صحافي : مغاربة العالم مجرد “بقرة حلوب” لجلب الاستثمارات والقيام بالتحويلات المالية

فاطمة الزهراء مجدي

دعا مغاربة العالم إلى تغيير التمثلات الرسمية وغير الرسمية بشأن الجالية المقيمة بالخارج، خاصة ما يتعلق بالنظرة الاقتصادية التي تجعل منهم مجرد “بقرة حلوب” لجلب الاستثمارات والقيام بالتحويلات المالية، من خلال تفعيل مقترحات “تقرير التنمية” في مجال النهوض بأوضاع مغاربة المهجر.

بوشعيب البازي ، صحفي مختص بمغاربة العالم، قال إن “الأهداف المسطرة في تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد إيجابية للغاية، لكن ينبغي تفعيلها على أرض الواقع بواسطة سنّ سياسات جديدة ترمي إلى تحسين جودة الاشتغال بالمغرب”.

وأضاف البازي ، أن “أهم عائق في مسار التنمية بالبلد يتجسد في تجويد الخدمات بجميع المجالات، ما يتطلب استثمار التكنولوجيات الحديثة لإحقاق الجودة المطلوبة”.

وأوضح الصحفي المغربي أن “إشكالية التواصل حاضرة كذلك في نموذج التنمية القديم، حيث يشتكي مغاربة الخارج من البيروقراطية الإدارية، إلى جانب غياب الاستمرارية في ما يتعلق بالمرفق العمومي، وكذا البطء المرتبط بالأوراش العامة، في ظل عدم الاستفادة الكلية من طاقات وكفاءات مغاربة الخارج، و كذا غياب التواصل بين مغاربة العالم ووزارة الشؤون الخارجية و خصوصا بعد تغيير السيد محمد البصري و السيدة نزهة الساهل مما أدى إلى فراغ تام و إنهيار الجسر الذي كان يربط بين مغاربة العالم ووزارة الخارجية و بين القنصليات كذلك و الوزارة الوصية حسب تصريحات بعض المسؤولين .

وشدد المتحدث على أن “جائحة كورونا بيّنت للمغرب مدى أهمية الاكتفاء الذاتي في المجال الطبي، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في المنظومة الصحية الراهنة، وهو ما نبّه إليه تقرير التنمية الذي حدّد هدفا طموحا في أفق 2035، يتعلق برفع عدد الأطباء من 1.65 إلى 4.5 طبيب لكل مائة ألف نسمة، الأمر الذي لن يتحقق بدون إعادة النظر في معايير قبول الطلاب بكليات الطب والصيدلة”.

كما أفاد البازي، بأن “الإشكال المحوري يتجسد في تفعيل مخرجات لجنة النموذج التنموي الجديد، لا سيما تلك المتعلقة بالجالية المغربية القاطنة بالخارج، حيث يتم ربطها بالجانب الاقتصادي فقط؛ أي جلب العملة الصعبة للبلاد”.

وتابع قائلا: “يجب التفكير في مشاكل مغاربة الخارج من منظور استراتيجي، الأمر الذي يتطلب الانتقال من التنظير إلى التفعيل الواقعي بما سيعود بالنفع على البلد والمواطنين عبر إرجاع الثقة المفقودة إلى المؤسسات، وهو ما يتأتى بالتركيز على الجانب الثقافي الذي يستهدف تغيير العقليات المجتمعية”.

و في نفس السياق، قال الصحفي المغربي إن “تقرير لجنة النموذج التنموي تضمن العديد من الأشياء الإيجابية، غير أنه لم يُشخص أعطاب النموذج القديم بالشكل الكافي، خاصة ما يتعلق بالفساد والريع، كالفساد الذي ينخر مؤسسات الجالية كمؤسسة الحسن الثاني المغاربة المقيمين بالخارج التي باتت الشيخوخة تنخر جسدها بمسؤولين لم يحققوا أي إضافة لمغاربة العالم ،لأن التشخيص يعد جزءا من الحل؛ ومن ثمّ، ينبغي وضع الأصبع على الجرح”.

هذا و قد أكد البازي ، إن “الدولة عليها تجديد الآليات ذات الصلة بالسياسات العمومية، من خلال التركيز على الاشتغالات الثقافية لدى أبناء الجالية المقيمة بالخارج، وإحياء أدوار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالبلد، لأن الأساسي هو إحقاق التنمية البشرية المطلوبة”.

“لا يمكن التجاوب مع كل المقترحات”، يورد المتحدث، الذي أرجع ذلك إلى أن “التقرير توافقي بالدرجة الأساس، فضلا عن كونه يرسم خارطة طريق نحو المستقبل، غير أن أهم العوائق التي تواجه مغاربة الخارج تتمثل في غياب التقائية السياسات والبرامج والمجالس، وكذا ما يتصل بالتمثيلية السياسية، ومشاكل الاستثمار، والإشكالات الثقافية، وإنعدام التواصل ما يستدعي تسريع وتيرة التنمية المدمجة والمندمجة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: