تناقلت بعض المصادر من مطار لندن ، أن المواطن المغربي “محمد أمين” أحد أفراد الجالية المغربية المقيم بذات المدينة والذي يشتغل بمطار لندن London Gatwick ، لاحظ بمحض الصدفة ، خريطة للمغرب بمطعم بالمطار المذكور وقد بثر منها الصحراء المغربية ، ووضع مكانها إسم الكيان الوهمي ، إذ دفعته غيرته الوطنية إلى تصحيح الوضع وكتب مكان الكيان الوهمي كلمة الصحراء المغربية ، الشيء الذي جر عليه مشاكل كبيرة ، وتم فصله من عمله وإلزامه بدفع غرامة مالية قدرها “ثلاثة آلاف جنيه إسترليني” ، إلا أن الأغرب في الأمر أن الشركة التي تشغله هي شركة إماراتية ، التي تنتمي لدولة معترفة مسبقا بمغربية الصحراء .
فهل هذا التصرف الذي ينبع من الروح الوطنية المغربية الصادقة هو تصرف إندفاعي غير مسؤول ؟! .
مع العلم أن الصحراء المغربية قضية شعب كله ولا يمكن بثر أي جزء منه ، فالشعب المغربي بكل مكوناته ، يسعى دوما إلى الحفاظ على أراضيه التاريخية المرتكزة على البيعة لجميع ملوك وسلاطين المغرب والدوحة العلوية الشريفة ، فلم تأتي معجزة المسيرة الخضراء سنة 1975 إعتباطية ، فقد كانت مطلب ملك وشعب بأجمعه لإستعادة جزء من أراضيه دون سلاح ولا عنف .
فممارسات أعداء الوحدة الترابية للمملكة ، لا تؤثر أبدا وبأي شيء في الوطن وأبنائه البررة كما لا تؤثر في موقف المغاربة الصحراويين ، ولن تنزع مغرب الصحراء من قلوبهم ، لأن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه .
وما تصرف المواطن المغربي أحد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، سوى فيض من غيث نابع من حب الوطن ، بالرغم أنه غادر الوطن للرزق ولكن الوطن لم يغادر قلبه .
تصرف هذا المواطن المغربي ، هو تصرف كل مواطن مغربي حر أبي ، يشعر بإنتمائه الحقيقي لهذا الوطن الآمن ، ولا يقبل البثر أو التقويض الجزئي أوالكلي للوحدة الوطني.
إذن الوطن كفيل بحماية مواطنيه ، أمثال هذا الرجل “محمد أمين” ، الذي ضحى بحياته ومستقبله ، أينما كانوا في أي موطئ قدم للغربة طلبا للرزق والعيش الكريم ، ولو بين مطرقة الشركة المشغلة وسندان البلد المضيف .
فهلا تعالت أصوات المطالبين بإنصافه ، وتدخل المصالح القنصلية المغربية الموجودة بعين المكان ، والعمل على إرجاع الأمور إلى نصابها ، وإحقاق الحق وشد عضد هذا المواطن الأعزل ونصرته في قضيتنا العادلة ، والترافع بروح ووطنية لا تقل وهجا عنه ، بالدفاع عن التراب الوطني والحفاظ على أراضيه ، في نطاق الإرتباط التاريخي لأقاليمه الجنوبية والشرعية الدولية .