أشرف عامل إقليم القنيطرة “فؤاد محمدي” مرفوقا بعدد من السفراء والشخصيات ، أمس الخميس 24 نونبر الجاري ، على تدشين نصب تذكاري “باب الفيتنام” ، بدوار السفاري بإقليم القنيطرة .
ويعتبر هذا النصب التذكاري ، بابا تقليديا شبيها بابواب قرى فيتنامية ، تم إستقدامه من دولة الفيتنام وعززت بمنحوتات من الحجر ، صممت بأيادي حرفيين مغاربة من منطقة تازة المغربية .
ودونت على حائط الباب جملتان تعبران عن مشاعر أسر مغربيةـ فيتنامية ، تجسدان حنينها لبلدها الأم “الفيتنام” ، داعيتين إلى تعميق روابط الصداقة والأخوة بين البلدين.
وتأتي هذه المبادرة النبيلة ، كعربون وإحتفاء بالصداقة المغربية الفيتنامية ، وبدعم من سفارة الفيتنام بالرباط ، تزامنا مع العيد الوطني ال77 للفيتنام.
وبهذه المناسبة، ذكرت سفيرة الجمهورية الإشتراكية الفيتنامية بالمغرب “دانغ تهي تهوها” ، بتضحيات العديد من الجنود المغاربة الذين فروا من جيش الإستعمار وقاتلوا إلى جانب الفيتناميين ، ليساهموا في تحرير بلادها.
وجدير بالذكر ، أن العلاقات المغربية الفيتنامية والتقارب بين الشعبين ، تعود إلى فترة الحرب الهند الصينية “1946-1954” ، عندما إنخرط الجنود المغاربة الشباب ، المجندون آنذاك ضمن القوة الإستعمارية الفرنسية ، قبل أن ينضموا إلى “جبهة إستقلال الفيتنام” بقيادة “هو تشي مينه”.
وأضافت السفيرة ، أن “باب الفيتنام” بالمغرب و”باب المغرب” في الفيتنام ، الذي سبق أن بناه الجنود المغاربة بين سنتي 1956 و1960 بالعاصمة هانوي يمثل خير تعبير عن القيم المشتركة بين البلدين.
ومن جهته ، رحب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير “مصطفى الكثيري” الذي يرأس جمعية الصداقة المغربيةـ الفيتنامية ، بهذه المبادرة وإقامة هذا النصب بدوار السفاري على غرار “باب المغرب” المقام في “باقي” بشمال العاصمة هانوي.
وأوضح الكثيري أن النصب الجديد يهدف إلى صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية للبلدين ، وإبراز تقاسم الماضي المشترك في الكفاح والتضحيات من أجل التحرير والإنعتاق من ربقة الإستعمار.
وأضاف الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل “عبد الله عفيفي” ، إن تدشين هذه المعلمة يعكس متانة العلاقات بين المغرب والفيتنام المعززة بتوقيع عدد من إتفاقيات التعاون.
وتعد منطقة السفاري ضواحي إقليم القنيطرة ، مكان معروف بالقرية الفيتنامية ، وكنقطة تجمع 80 أسرة مغربيةـ فيتنامية مقيمة بالمملكة ، حيث كانت في الأصل متكونة من سبعة أسر مغربيةـ فينتنامية لجنود مغاربة حاربوا من أجل الفيتنام وتزوجوا بنساء فيتناميات ، وقد تم توطينهم بالمغرب بأمر من جلالة المغفور له الحسن الثاني ، حيث منحت لهم أراضي فلاحية بإقليم القنيطرة.