نواعم مغربيات يؤازرن منتخب بلادهن في الملاعب والمقاهي
سجلت المشجعات العربيات حضورا لافتا في مونديال كرة القدم الذي يقام حاليا في قطر، ومع انسحاب ثلاث من الفرق العربية إلى حد الآن بقيت المشجعات المغربيات اللاتي أكدن أنهن سيواصلن الحضور في الملاعب رغم الانتقادات والتنمر الذي يلقونه على مواقع التواصل الاجتماعي.
شاركت الجماهير المغربية في الاحتفالات بمقابلات منتخب بلادها. وتصدر الجنس الناعم المشهد في مدرجات الملاعب وساحات قطر بالإضافة إلى مقاهي الرباط ومدن أوروبية وعربية في أبهى صورة لهن وهن يرتدين قمصان المنتخب بلونيه الأخضر والأحمر، ويتابعن المباريات في المباشر وأمام شاشات التلفزيون.
وأظهرت المشجعات حماسة في التشجيع وترديد الأهازيج التي تتردد في الملاعب أثناء وبعد المباراة وخاصة بعد أن ضمن المنتخب المغربي التأهل إلى الدور الثاني، مرددات الأغاني مثل “مبروك علينا هاذي البداية وما زال ما زال”.
وظل إنجاز الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية في الثمانينات عندما بات أسود الأطلس أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ الدور الثاني في مونديال المكسيك 1986، خالدا في الأذهان وكان ملهماً لجميع الأجيال التي تلته حتى نجح رفاق حكيم زياش في تكراره الخميس بعد انتصارهم على كندا.
وخطفت صور لمشجعات يدعمن منتخبهن من داخل ملاعب بطولة كأس العالم أنظار العديد من عدسات المصورين رغم منع الفيفا بث صور المشجعات الحسناوات على شاشات التلفزيون للحد من القضايا المرتبطة بالتحرش الجنسي، لكنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثارت صور مشجعات المنتخب الوطني المغربي ردود فعل كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثير من المغاربة والعرب بجمال المرأة المغربية، ومساندتها ودعمها لمنتخبها. لكن مشجعات أخريات تعرضن لانتقادات وتنمر أثار حفيظتهن خاصة وأنهن لم يشتكين من المضايقات والتحرش في الملاعب والمقاهي.
وقالت الشابة جيهان الهاشمي إنها ليست المرة الأولى التي تسافر لتشجيع أسود الأطلس حيث تابعت منتخب بلادها في مصر أثناء تصفيات كأس أفريقيا، وتضيف أن المغاربة في الدوحة شكلوا سيمفونية منفردة، وعلى الرغم من أنها لم تتعرض للمضايقات أو التحرش في المدارج أو ساحات عرض المباريات، لكنها اشتكت من التنمر بتداول صورها على مواقع التواصل الاجتماعي وهو أمر حز في نفسها خاصة وأنها كانت تلتحف بالعلم المغربي. وقالت “أتيت للاستمتاع بالفرجة الكروية وتشجيع لاعبينا، وليس للفت الانتباه”.
ومن التعليقات التي أساءت لها “مكانك في المطبخ وليس بين صفوف الرجال في المدارج”.
وتضيف أن “تشجيع مباريات كرة القدم صار ثقافة لدى النساء في المغرب، ولم يعد الدخول إلى الملاعب عيبا، فلماذا التنمر والتحرش بنا ونحن نصفق لوطننا؟”.
أما آمنة الخضيري التي تتابع منتخب بلادها لأول مرة إذ دفعها حب وطنها إلى تشجيع المنتخب مباشرة من الملعب في مبارياته الثلاث وساعدتها في ذلك إقامتها في قطر، فتقول “لا يهمني نشر صوري على مواقع التواصل الاجتماعي ولا تهمني التعليقات اللاذعة التي تدرجها فئة مريضة من الرجال مع صور النساء، فالمرأة أختهم وأمهم وزوجتهم وصديقتهم ونحن نصف المجتمع ونحب بلادنا كما يحبونها”.
وعن صعوبة المقابلة القادمة أمام المنتخب الإسباني تقول آمنة “صحيح أن المنتخب الإسباني منتخب قوي ومرشح لنيل الكأس بنجومه الشابة، لكن الكرة ساحرة ومستديرة لا تعرف المستحيل، ومنتخبنا أثبت أنه أزاح أعتى المنتخبات، فكرواتيا وصيفة بطل الدورة الماضية”.
ولفت جمال الفتيات المغربيات الأنظار حتى أن وسائل الإعلام المحلية في السودان نشرت خبر طلاق طريف بمحاكم الخرطوم أثار دهشة القاضي، وتعود التفاصيل إلى شجار حاد بين زوجين ومطالبة الزوجة بالطلاق، وعند التحري عن الأسباب اتضح أن الزوج ومن خلال متابعة إحدى مباريات كأس العالم أبدى إعجابا واضحا وتغزّل بمشجعات منتخب المغرب الأمر الذي أثار غضب وامتعاض زوجته، ولولا تدخل الحاضرين في باحة المحكمة الذين استطاعوا إقناع الزوجة بالتراجع لحصل أبغض الحلال بينهما.
ومن لم يستطعن السفر إلى قطر من المشجعات المغربيات التحقن بالمقاهي لعيش الأجواء الجماهيرية ومشاركة الفرحة أثناء التسجيل والانتصار والغضب أثناء تلقي الأهداف.
وتقول سلمى التي التحقت بإحدى مقاهي الرباط وتابعت كل المباريات التي خاضها المنتخب المغربي، إن إقبال الفتيات على المقاهي لمتابعة مباريات الأسود أضحى أمرا عاديا على عكس السنوات السابقة.
ويؤكد كلامها الحضور الكثيف للنساء بالمقهى التي زينت جدرانها بالعلم المغربي وشعارات المنتخب، إذ تلحفت النسوة بالعلم، وتزينت أخريات باللونين الأحمر والأخضر لدعم المنتخب.
وقالت “منتخبنا أظهر أنه يمتلك أسماءً مميزة، وعلى مستوى عال أفضل بكثير من المباريات الماضية، وستبقى فرصتهم للفوز أمام إسبانيا قائمة”.
وأضافت “إن المنتخب المغربي لديه مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أهم الأندية العالمية، ونظراً إلى التحامهم القوي بالدوريات الأوروبية القوية، نجحوا في الترشح إلى الدور الثاني”.