وجهت الحكومة التركية الاثنين أصابع الاتهام إلى مسلحين أكراد في انفجار أدى إلى مقتل ستة أشخاص في شارع تسوق رئيسي في إسطنبول، واعتقلت الشرطة امرأة سورية يشتبه في أنها زرعت القنبلة ضمن حملة شملت اعتقال 47 شخصا.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها حتى الآن عن التفجير الذي وقع الأحد في شارع الاستقلال المزدحم. ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد تورطهما.
وأصيب 81 شخصا في الانفجار الذي أدى إلى تطاير الحطام في الهواء وفرار مئات المتسوقين والسياح والأسر من مكان الحادث.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية مسؤولان عن التفجير، في حادث مشابه لهجمات مماثلة وقعت في السنوات الماضية.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية هي جناح لحزب العمال الكردستاني. وأيدت واشنطن الوحدات في الصراع بسوريا، مما أذكى التوتر بين الدولتين العضوين في حلف الأطلسي.
ومع تصاعد التنديد الدولي بالهجوم، رفض صويلو، وهو من أشد منتقدي واشنطن في أنقرة، تعازي الولايات المتحدة في الضحايا وقال إنها أشبه “بالقاتل الذي يكون من أوائل الذين يصلون إلى مسرح الجريمة”.
ونفى حزب العمال الكردستاني في بيان على موقعه على الإنترنت تورطه وقال إنه لا يستهدف المدنيين. ونفى القائد بقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ضلوعها عبر تويتر.
وقالت شرطة إسطنبول إن المفجرة المشتبه بها تدعى أحلام البشير، وإنها مواطنة سورية اعتقلت خلال مداهمة ليلية.
وأظهرت لقطات بثتها قناة “تي.آر.تي” الرسمية البشير، بشعر مجعد وترتدي سترة أرجوانية عليها كلمة “نيويورك”، وهي مقيدة اليدين.
وبحسب شرطة إسطنبول، قالت أحلام البشير خلال استجوابها إنها تلقت تدريبات من قبل مسلحين أكراد ودخلت تركيا عبر عفرين، وهي مدينة أخرى في شمال سوريا.
وأظهرت تقارير إخبارية تلفزيونية صورا لامرأة فيما يبدو تترك صندوقا أسفل حوض زهور مرتفع في وسط الشارع قبل الانفجار مباشرة.
وقال مسؤول تركي إن احتمال أن تكون الدولة الإسلامية مسؤولة عن الهجوم “لم يتم استبعاده تماما”.
وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أتراك، كل اثنين منهم ينتميان إلى عائلة واحدة.
وكان بين القتلى الموظف بوزارة الأسرة يوسف ميدان وابنته البالغة من العمر تسع سنوات، بينما كانت زوجته داخل متجر مما ساعدها على النجاة من الانفجار.
مع تصاعد التنديد الدولي بالهجوم، رفض صويلو، وهو من أشد منتقدي واشنطن في أنقرة، تعازي الولايات المتحدة في الضحايا وقال إنها أشبه “بالقاتل الذي يكون من أوائل الذين يصلون إلى مسرح الجريمة”
وقال ابن عم يوسف ميدان في مقابلة مع “دمير أورين” إنه كان من المفترض أن تعود عائلة ميدان إلى مسقط رأسها في أضنة الأحد بعد حضور خطبة لأحد الأقارب في إسطنبول.
وأضاف “ذهبوا إلى هناك لحضور خطبة أحد الأقارب… كان من المفترض أن يعودوا الليلة الماضية. لكنهم أرادوا زيارة تقسيم وحدث ما حدث. أنا أستنكر الإرهاب. لا يوجد شيء آخر يمكن قوله”.
وقالت السلطات إن 24 من الجرحى، اثنين منهم في حالة حرجة، ما زالوا في المستشفى، بينما غادر 57 آخرون بعد تلقي العلاج.
وأثار الهجوم مخاوف من أن تُستهدف تركيا بالمزيد من التفجيرات والهجمات قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو 2023، والتي تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد يخسرها بعد قضاء عقدين في السلطة.
وسبق أن استهدف مسلحون أكراد وإسلاميون ويساريون إسطنبول بهجمات. وبدأت موجة من التفجيرات والهجمات الأخرى في جميع أنحاء البلاد عندما انهار وقف لإطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في منتصف عام 2015، قبل الانتخابات في نوفمبر من نفس العام.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات اجتياح استهدفت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، وقال الرئيس التركي هذا العام إن “هناك عملية أخرى وشيكة”.
ويقود حزب العمال الكردستاني تمردا على الدولة التركية منذ 1984 وسقط أكثر من 40 ألف قتيل في الاشتباكات. وتعتبر كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.