ألقت النيابة العامة الفيدرالية والمكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية القبض على 25 إرهابيا يمينيا مشتبها كانوا يخططون لانقلاب في ألمانيا، ويقال إن زعيم التنظيم هو نبيل غامض من ولاية هيسن ويدعى الأمير هينريش الثالث عشر رويس ويبلغ من العمر 71 عاما.
وأعد المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية والمدعي العام الفيدرالي واحدة من أكبر الإجراءات التي تتخذها الشرطة ضد المتطرفين في ألمانيا على الإطلاق. وتحرك مئات المحققين من جهاز أمن الدولة في وقت قياسي ضد 52 مشتبهاً بهم في لجنة «الظل» الخاصة التي تشكلت في بداية سبتمبر، حيث وضعوا الإرهابيين المشتبه بهم تحت المراقبة، والتنصت على الهواتف، ومراقبة مجموعات الدردشة، والتحقق من الحسابات، وهم الآن على يقين من ظهور مجموعة إرهابية يمينية متطرفة من مواطني الرايخ.
وحسب القناة الإخبارية الألمانية التلفزيونية، فإن الشبكة المتطرفة هذه واسعة الانتشار، وتضم مشتبها بهم في إحدى عشرة ولاية اتحادية داخل ألمانيا وأيضا في النمسا وإيطاليا. والسبب هو الرفض العميق لمؤسسات الدولة والنظام الأساسي الديمقراطي الحر لجمهورية ألمانيا الاتحادية والسعي من أجل «تغيير النظام على جميع المستويات».
ومنذ نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، كانت المجموعة تخطط «للإطاحة بنظام الدولة الحالي في ألمانيا واستبدالها بشكلها الحكومي الذي تم وضعه بالفعل في الخطوط العريضة»، وفقًا لما ذكره المدعي العام الفيدرالي وإخضاع الألمان لحكمها بقوة السلاح لو استدعى الأمر ذلك.
ووفقاً للمحققين، أرادت المجموعة دخول البوندستاغ مع عشرين رجلاً وامرأة – على غرار هجوم الكابيتول في الولايات المتحدة. وكان ينبغي تقييد أعضاء البرلمان وأعضاء الحكومة واعتقالهم. وأملت الجماعة الإرهابية على ما يبدو بأن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في جميع أنحاء البلاد، والتي ستنتهي بالإطاحة بالنظام، وتشكيل حكومة مؤقتة بقيادة الأمير رويس.
ويقال إن الجماعة انقسمت إلى ذراع مدنية، تسمى داخليًا «المجلس»، وذراع عسكرية – نوع من حكومة الظل كاملة مع جيش الظل. ويقال إن الأخيرة ينتمي إليها عدة جنود سابقين وجندي نشط واحد في الجيش، الرقيب أندرياس م.، 58، لا يزال رسميا يعمل كمسؤول لوجستي في قيادة القوات الخاصة.
كما رصدت أجهزة الأمن مشتبها آخر، بيتر و.و كان يقود كتيبة مظليين، لكنه اضطر لمغادرة الجيش الألماني، والعضو السابق في حزب البديل من أجل ألمانيا في البوندستاغ، بيرجيت مالساك وينكمان والتي عملت قاضية في برلين منذ مارس 2022 . ويعتقد المحققون أنها ربما زودت الفريق بخطط عن كيفية الدخول إلى مبنى البرلمان.
وبينت مجلة «شبيغل» أن الأمير هنريش أجرى اتصالات مع السلطات الروسية، في حين أن السلطات ما زالت تحقق حول هذه النقطة. وفي مؤتمر صحافي، قال متحدث الكرملين، ديمتري بيسكوف: «لا يمكن أن يكون هناك أي نقاش عن تدخل روسي من أي نوع». وأضاف أن ما تشهده ألمانيا هو «قضية داخلية»، مشيرا إلى أن المسؤولين الروس عرفوا عن المحاولة الانقلابية من وسائل الإعلام.
ويبدو أن العديد من أعضاء المجموعة حصلوا على أسلحة وعقدوا دورات تدريبية على الرماية، في حين يدير أحد المتهمين متجر أسلحة ويمتلك أسلحة نارية.
ونفت الرئاسة الروسية «الكرملين»، الأربعاء، أي مزاعم تشير إلى تورط موسكو في «المحاولة الانقلابية» التي أحبطتها ألمانيا، صباح أمس. وفي مؤتمر صحافي، قال متحدث الكرملين، ديمتري بيسكوف: «لا يمكن أن يكون هناك أي نقاش عن تدخل روسي من أي نوع». وأضاف أن ما تشهده ألمانيا هو «قضية داخلية»، مشيرا إلى أن المسؤولين الروس عرفوا عن المحاولة الانقلابية من وسائل الإعلام. وجاءت تصريحات بيسكوف في أعقاب إعلان الادعاء الألماني عن اعتقال 25 شخصا. وأشار الادعاء إلى أنه من بين المقبوض عليها مواطنة روسية تدعي فيتاليا. ب، اتهمت بأنها عملت على تسهيل محاولات للاتصال بين شخص كان سيصبح زعيم مجموعة ومسؤولين روس. وذكر أن المجموعة «اتصلت بدبلوماسيين روس في ألمانيا لمناقشة آرائهم بشأن مخططهم الجديد»، في إشارة إلى محاولة الانقلاب.