مستشار جزائر برئاسة الجمهورية الفرنسية يطالب المغرب بـ”الاعتذار” بعد رفع لاعبي المنتخب أعلام فلسطين
La rédaction
بكثير من التعالي وبلغة أقرب إلى “التعليمات”، دعا الكاتب الفرنسي الجزائري الأصل، جون مارك بن عمو، الملك محمد السادس بـ”الاعتذار” على رفع لاعبي المنتخب المغربي للأعلام الفلسطينية بعد انتصاراتهم في كأس العالم المقامة في قطر، أين بلغوا الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ كرة القدم الإفريقية والعربية، حيث سيواجهون بعد غد الأربعاء المنتخب الفرنسي.
وظهر بن عمو على شبكة i24 الإسرائيلية في قناتها الناطقة بالفرنسية، ليعبر عن استغرابه وغضبه من قيام اللاعبين المغاربة برفع الأعلام المغربية داخل وخارج أرض الملعب عقب انتصاراتهم في المونديال، لكنه ذهب بعيدا حين قال “المغرب من بين الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام، وآمل أن نسمع من الملك أو وزرائه اعتذارا”، كان ذلك خلال برنامج خُصص لمناقشة هذا الأمر الذي أثار الرأي العام الإسرائيلي.
وأورد المستشار السابق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “هناك روابط اقتصادية وثقافية (بين المغرب وإسرائيل)، وهناك جهود ملحوظة من أجل ترميم المقابر وإعادة إحياء الذاكرة اليهودية المغربية”، وأضاف أن قصة جديدة بدأت تُكتب بعد ما اعتبره حِراكا للمستشار الملكي أندري أزولاي، محذرا من “ضياع” كل تلك الجهود بسبب إقدام اللاعبين المغاربة على حمل أعلام فلسطين.
وبشكل يدعو للاستغراب حول العلاقة بين فرنسا وإسرائيل والمغرب في هذا الموضوع، أو بين السياسات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية للرباط والدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، قال بن عمو إنه يدعو سفير المملكة في باريس أو وزراء في الحكومة المغربية إلى إصدار بيان باسم الملك، من أجل “الاقتناع بالصداقة الجديدة للمغرب” وتابع “لا يمكن إدخال العلم الفلسطيني للملعب بهذه الطريقة، على الشرطة المغربية أن تعرف بالأمر”.
وجورج مارك بن عمو، مزداد في مدينة السعيدة بالجزائر سنة 1957، وهو من اليهود الجزائرين الذين هاجروا إلى فرنسا واكتسبوا جنسيتها، حيث استقر في البداية بمدينة نيس مع والديه ثم انتقل إلى باريس ليعمل كاتبا وصحفيا، قبل أن يصبح مقربا من نيكولا سركوزي، ورافقه كمستشار في أغلب فترات مسؤولياته السياسية بما في ذلك ترؤسه للجمهورية سنة 2007، حيث عُين مستشارا مكلفا بالثقافة والشأن السمعي البصري.
ولا تحظى توجهات بن عمو بالقبول حتى داخل فرنسا، حيث دام بقاؤه في قصر الإليزي لأقل من سنة بسبب الانتقادات التي وُجهت له، ونتيجة اتهامه بمحاولة استغلال صداقته الشخصية مع ساركوزي للسطو على صلاحيات وزارة الاتصال، ليحاول بعدها الرئيس تعيينه على رأس أكاديمية فرنسا بالعاصمة الإيطالية روما، لكن مثقفين وإعلاميين فرنسيين وقعوا عريضة ضده أدت إلى إلغاء الفكرة.