بوصوف: يجب تكوين كفاءات قادرة على الترافع وإيصال نموذج التعايش والسلم ومبادئ “التمغرابيت” إلى العالمLa rédaction
La rédaction
تناول الدكتور المؤرخ عبد الله بوصوف ، الأمين العام للمجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارج ، خلال اللقاء الإفتتاحي لماستر الدين والثقافة والهجرة ، حول موضوع ” أي دور للديبلوماسية الثقافية في تعزيز الحوار بين الحضارات” ، والمنظم بمدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط يوم الثلاثاء 15 نونبر 2022 .
حيث تحدث “عبد الله بوصوف” على مركزية السلم في التاريخ الإنساني ودور الأديان في تعزيز قيم التعايش والتنوع ، والذي يتم الزج بها في الصراعات والحروب مما يجعل صوت العداء يجد صدى أكبر في العالم وفي وسائل الإعلام ، على الرغم من المبادرات الإنسانية الساعية إلى الحوار والعيش المشترك للإنسانية جمعاء.
وأوضح بوصوف أن الهدف من إنشاء هذا الماستر ، هو العمل على تكوين أطر ذات كفاءة قادرة على الترافع من أجل السلم وجعله الوسيلة الأساسية لبناء الإنسانية ، إنطلاقا مما توفره الثقافة المغربية والنموذج الديني المغربي من عناصر قادرة على تقديم الأجوبة اللازمة للتوثرات التي يعيشها العالم المعاصر.
وعن الأهمية بعد الهجرة في البناء الإنساني وكإنعكاس للحركية داخل المجتمعات والذي يسعى هذا الماستر إلى الإحاطة به .
كما أبرز بوصوف ، أن الهجرة المغربية المعولمة قد أثرت في ثقافة دول الإستقبال ، من خلال تقديمها للثقافة المغربية كما تأثرت بثقافة المجتمعات المستقبلة التي أصبح فيها المغاربة مواطنين كاملين ، على الرغم من أن بلدان الإستقبال وبلدان الأصل لم تأخذ بعين الإعتبار البعد الإنساني للهجرة ، خلال الموجات الأولى للهجرة ولم تسعى إلى مرافقة المهاجرين ثقافيا وروحيا وتزويدهم بالأدوات المعرفية اللازمة لإحتضان الثقافات الجديدة ، وتعاملت معهم بشكل تقني كيد عاملة مقيمة بشكل مؤقت .
ومن جهة أخرى يرى بوصوف على أن ماستر “الدين والثقافة والهجرة” هو فضاء لتكوين كفاءات علمية قادرة على إيصال قيم التعدد الثقافي واللغوي والديني ، إنطلاقا من النموذج الديني المغربي المتسم بالوسطية والعقلانية والليونة والتصوف الذي يشكل منطقة عازلة تجمع المنتسبين لجميع الديانات وحتى غير المتدينين .
وحاول تسليط الضوء على المضامين الفريدة الواردة في ديباجة الدستور المغربي ، والتي تعرف بتعدد روافد الهوية المغربية وتؤسس لنموذج مثالي في التعايش الديني ، الذي ميز المجتمع المغربي على مر التاريخ ، بالإضافة إلى تقريب المبادرات الكبرى التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، فيما يخص الإهتمام بأفراد الجالية اليهودية المغربية وتأطيرها مؤسساتيا وتثمين موروثها الثقافي والحضاري والعمل على إيصال هذه القيم إلى الجالية المغربية والمساهمة في بناء التعايش.
وفي تصريح خص به الصحافة ، أوضح بوصوف أن راهنية مبدأين : التدين المغربي والثقافة المغربية، يأتيان في سياق يعرف فيه العالم إجتياحا لموجة من الكراهية وفكر التطرف والتشنجات الهوياتية والحروب ، مشيرا إلى أن المغرب أو ما يعرف ب”تامغرابيت”، ببعهده الديني والثقافي له من الإمكانات ما يوفر حلولا لهذه الإشكالات العالمية الراهنة.
وأضاف أن الثقافة المغربية تتميز بتنوع روافدها اليهودية، المتوسطية، الإفريقية، والأمازيغية، والعربية، والحسانية، والإسلامية، كما أن التدين المغربي متسم بالتنوع والتعدد ، حيث يشمل كذلك المكون اليهودي ، مشيرا في هذا السياق إلى صدور ظهير ملكي حول إعادة تنظيم الطوائف اليهودية بالمغرب مؤخرا في الجريدة الرسمية ، وهو نموذج يستحق أن يعرفه العالم ، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الماستر في تكوين أطر ذات كفاءة عالية ومنفتحة ومتمكنة من اللغات العالمية من أجل تبليغ هذا النموذج المغربي إلى العالم.