فرنسا تتحرك لإنهاء الأزمة الصامتة مع المغرب
وافق المغرب مساء الأربعاء على تعيين كريستوف لوكورتييه سفيرا جديدا لفرنسا في الرباط، وهذا التعيين الذي سيمهد لزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الخميس المقبل يعكس رغبة باريس في تهدئة التوتر الصامت منذ أشهر بين البلدين بسبب أزمة التأشيرات وموقف باريس الغامض من قضية الصحراء.
اتخذت باريس أولى الخطوات لإنهاء الأزمة الصامتة مع الرباط التي تعود بالأساس إلى تقليص فرنسا لعدد التأشيرات وغموض موقفها من قضية الصحراء، التي قال العاهل المغربي الملك محمد السادس إنها “النظارة ” التي ينظر بها المغرب إلى العالم.
وتتوجه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى الرباط يومي 15 و16 ديسمبر لمناقشة ملف التأشيرات الشائك وإعداد مشروع برنامج لزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون المقررة في يناير، على ما أفادت الخارجية الخميس.
وأوضحت متحدثة أن “الوزيرة ستصل مساء يوم 15 وستعقد اجتماعا في اليوم التالي مع نظيرها ناصر بوريطة”. وأضافت “سيناقشان كل مواضيع العلاقات الثنائية”، وذكرت خصوصا ملف التأشيرات.
ومن المرتقب عقد مؤتمر صحفي إثر اللقاء الثنائي.
في مؤشر على تهدئة العلاقات بين البلدين، تم تعيين سفير فرنسي جديد في المغرب بعد خلو المنصب عدة أشهر
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية آن كلير لوجاندر خلال إحاطة صحفية إن الهدف هو “تحديد آفاق طموحة ومبتكرة لهذه العلاقة المميزة”.
وأضافت “فرنسا والمغرب شريكان كبيران على صعيد الاقتصاد والتعليم والأمن والتعاون، وبالتالي ستتم معالجة مجمل المواضيع في إطار هذه الزيارة”.
وكانت باريس قد قررت في سبتمبر 2021، خفض تأشيرات الدخول الممنوحة للمغاربة بالنصف، مبررة ذلك بإحجام المملكة عن إعادة استقبال رعاياها المقيمين في فرنسا بصورة غير قانونية.
وهذا الإجراء، الذي وصفته الرباط بأنه “غير مبرر” والمنظمات الإنسانية غير الحكومية بأنه “مهين” والأوساط المغربية الناطقة بالفرنسية بأنه “أخرق”، أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين منذ عام.
ودافع ماكرون خلال قمة الفرنكفونية التي عقدت في تونس خلال الشهر الماضي على سياسة تقليص التأشيرات. وأكد ماكرون في مؤتمر صحفي وجود تسهيلات في الفترة الأخيرة حول ملف عودة المهاجرين الذين تتم إعادة ترحيلهم إلى بلدانهم، معتبرا في المقابل، أنه من غير المقبول ألاّ تتم إعادة الأجانب الموجودين في وضع غير نظامي والذين تم تحديدهم على أنهم يمثلون خطرا على النظام العام في فرنسا.
ولم تحدد المتحدثة ما إذا كانت قضية الصحراء ستناقش خلال زيارة الوزيرة.
وفي إطار اتفاق تفاوض بشأنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اعترفت واشنطن في ديسمبر 2020 بسيادة المغرب على المستعمرة الإسبانية السابقة، في مقابل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
ومذاك تحث الرباط فرنسا، التي لطالما دعمت المغرب في هذا النزاع، بالاعتراف بدورها في “سيادة المغرب على الصحراء الغربية” كما فعلت إسبانيا.
وكان العاهل المغربي شدد في خطابه في ذكرى “ثورة الملك والشعب” ضد الاستعمار الفرنسي على أن بلاده تنظر إلى العالم عبر “نظارة” الصحراء، “ممتنّا لدول تدعم موقف بلاده، بينما طالب أخرى بـ”توضيح مواقفها” بشكل “لا يقبل التأويل”.
وفي مؤشر على تهدئة العلاقات بين البلدين، تم تعيين سفير فرنسي جديد في المغرب بعد خلو المنصب عدة أشهر.
والسفير الجديد هو المدير العام لشركة “بيزنس فرانس” كريستوف لوكورتييه الذي حصل مساء الأربعاء على موافقة الرباط، على ما أفادت وزارة الخارجية الخميس وكالة فرانس برس.
وأوضحت لوجاندر خلال المؤتمر الصحفي أن لوكورتييه سيتولى مهامه قريبا جدا، مضيفة “سيكون بوسعه استقبال الوزيرة خلال هذه الزيارة ومعاودة تحديد هذه الآفاق الطموحة التي نأملها لعلاقتنا المميزة”.