المغربي سفيان أمرابط ارتبط في الآونة الأخيرة بالانتقال إلى أندية ليفربول وتوتنهام وأتلتيكو مدريد
في سياق آخر كشف مصدر مطلع على العروض التي قدُمت مؤخرا للاعب الدولي المغربي، نجم آنجيه الفرنسي عزالدين أوناحي، آخر التطورات بخصوص مستقبله. وقال المصدر “من بين العروض القوية يحضر عرض إنتر ميلان، بالإضافة إلى ليستر سيتي الذي قدم أقوى عرض مالي بقيمة 43 مليون يورو، كما يوجد عرض من برشلونة، إلى جانب اهتمام بوروسيا دورتموند ويوفنتوس كذلك باللاعب”. وتابع “رئيس آنجيه وعد أوناحي بألا يفرض عليه عرضا بعينه، حيث سيكون للاعب حق اختيار وجهته المقبلة.. وبعد عودة أوناحي إلى فرنسا، سيعقد مع وكيل أعماله جلسة داخل النادي لاتخاذ القرار النهائي”.
وواصل المصدر “استمرار أوناحي في آنجيه صار مستحيلا، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي للنادي والإغراءات المالية التي وصلته، كما أن أوناحي لا يتجاوز راتبه السنوي حاليا 700 ألف يورو، والعروض التي وصلته تتيح أمامه الحصول على 7 أضعاف هذا المبلغ”. وختم “وسيكون لأكاديمية محمد السادس – حيث تلقى تنشئته – نسبة من الصفقة المقبلة، مثلما حدث مع يوسف النصيري خريج ذات الأكاديمية، خلال مراحل انتقاله المختلفة بين أندية الليغا”. أوناحي اللاعب الذي أثار إعجاب المدرب الإسباني لويس أنريكي ومدحه بشكل كبير أمام الكاميرات.
إلى جانب أشرف حكيمي، يعد حكيم زياش أشهر لاعب مغربي، فهو يلعب لنادي تشيلسي وقبله كان نجما في أياكس الهولندي، لكن الطريقة التي تميز بها في المونديال ستفتح له أبوابا جديدة تغير واقعه في النادي اللندني حيث كان اللاعب أسير مقاعد البدلاء. قبل المونديال كانت التقارير تربط بينه وبين انتقال محتمل إلى نادي ميلان الإيطالي، وبعد التألق، زادت رغبة النادي الإيطالي في جلب اللاعب المغربي، خصوصا وأن تشلسي لم يظهر تغييرا في نظرته إليه رغم ما قام به خلال مونديال قطر.
وهناك لاعبون آخرون رفع المونديال أسهمهم، من بينهم مهاجم إشبيلية يوسف النصيري الذي سجل هدفين، وعادت إليه الثقة بعد أشهر عصيبة مع النادي الإسباني، وهناك كذلك سفيان بوفال المرشح للانتقال من آنجيه رفقة أوناحي، ولاعب الوداد البيضاوي يحيى عطية الله الذي أبدع في مركز الظهير، وتميز دفاعيا وكذلك هجوميا.
يعرف عشاق الدوري الإسباني جيدا الحارس ياسين بونو الذي يلعب مع إشبيلية، خصوصا وأنه توج هذا العام بجائزة ريكاردو زامور لأفضل حارس في الليغا عن موسم 2021 – 2022. حاليا أنظار بايرن ميونخ مركزة بشكل كبير على الحارس المغربي ليحلّ مكان نوير، الذي أصيب خلال عطلته الشتوية وانتهى الموسم بالنسبة إليه، وبالتالي قد ينتقل بونو إلى العملاق البافاري خلال الانتقالات الشتوية.
أبرز الرابحين
نجح الاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع في كسب الرهان خلال هذه النسخة، إذ كان يمني النفس بأن تكون هذه النسخة ناجحة، خصوصا وأن نسخة روسيا 2018 لم تكن ناجحة بعد خروج الأسود من دور المجموعات. وكان لقجع يدرك أنه مطالب بألا تكون هذه المشاركة فاشلة، مثلما كانت في نسخة روسيا، وهو ما أكده عند تقديم وليد الركراكي، مدرب الأسود، قائلا “المغرب مطالب بالتأهل على الأقل من دور المجموعات”. وعاش لقجع ضغطا كبيرا قبل المونديال، ليؤكد أنه كسب هذا التحدي بامتياز.
بدوره كان وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب يدرك أنه يتحمل مسؤولية كبيرة عندما تمّ تعيينه مدربا للأسود.. إذ كان يعي أن اتحاد الكرة أقال وحيد خاليلوزيتش قبل 3 شهور من انطلاق المونديال بسبب النتائج. وكان الركراكي مطالبا بإثبات جدارته خلال مهمته الصعبة، ليكون في حجم الثقة والمسؤولية التي منحت له، ورفض أن يخيب آمال المغاربة. وارتفعت شعبية الركراكي في المغرب، ولمع أيضا اسمه على المستوى العالمي.
من ناحية أخرى أصبح منتخب المغرب بمثابة تميمة حظ للأرجنتين، بعد نجاح راقصي التانغو في حصد كأس العالم 2022 على حساب فرنسا. وتجاوز المغرب دور المجموعات في مونديال قطر 2022، الذي انتهى بتتويج الأرجنتين، وتكرر نفس الأمر في نسخة 1986. وفي مونديال المكسيك 1986، تجاوز المغرب الدور الأول من البطولة التي انتهت بنجاح الأرجنتين في التتويج. وفي نسخة 1986، بدأ المغرب أول مباراتين دون اهتزاز شباكه أمام إنجلترا وبولندا، وهو الأمر الذي تكرر في 2022 أمام كرواتيا وبلجيكا.
كما أن المغرب تجاوز الدور الأول في 1986 و2022 من خلال تصدر مجموعته برصيد 5 نقاط و7 نقاط على الترتيب. وفي نسخة المكسيك، نجح المغرب في قهر البرتغال بالدور الأول، وفي نسخة قطر تمكن المغرب من إقصاء البرتغال من ربع النهائي. كما أن ألمانيا هي التي أخرجت المغرب من مونديال 1986، واستكملت المشوار حتى حلت وصيفة لمنتخب الأرجنتين البطل. وفي نسخة 2022، قام منتخب فرنسا بإقصاء المغرب من المربع الذهبي، قبل حلوله وصيفا للأرجنتين المتوجة باللقب.