أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالمساهمة الفعالة للمغرب في حفظ السلام في أفريقيا، وذلك خلال زيارته إلى الرباط ولقائه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، في موقف قال مراقبون إنه يأتي في وقت مهم بالنسبة إلى المغرب الذي يكسب يوما بعد يوم مواقف جديدة داعمة لدوره المهم إقليميا على جميع المستويات.
ويرى مراقبون أن موقف غوتيريش يؤكد صورة المغرب الحقيقية كما تراها الأطراف المؤثرة دوليا، بما في ذلك الأمم المتحدة؛ ذلك أن حضور المغرب في أفريقيا لا يتعلق بموضوع الصحراء فقط، بل توسع هذا الحضور بشكل جعل الرباط محورا اقتصاديا لتطوير غرب أفريقيا وربطها بأوروبا.
ويلعب المغرب أيضا دورا مؤثرا في الحفاظ على استقرار شمال أفريقيا، وهو شريك مساهم في أمن أوروبا من خلال الدور الذي يلعبه في ملف الهجرة، والحرب على الإرهاب، وهو ما تؤكده شهادات أوروبية وتقارير مختلفة.
◘ العاهل المغربي جدد التأكيد على موقف بلاده الثابت من تسوية هذا النزاع الإقليمي على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة
وأشاد غوتيريش بـ”المساهمة البنّاءة والمستمرة لمملكة شمال أفريقيا في الحفاظ على السلام وتوطيده وتعزيز الاستقرار ودعم التنمية، لاسيما في جميع أنحاء أفريقيا”.
وإن لم يشر غوتيريش في كلامه، الذي نقله عنه بيان للديوان الملكي، إلى موضوع الصحراء، فإن حديثه عن دور المغرب في تحقيق السلام والاستقرار وتعزيز التنمية في المنطقة يتضمّن إشارات مفادها أن المغرب لم يقف عند المقاربة الأولى لموضوع الصحراء، أي الرهان على الخيار العسكري، وأنه بدلا من ذلك اهتم بالتنمية كأرضية ضرورية لمقاربة الحكم الذاتي الذي يضمن الاستقرار على المدى البعيد.
وأعرب غوتيريش خلال لقائه بالملك محمد السادس “عن امتنانه على نجاح المنتدى التاسع لتحالف الحضارات، الذي عقد في فاس، ورحب باعتماد إعلان قوي وجذاب وهو أمر ضروري أكثر من أي وقت مضى في سياق دولي مضطرب”.
وأشاد غوتيريش بالالتزام الدائم للعاهل المغربي بتعزيز قيم الانفتاح والتسامح والحوار واحترام الاختلافات.
كما تم التطرق إلى قضية الصحراء المغربية في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2654.
وجدد العاهل المغربي التأكيد على موقف بلاده الثابت من تسوية هذا النزاع الإقليمي على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة ووحدة أراضيها.
◘ إشادة غوتيريش تؤكد صورة المغرب خارجيا كفاعل مؤثر اقتصاديا وأمنيا في أفريقيا وشريك لأوروبا
وجدد الملك محمد السادس دعم المغرب لجهود غوتيريش ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا في إدارة العملية السياسية، وكذلك لجهود بعثة مينورسو في مراقبة وقف إطلاق النار.
ورحب المغرب بالقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي مدد بولاية أخرى لبعثة مينورسو مدةَ عام، وذلك حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر العام القادم.
وأعرب المغرب عن تأييده لما جاء في نص القرار معتبرا أن صيغة الموائد المستديرة هي الإطار الوحيد للنقاش بهدف التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وفي سبتمبر الماضي أكد غوتيريش أنه “حان الوقت كي يفهم أطراف النزاع في الصحراء الحاجة إلى الحوار والسعي نحو الحل، وليس فقط إلى الإبقاء على عملية لا نهاية لها”، وجاء ذلك عقب انتهاء جولة مبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا إلى المنطقة.
وقال إنه “يأمل في أن تتطور العملية السياسية مرة أخرى”، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ”مشكلة مستمرة منذ عدة عقود في منطقة من العالم نرى فيها مشاكل أمنية خطيرة جدا”.